الجمعة 04 أبريل 2024
spot_img
الرئيسيةسياسةتفاعلا مع تصريح الهمة...أي دور لبنكيران في حراك الريف وهو جزء من...

تفاعلا مع تصريح الهمة…أي دور لبنكيران في حراك الريف وهو جزء من الأزمة؟

النهار24 .

أدلى السيد فؤاد عالي الهمة، مستشار صاحب الجلالة وأحد أبرز أعضاء الديوان الملكي، بتصريحات صحفية في غاية الأهمية، تستحق وقفة تأمل مطولة.

التصريح الصحفي الذي أدلى به السيد الهمة مساء اليوم الثلاثاء، جاء في الوقت المناسب، ورفع اللبس عن الكثير من الحقائق، وفند الكثير من المغالطات والتأويلات السلبية التي حاول البعض استغلالها لأهداف مشبوهة.

وقبل تصريح السيد الهمة، كانت تبريرات الجهات المغرضة، بأن زيارة السيد الهمة تندرج في إطار “تحركات القصر الملكي للتعاطي مع مطالب حراك الريف”، لم تلق قبولا لدى الرأي العام وكذا عموم المتتبعين من إعلاميين وخبراء وسياسيين، والذين لم يفهموا البتة، ما علاقة بنكيران بحراك الريف، وما الذي يمكن أن يقدمه للقصر، وهو الذي تسبب في البلوكاج المعلوم للحكومة، قبل أن يتدخل صاحب الجلالة ليطلق رصاصة الرحمة على مسلسل العرقلة والتشويش، ويعلن القصر، من خلال بلاغ للديوان الملكي، عن إعفاء السيد بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة، واختيار سعد الدين العثماني لهذه المهمة، لينتهي كل شيء.

وطيلة أيام، ظلت هذه الإشاعة تروج في مختلف وسائط الإعلام وتتدحرج حتى صارت مثل كرة ثلج، دون أن يكلف السيد بنكيران نفسه عناء تكذيبها أو توضيح حقيقة زيارة الهمة إلى منزله، مع أن للرجل أذرع إعلامية عدة، وله صفحة فايسبوكية، وكان من شأنه الاكتفاء بتدوينة عبر صفحته الرسمية يضع فيها حدا لهذه الإشاعات المغرضة.

صمت بنكيران عن هذه الإشاعة، قد يؤكد حقائق أخرى، منها أن الرجل قد يكون وراء تسريبها لغاية في نفس يعقوب، أو على الأقل، كان مسرورا بها محتفيا بمضمونها، ربما في إطار نواياه السيئة التي عودنا عليها.

وبالنسبة لكل من لا يتعفف من السباحة في الماء والعكر، ويروج لمغالطات مفضوحة مفادها أن القصر الملكي قد بعث فؤاد عالي الهمة إلى بنكيران لبحث سبل التعاطي مع حراك الريف، فنحن نذكرهم في هذا السياق بأن بنكيران نفسه، هو الذي سبق له أن حذر أتباعه من الخروج في أي شكل احتجاجي، تضامنا مع بائع السمك “محسن فكري”.

ثم لماذا لا نقول إن بنكيران، وحزب العدالة والتنمية، الذي يقوده، هو المسؤول عن تعطل الكثير من المشاريع التنموية والاجتماعية التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مدينة الحسيمة، وفي المقابل، ساهم في حالة السخط الاجتماعي التي تنامت في ظل السنوات الخمس من عمر الحكومة السابقة.. فهذا الحزب، الذي قاد الحكومة السابقة، ظل يختار تقديم مشاريع قوانين لا علاقة لها بانتظارات المواطن المغربي والناخبين الذين منحوا أصواتهم للمصباح.

فقد قدم حزب العدالة والتنمية، طيلة السنوات الخمس الماضية، مشاريع قوانين لا تكتسي أهمية أو راهنية، تعبر في الواقع عن انفصال كتلة نواب المصباح عن واقع وهموم المغاربة، أو محاولة لتمويه الرأي العام وفتح النقاش أمام قضايا ثانوية لصرف الانتباه عن السياسات الحكومية اللا شعبية.

وكان السيد فؤاد عالي الهمة، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد نفى مساء الثلاثاء، صحة التأويلات والأنباء بخصوص الزيارة التي قام بها إلى بيت عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة السابق.

وفند السيد الهمة، كل التأويلات التي حاولت عدد من وسائل الإعلام الترويج لها بشأن طابع الزيارة، معتبرا ما أثير في هذا الشأن بأنه “افتقد الكثير من الدقة”.

ويأتي رد السيد الهمة على هذه الإشاعات المضللة، على إثر الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى بيت بنكيران، بحي الليمون بالرباط، والتي حرفتها مصادر إعلامية وأطراف تسبح في الماء العكر، إلى محاولة من القصر للتعاطي مع مطالب حراك الريف، وهو التبرير الذي ظل غريبا وغير مفهوما حتى لدى الإعلاميين أنفسهم.

هذا ولم يفت السيد الهمة الإعلان عن استغرابه ودهشته من طبيعة الأخبار التي تم تداولها بهذا الشأن، والتفسيرات المغرضة التي أعطيت لهذه الزيارة تعسفا، مؤكدا أن الزيارة لم تكن لها أي علاقة مطلقا بمهامه في القصر الملكي، ولم يكن أبدا مبعوثا من الملك، خلافا لما تم الترويج له في أكثر من منبر إعلامي يفتقد المهنية والموضوعية والرزانة في التعاطي مع الأخبار والأحداث الوطنية.

وحرص مستشار صاحب الجلالة على التوضيح أكثر، مؤكدا أن زيارة بنكيران “تمت في إطار شخصي محض، من باب الأَدَب و”الصواب”، بمنَاسبَة “لْعْوَاشْر” من شهر رمضان المبارك”، مضيفا “كل ما في الأمر أنني أردت الاطمئنان على أحواله، خاصة أنه كان متعبا بعض الشيء، ولأنه أيضا كثيرا ما يسأل عني، ويلومني لعدم زيارته أو الاتصال به”.

هذا ولم يخل تصريح السيد الهمة من رسائل بليغة، بحيث أكد استهجانه من طريقة سكوت بنكيران عن هذه الإشاعات، وعدم خروجه بأي تصريح صحفي لتكذيبها أو توضيح حقيقتها.

ولذلك، يضيف السيد الهمة، فإذا كان بنكيران قد سمح لنفسه بانتشار البهتان، فـ”أنا أرفض أن يكون ذلك باسمي.. فأنا هو المبعوث المفترض؛ وأنا أنفي نفيا قاطعا ما راج من أخبار، وأؤكد أننا لم نتطرق لأي موضوع يخص هذه الأحداث”.

وخلص مستشار صاحب الجلالة إلى القول “أعرف جيدا أن هناك حكومة واحدة عينها الملك، وأعرف جيدا من هو رئيس الحكومة، كما أنني لم أرد إحراج بنكيران، خاصة أن أحداث الحسيمة، كما يعرف الجميع، ابتدأت وتواصلت لبضعة أشهر خلال فترة رئاسته للحكومة”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات