النهار24 .
شارك السيد محمد الغراس،كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، في منتدى توظيف التكنولوجيا والابتكار في التعليم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسلطنة عمان في الفترة ما بين 15 و18 شتنبر 2019.
وقد حضر في هذا المنتدى عدة وزراء في مجالات التعليم والاتصالات وتقنية المعلومات والابتكار ومسؤولين كبار في قطاع الصناعة وريادة الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص المحلية والدولية من رجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب في مجال توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
و عرف حفل الافتتاح، حضور صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، كما تضمن برنامج يوم الإثنين 16 شتنبر 2019 ثلاث جلسات نقاشية تناولت الجلسة الأولى قيادة الابتكار في التعليم أما الجلسة الثانيه فتمحورت حول الاستثمار في التعليم التكنولوجي والمهارات الرقمية من أجل ريادة الأعمال على المستوى الإقليمي فيما تناولت الجلسة الثالثة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق الثورة الصناعية الرابعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .
وقد أبرز السيد محمد الغراس، كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، في معرض تناوله لمحاور المائدة المستديرة الأولى ” قيادة الابتكار في التعليم ” الأهمية التي توليها المملكة المغربية لفضاءات الحوار المباشر وتبادل التجارب والخبرات والممارسات الجيدة بين الدول، بغاية الإسهام في تطوير المنظومات التعليمية من طرف مختلف الفاعلين والمتدخلين ، وجعل هذه المنظومات مصاحبة ومواكبة للتطورات التي يعرفها عالم اليوم وفاعلة فيها.
وأضاف السيد كاتب الدولة، أن العالم يسير على وقع الثورة الصناعية الرابعة، حيث تعيش البشرية تحولات عميقة وغير مسبوقة في حجمها ونطاقها وتعقيداتها، إذ باتت التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من المجتمعات الحديثة، وهو ما يستوجب بالضرورة التحضير الجيد والمتعدد الأبعاد للتعامل مع هذه التحولات بإدراكها واستيعابها واستكشاف سبل الاستفادة من فرصها الكامنة واستباق الصعوبات والتحديات لمواجهتها.
كما أكد على أهمية تشجيع الابتكار والاستثمار في مجال التعليم التقني والمهارات الرقمية و تنمية الكفاءات الأفقية في جميع مستويات التعليم والتكوين لتعزيز الثقافة النقدية والحس الإبداعي لدى الشباب و تشجيع الثقافة المقاولاتية في مختلف أسلاك ومستويات التكوين وإرساء برامج تحفز الابتكار مع إشراك أوسع للمهنيين.
وفي هذا الصدد، أوضح السيد محمد الغراس أن المملكة المغربية، بصدد تنفيذ إصلاحات مهمة في ميدان التربية والتكوين والبحث العلمي بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الذي ما فتئ يولي فائق عنايته للنهوض بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين وجعلها مواكبة للتطورات التي يعرفها عالم اليوم، وتوفير مستلزمات بيئة اقتصادية متطورة يحركها البحث العلمي و الإبداع والابتكار، وتأهيل الشباب المغربي لجعله منخرطا بشكل واع ومسؤول في دينامية التطور، حاملا لأفكار مبتكرة وخلاقة.
وعلى هامش هذا المنتدى، عقد السيد محمد الغراس، يوم الثلاثاء 17 شتنبر 2019 لقاءا مع وكيلة التعليم التقني والتدريب المهني بوزارة القوى العاملة بسلطنة عمان، وهو اللقاء الذي أكد فيه الطرفان على أهمية العلاقات الثنائية المغربية العمانية وتعزيز سبل التعاون في ميدان التكوين المهني.
وفي نفس اليوم، قام السيد كاتب الدولة والسيد نائب سفير المملكة بعمان والوفد المرافق له بزيارة للكلية التقنية العليا بمسقط، حيث قدم لهم الدكتور عبد الحكيم بن هلال الإسماعيلي، مدير عام التعليم التقني بوزارة القوى العاملة، عرضا مفصلا حول سير هذه الكلية التي تعتبر ثاني أكبر مؤسسة للتعليم العالي في سلطنة عمان إذ تستقطب أعداد مهمة من الطلبة في مختلف التخصصات .
وخلال هذه اللقاءات، أعرب المسؤولون العمانيون عن رغبة بلادهم في الاستفادة من تجربة المملكة المغربية وتعزيز التعاون من خلال تبادل الأساتذة والمؤطرين والمتدربين والطلبة سواء في التكوين المهني أو في التعليم العالي، واستقطاب عدد مهم من المؤطرين والأساتذة المغاربة في مختلف تخصصات التكوين المهني، لاسيما تلك التي راكم فيها المغرب تجربة مهمة كمهن الصيد البحري والطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وصناعة الطائرات والسيارات واللوجستيك.
وتجدر الإشارة، أن هذا المنتدى يحظى بأهمية خاصة لدى بلدان المنطقة، لاستعراضه أفضل ممارسات القطاعين العام والخاص كأرضية لصياغة حلول ملموسة لمواجهة تحديات الغد الكامنة في البنية الرقمية التي تتسم بسرعة النمو لاسيما في مجال التعليم، وفي هذا الصدد، فقد عبر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد أعمر ورئيس مجلس إدارة “العقول العالمية” السيد جون جلاسي ، في محادثاتهما مع السيد محمد الغراس عن رغبتهما في أن تستضيف المملكة المغربية النسخة القادمة لهذا المنتدى، بالنظر للمكانة التي تحظى بها المملكة المغربية والإصلاحات الكبرى التي تشهدها والتجارب المهمة التي راكمتها في المجال الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والإصلاحات الكبرى في مجال التربية والتكوين .
وقد كان السيد كاتب الدولة، مرفوقا خلال هذا المنتدى بمسؤولين من قطاعات التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، هذا فضلا عن مشاركة وازنة للوفد المغربي الذي تشكل من مسؤولين حكوميين وممثلين لإدارات مركزية ومؤسسات عمومية والقطاع الخاص.