النهار24.
تشهد مدينة طنجة اليوم دينامية غير مسبوقة، عنوانها الجاهزية الشاملة لاحتضان كأس الامم الافريقية، وهي دينامية لم تكن لتتحقق بهذا الزخم وبهذا النسق المتسارع لولا القيادة الميدانية والحكيمة للسيد يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة ، الذي حول هذا الاستحقاق القاري من مجرد موعد رياضي الى ورش تنموي متكامل.
منذ تعيينه، تبنى الوالي التازي مقاربة واضحة تقوم على الفعل بدل الانتظار، وعلى التنسيق المحكم بدل العمل المعزول. فطنجة لم تعد فقط تستعد لاستقبال منتخبات وجماهير، بل تعيد بناء صورتها كحاضرة كبرى قادرة على تنظيم اكبر التظاهرات الدولية وفق المعايير المطلوبة. هذا التحول يظهر جليا في تسريع وتيرة الاشغال المرتبطة بالبنيات التحتية، من طرق ومحاور حضرية، الى تهيئة الفضاءات العمومية، وتحسين مداخل المدينة ومخارجها، مع عناية خاصة بالجمالية الحضرية وجودة الخدمات.
ما يميز عمل الوالي يونس التازي هو حضوره الميداني الدائم، وتتبعه الدقيق لمختلف الاوراش، دون الاكتفاء بالتقارير المكتبية. فقد فرض منطق الصرامة في احترام الاجال، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وهو ما انعكس ايجابا على اداء مختلف المتدخلين، من جماعات ترابية، ومصالح خارجية، ومقاولات مكلفة بالانجاز. هذا الاسلوب خلق نوعا من التعبئة الجماعية، حيث اصبح الجميع يشتغل بروح الفريق الواحد، لانجاح رهان وطني قبل ان يكون جهويا.
كما ان الوالي لم ينظر الى كأس افريقيا كحدث عابر، بل كفرصة استراتيجية لاعادة تموقع طنجة قاريا وسياحيا واقتصاديا. فالاستعدادات لم تقتصر على الملاعب ومحيطها، بل شملت ايضا تحسين النقل الحضري، الرفع من جودة الاستقبال الفندقي، وتأهيل الفضاءات السياحية، بما يضمن تجربة متكاملة للزوار، ويترك اثرا مستداما بعد نهاية المنافسات.
لقد نجح يونس التازي في اعطاء نفس جديد للادارة الترابية بالجهة، وجعلها رافعة حقيقية للتنمية، وليس مجرد جهاز لتدبير اليومي. واليوم، ومع اقتراب موعد كأس الامم الافريقية، يمكن القول بثقة ان طنجة تسير في الاتجاه الصحيح، وان الجاهزية التي بلغتها ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة عمل جاد، ورؤية واضحة، وقيادة مسؤولة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
طنجة تستعد، والجهة تتأهب، والمغرب يربح الرهان، حين يكون في الميدان رجال دولة من طينة يونس التازي


















