النهار24.
نظمت الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، عبر رواقها الرسمي، ندوة فكرية تحت عنوان: “جمعيات المجتمع المدني والدبلوماسية الموازية: الأدوار ومداخل التأثير”. وقد شارك في هذه الندوة نخبة من الفاعلين والخبراء، من ضمنهم البشير الدخيل، رئيس جمعية منتدى البدائل وأحد مؤسسي جبهة البوليساريو سابقًا، والدكتور عبد الفتاح البعمرشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إلى جانب الأستاذة أميمة عاشور، أستاذة التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط.
وشكل اللقاء مناسبةً لتسليط الضوء على أهمية المجتمع المدني في دعم الدبلوماسية الرسمية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه القضايا الوطنية الكبرى، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. واعتبر المتدخلون أن انخراط جمعيات المجتمع المدني في العمل الترافعي أصبح ضرورة ملحة، في ظل التحولات التكنولوجية والإعلامية، وكذا التطور الذي تشهده ممارسات الدبلوماسية غير التقليدية.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد البشير الدخيل أن الوزارة المنتدبة استطاعت أن توحد الخطاب المدني حول دور جمعيات المجتمع المدني، وأن تخلق فضاءات فعلية للحوار والنقاش، مشيرًا إلى أن الفاعل المدني اليوم لم يعد فقط وسيطًا محليًا، بل أصبح شريكًا استراتيجيًا في بلورة السياسات العمومية وتمثيل المغرب في المحافل غير الرسمية.
من جهته، شدد الدكتور عبد الفتاح البعمرشي على أهمية التكوين المستمر لجمعيات المجتمع المدني، داعيًا إلى تنظيم برامج جهوية تهتم بالتمكين المعرفي واللغوي والإعلامي، حتى تتمكن هذه الجمعيات من المساهمة بفعالية في الدبلوماسية الموازية. كما أبرزت الأستاذة أميمة عاشور دور الجامعات في تأطير الشباب وتوفير منصات علمية للتفكير المشترك بين الأكاديميين والفاعلين المدنيين.
وعرفت الندوة حضور عدد مهم من الطلبة الجامعيين والإعلاميين والمهتمين من الأقاليم الجنوبية، في إشارة إلى توسع دائرة الاهتمام بقضايا الدبلوماسية المواكِبة للقضايا الوطنية. وقد تدخل عبد الله جداد، رئيس نادي الصحراء للصحافة والتواصل، مشيدًا بمستوى النقاش والطرح، ومثمنًا مجهودات الوزارة في توفير المراجع والكتب والملفات التي تهم المجتمع المدني، والتي اعتبرها موارد ثمينة يجب البناء عليها.
كما عرفت الندوة حضور السيد جمال مصاير، رئيس قسم دعم جمعيات المجتمع المدني بالوزارة، وممثل الوزارة السيد حميد بنشريفة، مدير مديرية العلاقات مع المجتمع المدني، اللذين أكدا على التزام الوزارة بمواصلة دعم الفاعلين الجمعويين، والانفتاح على مبادرات جهوية تواكب الخصوصيات المحلية.
وخلص المشاركون إلى ضرورة تعزيز الشراكة بين الوزارة والجمعيات، مع التركيز على إدماج الشباب، وتطوير الكفاءات في مجالات الإعلام الرقمي، والتواصل، واللغات الحية، وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية، لما لها من دور محوري في إيصال الرسائل الترافعية إلى العالم.