النهار 24 .
قرر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين لتشكيل الحكومة، طي صفحة الخلافات والصراعات مع الأصالة والمعاصرة، وفتح الباب أمام مشاركته في الحكومة، وتجاوز أخطاء بنكيران الذي كان صداميا مع إلياس العماري، وصقور حزبه لأكثر من مناسبة.
واستنادا إلى مصادر مقربة من سعد الدين العثماني الذي كان يستعد للسفر إلى تركيا رفقة أحد السلفيين الذين انخرطوا في حزب الاستقلال، قبل أن يلغي الرحلة بعدما توصل بمكالمة هاتفية تطلب منه الالتحاق بالقصر الملكي بالبيضاء، فإنه، وضع حزب “البام” ضمن قائمة الأحزاب التي سيفتح معها النقاش والمشاورات حول تشكيل الحكومة المقبلة.
وتمكن العثماني من إقناع أعضاء في الأمانة العامة لحزبه، بمن فيهم بنكيران، بضرورة فتح حوار مع “البام”، وفتح صفة جديدة معه، مادام أنه حزب مغربي معترف به، ويمارس في إطار الشرعية، ولا فرق بينه وبين حزب آخر. ومن المتوقع أن يطرح فتح الحوار مع الأصالة والمعاصرة في شخص أمينه العام إلياس العماري، غضب بعض الأسماء البارزة والنافذة داخل “المصباح”، أبرزها عزيز أفتاتي، الذي قال جوابا عن سؤال طرح عليه بعد تعيين العثماني، ما إن كان مازال يعتبر التحالف مع “البام” خطا أحمر “بل سبعين خطا أحمر، هذا حزب أسسته الدولة العميقة بالوسائل المعروفة، والمغاربة لهم ذاكرة، ولا يمكن محوها بعد بضعة سنين، وسيبقى هذا الكيان صنيعة الدولة العميقة إلى يوم يبعثون”. والملاحظ، أنه منذ تعيين العثماني رئيسا للحكومة، خلفا لعدو رفاق حكيم بنشماش، غير الأصالة والمعاصرة من نبرته في التعامل مع “بيجيدي”، وفتح نافذة على المشاركة، وذلك ما فهم من خلال تصريحات أمينه العام إلياس العماري الذي قال، إن “حزبه سينتظر موقف رئيس الحكومة الجديد، وبناء عليه سيحدد موقفه من المشاركة”، وأضاف “حزبي لم تكن له علاقة متوترة مع بنكيران أو العثماني، وإن كانت لهما علاقة متوترة معنا، فهذا شيء آخر، ولكل مقام مقال”.
ولم تستبعد مصادر حزبية حضرت فعاليات المؤتمر الجهوي لحزب “البام” لجهة طنجة تطوان الحسيمة المنعقد، أول أمس (السبت) بعروس الشمال، تشكيل الحكومة من حزبين فقط هما “بيجيدي” و”البام”، خصوصا بعدما دعا إلياس العماري الحاضرين بمن فيهم البشير العبدلاوي، عمدة طنجة الذي غاب عن الدورة الاستثنائية لحزبه، مفضلا حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لـ “البام” في جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى “انتظار المفاجأة”.
ولم يتردد العماري، في الرد بقوة على كل الذين يروجون أن “البام” انتهى، مؤكدا أنهم “واهمون، وعليهم انتظار المفاجأة”، مشددا على أن الحزب قائم بمؤسساته، وماض في تنزيل مشروعه المجتمعي، وسيستمر، والذين ينتظرون أن يكون “البام” ملحقة لأحد، فلينتظروا المفاجأة”. واستثنى برلمان “بيجيدي”، المجتمع أول أمس (السبت)، “البام” من باب الاشتراطات التي وضعها، عكس الاتحاد الاشتراكي الذي كان شبه إجماع حول عدم مشاركته في الحكومة المقبلة، وهو ما يقوي فرضية تشكيل حكومة من حزبين، في حال تشبث أخنوش والعنصر بمشاركة الاتحاد.
هذا في الوقت الذي أصبح حزب “الكتاب” غير مرحب به من قبل الدائرة الضيقة لسعد الدين العثماني، وذلك من أجل فتح المجال أمام تشكيل حكومة من حزبين، وهي المفاجأة المتوقعة التي وعد بها العماري من طنجة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لحزبه.