السبت 04 أبريل 2024
spot_img
الرئيسيةكُتّاب وآراءمن وحي عاشوراء ....................

من وحي عاشوراء ………………..

بقلم : منى الحمومي .

رجت على غير ميعاد….خرجت يوم عيد عاشوراء….جلت هدا الصباح في زقاق المدينة القديمة…و الدنيا مطر…الصبيان يلعبون، فرحين بعيد عاشوراء و رأيت صبيا واقفا إلى جانب الحائط منعزلا لا يلعب مع الجميع….فاقتربت اليه، ما اسمك؟؟ …اسمي محمد …و قلت له تريد شيئا، اطلب مادا تريد؟؟…. فقال لي الصبي: أريد بيتا و أبا و أما….ذرف دمعة أحسست بحرها…أخدت بيده ، وحده ربي يعلم ما في قلبي…فقلت له اطلب ما شئت و لن ارد لك طلب…أبوك و أمك رحمهما الله و لن يعودا، لكن اين تعيش؟…و رد علي و هو متأثر و صوته يرتعش و جسمه يرتجف بردا … أعيش مع جدتي …فقلت له لا تفقد الأمل ،ادا قبلت سأذهب معك إلى بيتك أرى جدتك،…و في طريقنا كنت انظر الى جسمه النحيف و اتحسس قسوة الزمن من يده الصغيرة الباردة. ..يا رب لا شيء يجعلنا نتلاشى و نسقط من كف الوجود لهاوية الضياع مثل شخص عقدت عليه كل امالك ،فباغتك برحيله….
تمنيت لو يفهم كلامي” يا أيها المحروم من نعم الحياة ،لازال لك حق في الحلم فلا تيأس”. إلتقيت الجدة …جدة على باب البيت تبيع حلوى و خبز من صنع البيت. ضحكت معها و قلت لها “عواشر مبروكة يا حاجة” ،ادا سمحت لي سأبقى ازورك ؛أريد أن يصبح محمد صبيا رائعا، و اعتبريني كابنتك ادا أردت شيئا،ساعطيك رقم تليفوني….ضحكت المرأة العجوز و انحنت على المائدة و تكلمت بصوت متقطع :”شكرا لك ابنتي… اللهم امنحني القوة و الصحة لأربيه احسن تربية ،لقد تجرعت عدة ابتلاءات في هده الحياة. و إني يا ابنتي ما كان لي سيأتيني رغم ضعفي و ما ليس لي لن ينال أحد و لو بقوته”……فدكرتني بالصبر و الحمد ،”و هي التي في أمس الحاجة….جف الكلام الدي تمنيت أن اقوله ، و ما بقي إلا الصمت و الصمت يكفي…
يارب من للمنكسرين سوى رحمتك
ومن للمحرومين سوى عطائك
ومن للضعفاء سوى قوتك
ومن للفقراء سوى غناك
يارب جد واكرم على من ليس له ركن سواك…
ابتعدت و أكملت سيري. ..فرحت أشد فرح اليوم…أعطيتها رقم تليفوني و عاهدتها بزيارتها .و ودعتها و هي تضحك … أجمل الأشياء نلتقي بها صدفة …”يا رب كما غسلت الأرض بجمال مطرك..افرح قلوب المحرومين”، كم من كثير الثياب و الجاه عاري الثواب ،مذكورا في الأرض مهجورا في السماء ….
الحياة تباغت كل التوقعات، لكأنها تدهب حافية مبللة القدمين دوما…و إدا امعنت النظر إليها ..كأنك في حضرة الحزن المتقدة في ذاكرت الفرح،ان أرقى شجاعة أن نسمع ذلك الصوت الهامس بداخلنا و نصحح ما يمكن تصحيحه و في أقرب الآجال، و بهذا السلوك سوف تزيد ثقتنا بالله و نظرتنا لذواتنا التي تحركنا….
لا يوجد أحد يخلو من مشاكل الحياة ، فنحن نعيش على أرض أعدت للبلاء ، ولم يسلم منها حتى الأنبياء ٠
كل عاشوراء و انتم أقرب إلى المحرومين

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات