الخميس 03 مارس 2024
spot_img
الرئيسيةكُتّاب وآراءمحمد أوزين الظاهرة السياسية.

محمد أوزين الظاهرة السياسية.

النهار : محمد لعبيدي .

الكبار يتعبون، يمرضون، لكنهم لا يموتونْ، هذا ما ينطبقْ بجلال على السياسي محمد أوزين وزير الشبيبة والرياضة السابق والقيادي في الحركة الشعبية، إذ لو أمعناَ النظر بتأنٍ فيما تعرض له، وما مرّ منه، طيلة العام الماضي، بدءً من انسحابهِ من منصبه الوزاريِ، ومروراً بما كابدهُ مع الهجمات المغرضةْ والمجانيةْ، من جانب من يصفون أنفسهم ب (الحركة التصحيحية)، وصولاً إلى الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، فأنّ الإنسان يخلص في نهايةْ إلى أنهُ، أمام ظاهرة سياسية مكتملة الأطرافْ وركائزْ.

موعدْ الظهور من جديدْ على المسرح السياسيِ، بخروجٍ مدوٍ من داخل برنامج حواري سياسيِ، في مواجهة صحافيِ، يشهد أعدائه قبل أصدقائه بكفاءته وحنكتهِ في استدراج محاوريهْ إلى زلات أو فلتات لسانْ، قد يدفعْ المحاورْ لهُ، ثمنها باهظاً، هذا الموعد، الذي جاء بعد سنة وشهر بالتمامْ، من تراجعه إلى خلف الستار السياسيِ، وان كانت بصماتهُ السياسية، طبعتْ جلّ معاركْ حزبهِ، وانجازاتهِ. هذا الموعدْ، حمل في ثناياه قراءات متعددة، تختلف باختلاف الرؤى والمواقعْ، وما يفهم منه بشكل عامْ، أن القيادي في الحركة الشعبيةْ، ارتأى إلى أن يوجهَ رسائله في شتى الاتجاهاتْ، ربما هاته الرسائل، التي طال انتظارها لوقت طويلْ قياسا بالزمن السياسي وتسارع أحداثه وتشابكاتهاَ. هذه الرسائلْ، التي حملت إشارات طمأنةْ، لأنصار أوزينْ التقليديين والجددْ، بأنهُ، مستمرْ على استكمال مشوارهِ وعهودهِ، التي ما فتئ يشدد عليها، في شتى المناسباتْ والمحافل السياسية، وحملت كذلك، ما يمكن أن نسميهْ، ضربات قاضيةْ، لخصومه السياسيين المعروفينْ، والمندسينْ، هي في مجملهاَ، ليلةْ مشهودةْ، جددت آمال الأنصارْ، وأجهزتْ على ما تبقى بحوزة الأعداء من بصيص أمل، يوقد فيهم شعلة، الانقضاض على رأسْ “أوزين”بعدما انطفأ وهجها على أعتابْ الخريف الماضي، قبل أن يصعد دخانها إلى السماء،(جعجاعات لا طحين وراءها)، وبالتالي، نهاية أحلامْ واهيةْ، لا تسعها إلا رؤوسهمْ المتقوقعةْ. في نهاية نخلص إلى أن محمد أوزين خُلقَ ليكون زعيماً وقائداً، لكن ذلك لا ينفي ولا يمنعْ، أن يطمح غيره بذلك، إلا أن شروط قيام ذلك الطموح، تستوجب الانتظار إلى حينْ اعتزاله العمل السياسيِ، وبما أن معادلة الانتظار، ستطول، كما يظهرْ، فلا مفرّ إذن لطامح إليهْ، أن يختارْ أحلامه بما يناسبْ واقعهُ وشروطهُ. إلا أن ما لاحظه الكثيرون، ممن لا تخطيء عيونهم أدق تفاصيل الزعيمْ الشابْ، اختفاءْ الابتسامةْ، كما كانتْ في سابق عهدها، أواَ ما من شيءْ، يستحقْ غيابها يا محمّد.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات