إن تقلُّد نزهة بوشارب منصب وزيرة للإسكان والتعمير وسياسة المدينة في النسخة الثانية من حكومة العثماني ، هي ليست خطوة رائدة أو إنجازاً يحسب للمملكة في محاولاتها لتمكين المرأة في المجتمع فحسب، بل هي ارتقاءٌ أيضاً في الحس الإداري من خلال اختيار الأكفأ، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
إن تعيين بوشارب في منصب وزيرة بحكومة العثماني أصاب عصفورين بحجر، أولها، الخطوة التحفيزية في مجال تمكين المرأة بفتح المجال لها بأن تتقلد مناصب رفيعة ، وثانيها، سلك منهج الكفاءة في التعيين في المناصب العليا .
إنه قرار يحسب لجلالة الملك نصره الله ويفتح الباب إلى مزيد من التمكين للنساء في المناصب القيادية. فالوزيرة الشابة نزهة بوشارب لديها من الكفاءة العالية لشغل المنصب ما يجعلها تستحقه وبجدارة .
إنها ابنة طنجة ، ولدت وترعرعت وتعلمت هناك وعاشت في منزل ينبض بالحنكة . وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنه لا يكفي لتقلدها المنصب ونيلها الثقة الملكية، حيث يضاف لذلك كفاءتها في العمل الذي برهنت عليه من خلال شغلها منصب مديرة ديوان وزيرة البيئة ورئيسة جمعية النساء الحركيات ذلك المنصب الذي شغلته إلى حين تعيينها وزيرة للإسكان والتعمير وسياسة المدينة .
ولا نستطيع أن نتجاهل شخصيتها الجذابة، فهي متحدثة جيدة، لبقة، مثقفة ودبلوماسية، ومتشبتة بمقولة .”نحن نعمل من أجل هذا الوطن»، تلك العبارة تحكي الكثير من القيم، قيمة حب الوطن والارتباط به والإخلاص له، وهذا ما ينبغي أن يتحلى به كل من يحظى بشرف خدمة وطنه.
إن الثقة الملكية التي وضعت في شخص نزهة بوشارب ريما هي ثقة عالية جداً، وتقلدها منصب وزيرة التعمير والإسكان يدل على كفاءة الشابة ومصداقيتها في خدمة الوطن والنهوض بقطاع حيوي يعني المواطن بالدرجة الأولى .
تلك هي الوزيرة الشابة نزهة بوشارب ، صبرت فنالت، تعلمت فأنجزت، جاهدت فترقت، أبدعت فاستحقت.