النهار24 .
في سابقة تاريخية، خطف الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء الأضواء بالعاصمة الافوارية أبيدجان حينما تحول الى محط اهتمام كبير من زعماء ورؤساء عدد كبير من الدول الافريقية والأوروبية.
الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون كان أول الزعماء الذين خصصوا مكاناً للملك الى جانبه، حيث ظلت الحشود تنتظر المٓلك للالتحاق بالصف في صورة تذكارية عقب قمة الرؤساء.
و انتقل كل من الرئيس الغابوني بونغو، من مكانه في صف الثاني الى تحية المٓلك محمد السادس بعدما سبق لك من رئيس حكومة الجزائر أويحيى، أن هرول للسلام على المٓلك، و كذلك رئيس السينغال والكوت ديفوار.
و تظهر الصورة أسفله دهشة زعيم الجمهورية الكرتونية، أمام تهافت زعماء القارة الافريقية للسلام على المٓلك محمد السادس، بينما انضمت أنغولا الى معسكر المغرب لتبقى الجزائر وجنوب افريقيا وحيدتين تدافعان عن الوهم.
وكان المٓلك محمد السادس مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، قد شارك اليوم الأربعاء بأبيدجان، في حفل افتتاح القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي -الاتحاد الأوروبي.
وأكد الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، في افتتاحية، أن هذه القمة يجب أن تشكل بالنسبة لمسلسل الشراكة والتعاون بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، منعطفا ونقطة انطلاق حقيقية لشراكة استراتيجية بين القارتين.
وقال واتارا “يتعين أن نتخذ قرارات وجيهة وقوية” داعيا إلى العمل بحزم من أجل تحقيق التغيير الضروري لمواجهة التحديات المرتبطة ببطالة الشباب، والحفاظ على السلم والأمن، ومكافحة التغيرات المناخية.
وشدد واتارا في هذا الصدد على أن التحديات المتعلقة بتهديد السلم والأمن ومكافحة الإرهاب تتطلب استجابة فورية وقوية، على غرار القوة المشتركة لمجموعة (جي 5 الساحل)، داعيا أيضا إلى اتخاذ تدابير عاجلة وصارمة من أجل تسوية الأزمة في ليبيا، ووضع حد للمعاملة اللاإنسانية “البشعة” التي يتعرض لها المهاجرون في هذا البلد.
وفي ما يتعلق بموضوع التغيرات المناخية، دعا الرئيس الإيفواري مجموع الدول إلى الوفاء بالتزاماتها المتخذة بموجب اتفاق باريس بهذا الشأن.
وشدد من جهة أخرى، على ضرورة الزيادة في حجم الاستثمارات الأوروبية العمومية والخاصة بإفريقيا، ولاسيما في مجالات البنيات التحتية والنقل والطاقة وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، من أجل تعزيز القدرة التنافسية للقارة في هذه الميادين.
من جهته، نوه الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، رئيس جمهورية غينيا، السيد ألفا كوندي، بمشاركة الملك محمد السادس في أشغال هذه القمة، وبالالتزام الإفريقي للملك.
وفي معرض حديثه عن التعاون بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي، أكد ألفا كوندي أنه بعد الإعلان السياسي لبروكسيل في أبريل 2014، ورغم النتائج التي تم تحقيقها، فإن “بلوغ الأهداف يظل متأثرا بالعديد من التحديات المرتبطة بالأمن والتغيرات المناخية ومسألة تمويل التنمية”.
وأبرز أن الاتحادين الإفريقي والأوروبي عملا بشكل كبير على تقديم إجابات لهذه التحديات، كما هو الشأن بالنسبة لمكافحة الإرهاب عبر مجموعة (جي 5 لدول الساحل).
