الجمعة 04 أبريل 2024
spot_img
الرئيسيةكُتّاب وآراءلنكن متفائلين .. رهانات المغرب أكبر من لعبة المفاوضات...

لنكن متفائلين .. رهانات المغرب أكبر من لعبة المفاوضات…

النهار 24  : محمد التوري. 

أسطر معدودة على رؤوس الأصابيع جاءت في بلاغ للديوان الملكي..أطفأت نار مفاوضات اندلعت منذ 8 أكتوبر 2016 تاريخ تعيين رئيس الحكومة وخمدت في 15 مارس 2017 يوم إعفاء جلالة الملك لبنكيران وأجابت أيضا عن نقاش دستوري عمومي وأكاديمي وحقوقي قيل فيه ما قيل حول بديل لبنكيران وحزبه المتصدر نتائج الانتخابات..جلالة الملك طبق الدستور في إشارة قوية أن المغرب لا يقبل الدخول في النفق المظلم نزولا لاختيارات هذا أو ذاك..
التاريخ يصنع الرجال..ولكل زمان رجالات..بنكيران رجل مرحلة دستور 2011..شخصية حققت الشيء الكثير..في أوج الربيع العربي وأخفقت في أشياء أخرى..لا ننسى..ربطة العنق.. فهمتيني ولا لا..ديالي كبير..انتهى الكلام.. البطاطا..العيالات خاصهوم يجلسو فالدار.. الموظف يخدم أكثر ولا ينتظر الزيادة في الأجور..وقس على ذلك..
هل فعلا بنكيران أخطأ التقدير في تشكيل الحكومة..في اعتقادي لا اعتبر أن هذه الشخصية الفريدة من نوعها الذي عبر عن آماله في إنجاح مشواره السياسي..استطاع أن يحقق ما يخالج صدره..ويتجاوز صقور حزبه وتعنتهم ويتغلب على شراسة محيطه الداخلي والخارجي..
جاء البلاغ ليريح بنكيران..بالنسبة لنا فإن اصدار البلاغ في وقته المحدد..ليس مفاجأة..لكن المفاجأة هي هل بعد قبول البيجيدي مضمون البلاغ كيف سيفلح في تدبير المحطة القادمة بعد تعيين شخصية ثانية من نفس الحزب..
وقد يتفاجأ الحزب ومعه الرأي العام بتعيين رئيس للحكومة من نفس الحزب لا علاقة لها بالأسماء الثلاثة المتداولة..العثماني..الرباح والرميد..فإذا ما استمر الحزب في فرض نفس الشروط الذي أملاها على بنكيران..ففي هذه الحالة سنكون أمام بلوكاج ثاني من نوع آخر..
أمام وضعية العودة الى نقطة الصفر..في اعتقادي هناك الحل الأول..هو العودة إلى انتخابات جديدة..يعني ذلك دخول الحزب في صراع مع القصر أو اللجوء الى الحل الثاني..بتشكيل حكومة وحدة وطنية بناء على تبرير واحد هو أن البلاد في حالة طوارئ بسبب مناورات الجزائر وجنوب أفريقيا بعد دخول المغرب القمة الأفريقية و بسبب مناورات البوليساريو بمنطقة الكركارات..سبب كافي لتطبيق روح الدستور والتخلص من الحل الأول الذي سيدخل البلاد في مناقشات ديمقراطية تخفي عنا آثار غياب الحكومة على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.. وأيضا فهو حل سيعفينا من التكاليف الباهظة التي تصرف في عملية الانتخابات..
قبل ان أختم..لابد من الاشارة إلى شيء مهم في هذه اللحظة التاريخية التي يمر منها المغرب..لقد أظهرنا للعالم اننا مسلحين بدستور قوي يمكننا من تدبير شؤونها الداخلية بحكامة ورزانة وتعقل وبدون تبعية لجهة معينة.. لدينا مقومات اقتصادية مؤهلة إلى تحقيق تنمية شاملة..يكفينا الاطلاع على الأوراش الكبرى التي أنجزت في مختلف ربوع المملكة..ولدينا شعب واعي ملتف من طنجة إلى الكويرة حول جلالة الملك موحد البلاد وحامي حمى الملة والدين و لدينا أحزاب بمشارب وايديولوجيات مختلفة تمارس حقوقها وتدافع عن توجهاتها في احترام تام للقانون..أمام كل هذا..لا داعي لليأس من هذه التجربة الديمقراطية التي نمر منها ولا داعي للندم على هذه الفترة الزمنية التي ضاعت في مفاوضات خرج منها الأطراف خاوي الوفاض..سوف ندخل في مرحلة جديدة..بحلة جديدة وتوجهات جديدة لكسب رهان الديمقراطية الحقيقية و تقوية موقعنا الأفريقي والدولي..فلنكن متفائلين..

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات