النهار24 .
من الصّـعب العثور على مدينة مغربية تشهد اليوم من التوسّـع والتحديث ما تشهده مدينة المرسى، التي يمنحها قُـربها من العيون موقعا استراتيجيا تزيده شبكة المواصلات من طريق سيار حيوية وأهمية.
وتكمن جاذبية هذه المدينة الفتية أيضا في قربها من المحيط الأطلسي، معتدل المناخ صيفا وشتاء، وأشياء أخرى تتعلق بحسن التصرف والإدارة.اللافت أكثر، هو ما تعرفه مدينة المرسى اليوم من نهضة شاملة، بفضل التدبير الحكيم لرئيس المجلس البلدي بقيادة الشاب بدر الموساوي، التي لا تدّخِـر جُـهدا في تنمية الموارد البشرية للمنطقة والاستثمار العقلاني للإمكانات والموارد، وحق لها بذلك أن تكون أنجح الجماعات المحلية على مستوى المملكة.
من يعرف المرسى في عقد التسعينات وحتى عهد قريب يمتد لسنة 2014، يتذكّـر أنها كانت،، “عبارة عن مكان يشبه قرية نائية ، في غياب وفقدان أي رُؤية بعيدة المدى وانعدام البِـنيات التحتية ومسالك الصرف الصحي”.
وكان لابد من انتظار الانتخابات المحلية لسنة 2015 لتصل إلى تسيير وتدبير مجلس بلدية المرسى ،أغلبية برئاسة الشاب بدر الموساوي من حزب الاستقلال، لتنطلق مرحلة جديدة، تضافرت الجهود لتكون عنوان النجاح في تدبير مجلس المرسى ، “وبنيت خطواته على مُـرتكزات، أوّلها الوفاء بالعهود تُـجاه الساكنة وإصلاح ما أمكن إصلاحه في تدبير الشأن العام المحلي، بعيدا عن الفساد والمحسوبية والزبونية”.
تكشف الأرقام والإحصاءات أن ميزانية بلدية المرسى قد تضاعفت في عهد الرئيس بدر الموساوي وتجاوزت الأموال التي استُـثمرت في هذه الجماعة المحلية خلال هذه الفترة ما استُـثمر فيها طيلة العشرية الماضية. وقفز فائض الميزانية ، مع أن النفقات قد زادت بنسبة 90%.
وتناسب هذا التوجّـه التنموي للإدارة الجديدة مع رغبة رسمية على أعلى المستويات في الدولة لتأهيل هذه المدينة، لكي تكون متنفّـسا لمدينة العيون التي تشهد اكتظاظا سكانيا كبيرا، ويعتَـرف المكتب المسير للمجلس البلدي للمرسى على أنهم “لم يطرقوا يوما باب وزارة الداخلية أو المديرية العامة للجماعة المحلية من أجل إنجاز مشاريع مهمّـة، إلا ووجدوا الاستجابة الفورية”.
وبدأت ورشة التنمية الحقيقية مع وضع البرنامج الإستراتيجي ، فعلى المستوى الاقتصادي، أصبحت المدينة حافِـلة بالحيوية والنشاط وأصبحت تأوي أكبر عدد اليد العاملة ، وفتحت فيها مصارف عديدة أبوابها، وانتعش المجال الاقتصادي بالمرسى ، واستقرت فيها العديد من الشركات، ما أعطى دفعا للتشغيل وحجّ إليها المستثمرون الاقتصاديين في مجال الصيد البحري من كل مناطق البلاد.
ويشرف على إدارة المجلس البلدي للمرسى فريق متجانس ، التي شكّـلها حزب الاستقلال مع أحزاب أخرى، وانصبّ عمل هذا الفريق منذ بداية تسييره للشأن العام على استعادة ثقة المواطنين في الإدارة المحلية، وذلك بضخّ أقدار من الشفافية تُـنهي عهد الزبونية والمحسوبية، واعتمدت روح البرمجة والتخطيط، بدلا عن الفوضى والارتجالية، ووقع ترشيد النفقات وتبسيط المساطر الإدارية.
إن ما شهدته هذه المدينة المغربية يقدم دليلا آخر على أن الفقر والفوضى وسوء التسيير ليست أقدارا مفروضة على بلدان العالم الثالث، وإنما هي نتيجة انعدام التخطيط والبرمجة وغياب الإرادة الوطنية الصادقة والإخلال بقاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب.