النهار24 .
حقيقة، إن لم يكن من المستحيل ، فمن الصعب، أن تكتب عن رجل بحجم وطن، وأن تكتب عن رجال صنعوا تاريخاً، وسطروا أمجاداً، لا سيما أولئك الذين يرسمون أروع معاني التضحية والتفاني والوفاء، من أجل ملكهم ووطنهم وشعبهم ، أولئك الذين يعتنقون ويقدسون ويغلبون مصالح الوطن والشعب على مصالحهم الشخصية، والذين ينتهجون النضال الأسطوري والبطولي ويعشقون ويؤمنون بالملك والوطن والشعب ويسلكون طريق الوطنية الحقة ، صدقوا وأخلصوا لوطنهم ولملكهم ناضلوا وضحوا وتفانوا وسخروا حياتهم وكرسوا جهودهم ومسيرتهم السياسية في سبيل الوطن..؟!؛
ومع ذلك تقرر في لحظة ما أن تكتب حتى ولو بالمختصر المفيد وفاءً لهم، وحين تكتب عنهم ترى الدنيا من زاوية أخرى يملأها الأمل والحنين وبشائر الإنتصار فالكتابة عن رجل وطني من أمثال صلاح الدبن مزوار بطعم خاص ونكهة فريدة..؟’!
لم أكتب عنه من قبل، وفكرت مراراً أن أكتب وكلما شرعت بالكتابة تراجعت، لأنني وببساطة وفي كل مرة أفشل في انتقاء الكلمات والعبارات التي تليق بهذا الرجل وحجم نضاله الوطني العريق ومساعيه وجهوده وتضحياته ومكانته ووطنيته وشخصيته الهادئة والنشيطة سياسيا والمتفانية في سبيل الوطن والمواطن الرزينة تلك التي تتسم بالحنكة والتفاني والنضج السياسي، ، في نضاله ووطنيته الصادقة وإخلاصة للملك ومواقفه الشجاعة والمحاطة بالحكمة والمكللة بالوطنية الفذة. فلا عجب ولا غرو فهو رجل حمل هموم الوطن والمواطن ، فها هو يقف موقف صارم وشجاع ويعلن عن إستقالته من رئاسة الإتحاد العام لمقاولات المغرب بعدما كان داعماً لتأهيل عمل الباطرونا خدمة للوطن .
تجده ذلك الرجل الوطني الغيور الشجاع المتفاني والذي، سخر كل طاقاته وقدراته وإمكانياته وبذل كل ما بوسعه ساعيا لأداء مهامه الوطنية التي كانت على عاتقه بكل جدارة ، سلك كل الطرق والمفترقات عمل كخلية نحل لا تهدأ بجهد دؤوب من أجل ملكه وشعبه ووطنه فعلا فالحياة لا تقاس بالسنين أو الفترات التي عاشها ، وإنما تُقاس بالقيم العظيمة والمعاني النبيلة وحجم ما زرع في حدائق الوطن والإنسانية.وما يعمل دون أن يكل أو يمل ليلا ونهارا للوصول لمبتغاه المنشود .؟!؛
لم أنل شرف اللقاء به مع أن ذلك أمنية والذي أتطلع يوما بعد يوم لأحظى بذلك ..لكنني منذ صعد رئيسا للباطرونا ومن خلال متابعتي لأعماله وجهوده الجبارة ومساعيه الوطنية الريادية والمكللة بالحنكة السياسية والمفعمة بالقيادة السياسية المحفوفة بالبناء والتنمية وأيضا ما قرأت ولا سمعت عنه سوى عمله الدؤوب مرارا وتكراراً، وكثيرة هي الألسن والأقلام الكبيرة الحرة والتي تتناقل العطرة الفواحة بالتفاني والتي تعمل بصمت تلك العريقة بفخر وشموخ.ومواقفه التي مفادها وطني وملكي هو أغلى..؟!؛
مزوار رجل وطني ، ومناضل يسطر إرثا كفاحياً وطنياً وآمن بأفكاره ومبادئه بل واحد من طينة كبار رجال الوطن والساسة المغاربة الكبار والوطنيون الصادقون ومن رجال الرأي و الحكمة، وركن أصيل من التراث الوطني والنضالي المغربي في كافة الميادين والأزمنة، تلتقي أم تختلف معه…..؟!
واستقالته اليوم من رئاسة الباطرونا ، خسارة كبري للوطن فالرجل لديه وعي مهني مسؤولية وطنية حقيقية تدبير عالي في مختلف المجالات .