الخميس 03 مارس 2024
spot_img
الرئيسيةمجتمعتساؤل في التراضي بين التوبالي و ساجد ؟

تساؤل في التراضي بين التوبالي و ساجد ؟

بقلم : عمار وعمو .

يكاد متتبّع الشأن السياسيّ للأحزاب السياسية بالمغرب – ومن منطلق التجربة – أن يحتار في أبرز القضايا و أغربها إطلاقا في تاريخ الممارسة السياسيّة بالمغرب، بل واستنكار جدوى و دواعي الوقوع في سقطات سياسية، تخلُقُ معها جدليّة سياسوية تشغل الرّأي العام المحلي، الجهوي فالوطني، لتلقى صداها بين رفوف القضايا العدلية بإحدى المحاكم، و التي يبدوا على أنّها قضيّة شائكة تحوي بين طيّاتها، استثناءً لما تحملهُ من خصوصيات قد تفتح الجدل القانونيَّ بمصراعيـه .. في سطرٍ سريعٍ ينسُج مضمون الحال سؤاله البسيط؛ هل في السياسة كسلاء ؟؟؟
بدأت الجدليّة السياسويّة لما عرفه الشأن السياسيُّ من داخل إقليم بوجدور، عقب الحسم في نتائج الانتخابات الجماعية الفارطة، و التي حاز من خلالها حزب الفرس ببوجدور على أربعة مقاعد، ليشكِّل بعد ذلك تحالفاً و حزب الميزان بذات الإقليم، و ما أن شُكِّل مجلس بلديّة بوجدور، حتّى طفى الزّيتُ فوق الماء؛ فقد تمّ سحب تزكية التّرشح لمجلس المستشارين من “عند الله الادريسي التوبالي” عن طريق تدخُّل أمين عام حزب الفرس “محمّد ساجد”، الشيء الذي خلّف اعتراضاً و استنكارا في صفوف مناضلي و مناضلات فرع الحزب ببوجدور، بل ما جعل “التوبالي” يستفسر في ذات الخطب، و الأكثر من ذاك، أن يتقدّم هذا الأخير بالطّعن لدى القضاء ضدّ ما تعرّض له من منعِ للتّقدُّم بترشيحه ضمن لائحة مجلس المستشارين، و أبرز ما تعقّبهُ المتتبّع للشأن السياسي هو رجوع “التوبالي” من القضاء خوي الوفاض و دونما أيّ مؤشر يوحي بوقع استعانته بالقضاء؟ .. لنعرُج إلى سياق التّساؤل في نوع الضّغوطات التي قيل أنّها قد مورست على “محمّد ساجد”، لتُخضعه حتى يسحب التّزكية من مرشحه ببوجدور؟ ثمّ التخمين في ما جعل من فارس بوجدور يترجّل عن فرسه، في ظرفية لا يستعدُّ الفارس فيها أن يخسر قضيّته؟ .. سؤالان دقيقان، يفرزان لنا تساؤلاً في التّراضي بين التوبالي و ساجد؟ أو بصيغة أوضح، ما سرُّ تراجع “التوبالي” عن المطالبة بـ (حقه) في التّرشح لمجلس المستشارين، يأتي ذلك موازاةً مع الضّغوطات التي قيل على أنّها قد مورست على “محمّد ساجد” حتى يَقدُم على ما فعل، إضافة إلى كلّ ذلك، النّبش في ما جعل من “التوبالي” يخضع لقرار “ساجد” الذي لجأ إلى أحد الأرشيفات من أجل إرغام “التوبالي” على الثبات و الرّضوخ للأمر الواقع ..
يبدأ المسلسلُ السيّاسيُّ الذي تناول العديد من التّناقضات منذ بدايته، بخصوص حزب الفرس – لا على مستوى مركزيّته أو فرعه ببوجدور- أن يتقلّد “محمّد ساجد” منصب الأمانة العامّة لحزب الاتحاد الدُّستوري؛ فقد راجت أخبارٌ مفادها أنّ ساجد قد دخل في مساومة مع حزب “البّام”، إذ كان الهدف منها أن يتنحّى هذا الأخير عن عُمُوديّة الدّارالبيضاء، مقابل تقلُّد منصب الأمانة العامّة لحزب الفرس، غير أنّه أنكر ذلك في لقاءٍ تلفزيونيٍّ على قناة “ميدي1” عندما حلّ ضيفاً على برنامج “90دقيقة للإقناع”، يأتي هذا موازاةً مع الإقتراع الآنف لمنصب الأمانة العامّة، و الذي سجّل حالة استنفار من خلال التّصويت الإلكتروني الذي لم يكن ديمقراطيّاً، كما أنّ أحداثه لم تمر هكذا مرور الكرام دونما احتجاجات على الاستغباء الذي ندّد به مناضلوا و مناضلات حزب الفرس آنذاك .. بعد ذلك و في خطوة سابقة من نوعها، استطاع فرع الحزب الآنف الذكر ببوجدور أن يحوز على 4 مقاعد، و بالتّالي الدّخول في تحالف لتشكيل مجلس بلدية بوجدور، و بعد أن ضمن حزب الفرس ببوجدور مقعداً له بمجلس المستشارين، كانت الصّاعقة الكُبرى أن أقدم “ساجد” على سحب تزكيته من مرشحه بجهة العيون الساقية الحمراء “عند الله التوبالي”، الذي تقدّم بطعن لدى المحكمة بالعيون، إلاّ أنّهُ استسلم بسرعة ما لها من نظير، بل بسهولة تثير الفضول و الشكوك حيال الهدوء الذي كانت تسبقه العاصفة؛ ما يعني أنّ “التوبالي” رضخ للأمر الواقع –المتمثِّل في سحب تزكيته دون التّرشح لمجلس المستشارين- في جوٍّ غامضٍ لم يُقدِّم فيه “التوبالي” تبريراً لتراجعه عن الطّعن و رجوعه و كأنّما هو راضٍ على الوضع الذي آل إليه حاله، إلاّ أنّه و في نفس الوقت، لم يكن راضياً بما جرى فرسه بمنحاه تماماً كما لا تشتهيه السُّفنُ من رياح …
ليس بعيدا عن السِّياق، و رجوعا إلى نشأة حزب الفرس ببوجدور؛ بعدما كان ذا نفـَسٍ شبابيٍّ بامتياز، لا وجود فيه لـ “عند الله التوبالي” و لا لعددٍ ممَّن هم الآن مناضلون من داخل فرعه ببوجدور، لا يمكننا بأيِّ حالـٍ من الأحوالـِ، أن نغفل المشاكل التي سايرت نشأة فرع حزب الفرس ببوجدور، و التي تقدّم من خلالها ثلَّةٌ من الشباب الذين كانوا – بالأمس القريب – أعضاءً فعليِّين له، بطعنٍ و مراسلةٍ لمركزية الحزب بالدّارالبيضاء عقب ما مورس عليهم من خبث سياسيٍّ لا أخلاقيٍّ تمثل في امتهان الحزب و ممارسة السّمسرة لصالح “عند الله الادريسي التوبالي”، إلاّ أنّ مركزيّة الحزب لم تُبْدِ اهتمامها حيال ذلك، لكنّها احتفظت بملفّ الطّعن الذي تقدّم لها به أولئك الشباب .. و بعد أن التجأ “التوبالي” للطّعن و الإقدام على تقديمه للمحكمة بالعيون جرّاء عدم قبول ترشحه لمجلس المستشارين، استغلّت – مركزيّة الحزب في شخص الأمين العام ساجد- ذلك الطّعن و العارضة المسلمان لها من طرف أولئك الشباب الذين كانوا يمثلون أعضاء فرع حزب الفرس الفعليين ببوجدور، و بالتّالي إرضاخ “التوبالي” و المساومة على حساب الشباب الفعليين من أعضاء الحزب، و التّراضي على أساس هدنة في إطار اللعبة السياسيّة المنتهجة و إلاّ سوف تَعْرُجُ الأمور إلى ما لا يُحْمدُ عُقباهُ .
في التّساؤل المطروح حول التّراضي بين “التوبالي” و” ساجد”، سلسلة من الأحداث التي مرَّت دونما توقُّفٍ و معاينة، بل الأكثر من ذاك، أنّ مركزية حزب الفرس لم تهتم قطُّ بالشباب الذين كانوا بالأمس القريب أعضاءً من داخل حزب الفرس، إلاّ أنّهم و في وقتٍ وجيزٍ أصبحوا أداةً و سلاحاً كان في دُرج الأرشيفات، استعان به “ساجد” عندما دعت الضرورة الملحّة عنده بذلك، بهدف إخضاع “التوبالي” على التراجع و سحب فكرة الطّعن من رأسه و من المحكمة بالعيون؛ الشيء الذي يفسِّر استصغار القانون و الخطاب الملكي الذي أولى أهميّة بإشراك الشباب و العمل السياسي .. و الأغرب من كُلّ ذلك، أن يتمّ تشكيل مكتب فرع حزب الفرس و منظماته الموازية له دونما أيّ مؤتمر إقليمي؛ فبعد أن عُقد المؤتمرُ الإقليميُّ الأول لحزب الفرس ببوجدور بأسماء غير الأسماء المفبركة و المدرجة بتشكيلة “التوبالي” التي انتهجت أسلوب السّمسرة، لم يتم الإقدام على تنظيم أيُّ مؤتمر إقليمي على مسمع ساكنة بوجدور و الرّأي العام، اللهمّ إن كانت استعانة ببعض المحسوبيين و السّماسرة في التمهيد للتجاوزات القانونيّة التي أقدم عليها “التوبالي” و من معه .
في آخر المطاف، لا يسعنا إلا التّساؤل عقب كلّ ما رأيناه و ما وقفنا عليه، حول الإفتراض الجدليِّ، الأبيض و الطريف، في ما إذا لم يكن للدّولة علم و دراية بكلِّ هذه التجاوزات اللاقانونيّة؟ فضلاً عن التّساؤل في إمكانية تدخّل الدّولة و رباطة جأش كلمتها، هذا إن كان فعلها يتعدّى كونه لازماً ليحُلّ ملفـّاً سيدخلُها لرقعة جهة العيون السّاقية الحمراء ؟

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات