النهار24 .
أكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة نزهة بوشارب، اليوم بالرباط، خلال ندوة عن بعد نظمتها الوزارة تحت عنوان “الوزارات الإفريقية المكلفة بالمدينة، فاعلون اجتماعيون لموكبة تجاوز أزمة (كوفيد-19)”، أن جائحة (كوفيد-19) مكنت من تعزيز الثقة في القدرات المحلية والوطنية وإبراز “قيمنا الإفريقية المشتركة”.
وأشارت السيدة بوشارب، في كلمة لها خلال هذه الندوة الدولية التي نظمت لمواكبة المدن الإفريقية في تدابيرها الرامية إلى مكافحة كوفيد-19 في إطار تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وفقا للرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية للتصدي للتداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للفيروس في القارة، إلى أن “تداعيات كوفيد-19 ألحقت بلا شك أضرارا بالغة بالاقتصادات الإفريقية، إلا أنها في المقابل أتاحت لنا فرصا غير متوقعة”.
وأكدت الوزيرة أمام نظرائها الأفارقة المكلفين بسياسات المدينة، وممثلين عن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والمدن والحكومات المحلية المتحدة، والوكالة الفرنسية للتنمية، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي والبنك الافريقي للتنمية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات مالية محلية بالدول الشريكة والقطاعات الوزارية المعنية، أن “هذه الجائحة مكنتنا من الثقة أكثر في إمكاناتنا، كما أتاحت لنا فرصة لإعادة إدراك مدى صلابة بنياتنا الاجتماعية وقيمنا الإفريقية المشتركة”.
ومع ذلك، اعتبرت الوزيرة أن هذه الأزمة يجب أن تستحثنا على مراجعة أساليب الإنتاج والاستهلاك بالقارة، وأن ننهج نموذجا جديدا يقوم على استكشاف سبل جديدة للقدرة على الصمود، وضمان الاستقلالية الاقتصادية والصحية والرقمية، ودعم ميزانية البحث والتطوير.
وفي هذا السياق، سلطت السيدة بوشارب الضوء على جهود المغرب، الذي أحدث آلية ملائمة وأاتخذ جملة من التدابير والقرارات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والإداري قصد بلورة حلول لمكافحة الفيروس والتخفيف من تداعياته.
وأشادت الوزيرة بالتعبئة الجماعية التي أعقبت دعوة جلالة الملك محمد السادس لإنشاء صندوق خاص بتدبير الجائحة والمساهمة فيه، وهو ما مكن من تدبير الوضع على نحو هادئ وفعال”، مشيرة في هذا الصدد إلى تعزيز الطاقة الاستيعابة للمستشفيات ومضاعفة مراكز التشخيص والتضامن المؤسساتي والتكيف السريع للأنظمة الإدارية والمؤسسات التعليمية والجامعات مع أسلوب الرقمنة.
وهكذا دعت الوزيرة إلى بلورة حلول للمخاطر تقوم على أساس التوقع والتأهب والتعبئة والتتبع، “أربعة عناصر ينبغي أن تشكل مرتكزات لتنفيذ سياسات وبرامج إدارة المخاطر الترابية” .
من جانبهم، أشاد المشاركون في هذه الندوة بمبادرة صاحب الجلالة “التي تحث إفريقيا على الاتحاد من أجل مواجهة تداعيات كوفيد-19”.
كما دعوا إلى تعزيز التبادل العملي، والعمل سويا للخروج من هذه الأزمة، وتلبيى الاحتياجات العاجلة للساكنة وبلورة حلول على المدى البعيد.
وفي هذا الصدد، أكد وزير المدينة الإيفواري، ألبرت فرانسوا أميشيا، على أن “الحوار البناء كفيل برفع التحدي المتمثل في إنعاش منظومة المدينة وتطويرها”.
ومن جهتها، حثت ممثلة المدن والحكومات المحلية المتحدة، إميليا سايز، السلطات المحلية على الاضطلاع ب”دور رائد” والتماس الدعم المالي من أجل تحقيق التماسك الاجتماعي ودعم المنظومة البيئية للمدينة.
وناقشت هذه الندوة مسارات الإنعاش لصالح المدن، من حيث المعدات والموارد لمساعدة الحكومات والجماعات الترابية على وضع وتنفيذ خطط الإنعاش الخاصة بها.
وشكلت الندوة أيضا فرصة لمناقشة الآليات الكفيلة بتعزيز التعاون بين الوزارات المكلفة بالمدينة وشركائها الماليين، بهدف بلورة استراتيجية إفريقية مندمجة تتيح لجميع الجماعات المحلية كل الدعم الممكن من مؤسسات التمويل ووكالات التنمية.
وتوخى اللقاء كذلك توفير التقييمات اللازمة للسياسات الحضرية الوطنية الخاصة بالمدينة في إفريقيا بهدف تحديد الأدوار التي يمكن أن تضطلع بها الوزارات المعنية في سياق تدابير الإنعاش في مرحلة ما بعد الأزمة .