من جانبه، دعا رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، إلى العمل سوية وفق استراتيجية مشتركة من أجل تحقيق أهداف اتفاقية باريس حول التغير المناخي، وأجندة 2030 لأهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن أوروبا وإفريقيا تواجهان معا تحديات الأمن والسلم، مؤكدا على أهمية المبادرات المشتركة من أجل مكافحة التهديد الإرهابي، وإيجاد حلول لإشكالية الهجرة. وقال “نحتاج إلى برامج مشتركة وحلول مشتركة من أجل مواجهة هذه الظواهر”.
من جهته، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فاكي، الذي نوه بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، أسرته المؤسسية، أن شعار هذه القمة يتماشى مع شعار الاتحاد الإفريقي لهذه السنة، والمتمثل في “تسخير العائد الديمغرافي من أجل الاستثمار في الشباب”، “وهو ما يدل على أننا نتشاطر نفس الانشغالات”.
وأضاف أن حجم التحديات التي “نواجهها تفرض علينا أن ندعم الشراكة القائمة بيننا بشكل أكبر”، مشددا على ضرورة التركيز على خدمة الشباب الذي يمثل 60 في المائة ومن ساكنة القارة.
أما رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود جانكر، فأكد أن الشراكة الأوروبية –الإفريقية التي أحرزت تقدما، مدعوة لأن تتعزز بشكل أكبر، عبر تعاون متعدد الأطراف ذي وقع إيجابي على التنمية المستدامة. ودعا في هذا الصدد إلى الاستثمار في الموارد البشرية والبنية التحتية، وتعزيز الحكامة الجيدة وتوفير بيئة مواتية للأعمال والاستثمارات.
وقال إن “أوروبا خرجت من عقد بمعدلات نمو ضعيفة. ومن جهة أخرى، يشكل نمو إفريقيا أمرا مثيرا للإعجاب، لكن نمو غير شامل في غالب الأحيان”، داعيا إلى إطلاق مبادرات شراكة “ندا لند”، وتعبئة موارد مالية إضافية في مجال التعاون بين القارتين.
وأضاف “شراكتنا التي يجب أن تكون شراكة الند للند، لا يتعين أن تقتصر على المبادلات بين المسؤولين السياسيين والمؤسسات، وإنما يجب أن تتم بشكل يجعل الشباب الذين يجب أن يتملكوا مصيرهم، مدمجين في مشاريعنا”.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس أن الشباب هو “محرك مجتمعنا ويتيعن أن نستمع له ونضعه في قلب الخطط الدولية والوطنية، ونلبي طموحاته وتطلعه لتحقيق التنمية”، داعيا إلى خلق منبر جديد للتعاون يقر بالإمكانات الهائلة لإفريقيا.
وبخصوص التهديد الإرهابي الذي تواجهه القارتين الإفريقية والأوروبية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى مضاعفة الجهود المشتركة من أجل نشر قوة إفريقية قادرة على مواجهة هذه الظاهرة.
ودعا أيضا إلى وضع حد للمآسي التي تخلفها الهجرة السرية، منددا بالصورة البشعة لمعاناة المهاجرين في ليبيا. كما حث الدول على تدبير قضية الهجرة مع مراعاة الكرامة الإنسانية وحقوق المهاجرين.
وشدد غوتيرس كذلك على أن التنمية المستدامة والمندمجة تشكل هدفا رئيسيا، وأن تنفيذ مخرجات اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ يعد مسألة حتمية.
من جهتهما، أبرز رئيس البرلمان الإفريقي روجي نكودو دانغ، ورئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، الإسهام الذي يمكن أن يقدمه الاتحادان البرلمانيان من أجل تعزيز شراكة رابح -رابح بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.
وأشارا في هذا الصدد إلى القضايا التي تم بحثها خلال الجلسة المشتركة التي عقداها مؤخرا تمهيدا لقمة الاتحاد الإفريقي -الاتحاد الأوروبي.
وأخذت للملك ورؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركة في هذه القمة صورة جماعية.
ويرافق الملك في هذه القمة وفد هام يتكون على الخصوص، من مستشاره، فؤاد عالي الهمة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة.