النهار24.
يشارك السيد محمد الغراس،كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، في منتدى توظيف التكنولوجيا والابتكار في التعليم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي تحتضنه سلطنة عمان في الفترة ما بين 15 و18 من الشهر الجاري.
وقد أكد السيد كاتب الدولة، في مداخلته بالمائدة المستديرة التي تمحورت حول ” قيادة الابتكار في التعليم ” والتي تم تنظيمها اليوم الإثنين 16 شتنبر، على أهمية هذا المنتدى، الذي يشكل فضاءا مواتيا للحوار المباشر وتبادل التجارب والخبرات والممارسات الجيدة بين المشاركات والمشاركين، بغاية الإسهام في تطوير المنظومات التعليمية من طرف مختلف الفاعلين والمتدخلين ، وجعل هذه المنظومات مصاحبة ومواكبة للتطورات التي يعرفها عالم اليوم وفاعلة فيها.
وأشار السيد محمد الغراس، أن أنظمة التعليم والبحث العلمي خلال العشرية المقبلة ستواجه تحديات مهمة، تتمثل في تزايد الطلب الاجتماعي، ومستلزمات الجودة والملاءمة مع المعايير الدولية،وتطوير التعلمات الأفقية، وبالأخص في اللغات والكفاءات الأساسية،والتطوير البيداغوجي لفائدة الطلبة الذين سيتوجهون إلى استعمال تكنولوجيا المعلومات، وتأهيل الخريجين لولوج سوق الشغل الذي يطبعه التغير المستمر.
وفي هذا الصدد، سجل السيد كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني أهمية تنمية الكفاءات الأفقية في جميع مستويات التعليم والتكوين لتعزيز الثقافة النقدية والحس الإبداعي لدى الشباب و تشجيع الثقافة المقاولاتية في مختلف أسلاك ومستويات التكوين وإرساء برامج تحفز الابتكار مع إشراك أوسع للمهنيين.
وفي معرض إجابته عن الأسئلة التي قدمت خلال هذه المائدة المستديرة، أوضح السيد محمد الغراس أن المملكة المغربية، بصدد تنفيذ إصلاحات مهمة في ميدان التربية والتكوين والبحث العلمي بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الذي ما فتئ يولي فائق عنايته للنهوض بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين وجعلها مواكبة للتطورات التي يعرفها عالم اليوم .
وفي هذا الصدد، قدم السيد كاتب الدولة للمشاركات والمشاركين في المائدة المستديرة، شروحات حول المنصة الجامعية الرقمية المغربية، التي تم إطلاقها في يوليوز المنصرم، وهي المنصة التي تندرج في إطار الجهود المبذولة لتعميم استخدام تكنولوجيا المعلومات في التعليم العالي، وبالتالي المساهمة في رفع العديد من التحديات. كما أنها تعد وسيلة لتشجيع التعليم المبتكر الذي يعتمد على الرقمنة. كما أنها توفر عرضا تكوينيا لفائدة الطلبة الأفارقة الفرنكفونيين وتعزيز الالتقائية بين الجامعات الإفريقية والمغربية و الفرنسية. بالإضافة إلى تكوين فرق جامعية مغربية في أخر المستجدات في ميدان تنمية الجامعات الرقمية.
وفي موضوع متصل، قدم السيد كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني مجموعة من المؤشرات تتعلق برفع الطاقة الاستيعابية للجامعات من خلال توسيع المؤسسات القائمة وإحداث مؤسسات جديدة للتعليم العالي ( 16 مؤسسة جديدة برسم الموسم الجامعي 2019/2020) و مضاعفة أعداد الأساتذة الباحثين الموظفين في الجامعات المغربية( حوالي 3000 أستاذ جديد خلال السنتين الأخيرتين) وتأهيل البنية التحتية الرقمية للجامعات المغربية من خلال عدة برامج.
كما ابرز اهتمام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتنمية التعلم الإلكتروني كنمط لتعليم منصف، من خلال إرساء منصة للتعلم الإلكتروني ومراكز افتراضية للموارد البيداغوجية، وهو ما يعزز الإصلاح الذي تم الشروع فيه بالتعليم العالي ويساهم في تحسين جودة التعلمات وعصرنة المنظومة وتحسين المردودية الداخلية والخارجية.
وأضاف،أن الوزارة اتخذت عدة مبادرات في أفق تعميم استعمال تكنولوجيا المعلومات في الميدان الجامعي والبحث العلمي من خلال إرساء عدة برامج مهمة. وان منظومة التعليم العالي بالمغرب تتوفر على 150 شعبة للتكوين معتمدة في ميدان تكنولوجيا المعلومات، هذا فضلا عن أن الوزارة تولي أهمية كبرى للبحث العلمي في المجال الرقمي.
وقد عرفت هذه المائدة المستديرة مشاركة، إلى جانب السيد محمد الغراس كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، وزراء التربية والتعليم من سلطنة عمان وموريتانيا ومصر والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.كما عرفت نقاشا غنيا ومثمرا من طرف المشاركين تميز بإشادة وزراء عرب وأفارقة بدور المملكة المغربية في النهوض بالتعليم والتكوين في بلدانهم من خلال برامج التعاون المثمرة والبناءة.
وتجدر الإشارة، أن المنتدى الذي يختص بمجالات التعليم وتكنولوجيا المعلومات والابتكار، يعرف مشاركة وفد مغربي مهم يضم أيضا السيد وزير الشغل والإدماج المهني ومسؤولين كبار عن الإدارة المركزية ومؤسسات عمومية.