النهار24 .
في خطوة تُعبّر عن تفانيه في خدمة الإقليم، ألقى السيد إدريس الروبيو، عامل إقليم سيدي سليمان، كلمة هامة لأعضاء المجلس الجماعي، حث فيها الجميع على التعاون والترافع من أجل النهوض بالمدينة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الكلمة جاءت في وقت حساس، حيث تسعى المدينة إلى تجاوز العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها، والانتقال إلى مرحلة جديدة من النمو المستدام والازدهار.
دعوة للعمل الجماعي والتعاون المشترك :
لقد بدأ السيد الروبيو كلمته بتأكيد أهمية العمل الجماعي في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن تحقيق التنمية لا يمكن أن يتحقق
إلا بتضافر الجهود بين مختلف الأطراف: السلطات المحلية، المجالس المنتخبة، والمجتمع المدني. وشدد على أن الدور الذي ينبغي أن يلعبه أعضاء المجلس الجماعي ليس فقط في اتخاذ القرارات المحلية، ولكن أيضًا في تفعيل وتطبيق السياسات التي تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية للسكان.
أوضح الروبيو أنه لا بد من تجاوز عقلية “الانتظار”، والتي تتمثل في الجلوس وراء المكاتب المكيفّة وانتظار حلول سحرية لتغيير الواقع الاقتصادي في الإقليم. بل يجب على الجميع أن يكونوا فاعلين حقيقيين في بناء المشهد التنموي، وهذا يتطلب بذل جهد مضاعف وتبني استراتيجيات مرنة وقابلة للتنفيذ.
الترافع عن المدينة للحصول على الموارد المالية :
أحد النقاط الأساسية التي ركز عليها عامل الإقليم في كلمته كان ضرورة الترافع على مستوى الجهات العليا من أجل الحصول على موارد مالية إضافية تُسهم في تمويل المشاريع التنموية. وأشار إلى أن دعم التنمية لا يأتي فقط من الميزانيات المخصصة من الحكومة المركزية، بل يتطلب أيضًا قدرة على اجتذاب الاستثمارات وفتح قنوات تمويلية متنوعة.
وأوضح الروبيو أن المجلس الجماعي مطالب بمواصلة العمل على إيجاد مصادر مالية بديلة، من خلال التعاون مع القطاع الخاص، والبحث عن فرص الشراكات مع المنظمات الدولية، والتوجه إلى الحكومة للحصول على دعم في مشاريع محددة يمكن أن تساهم في تعزيز البنية التحتية وتطوير القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والنقل.
التركيز على تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل :
كما أكد السيد الروبيو على أن النهوض بالإقليم لا يتم فقط عبر مشاريع ضخمة، بل من خلال تطوير الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل للشباب. فقد أشار إلى أن من الضروري أن يعمل المجلس الجماعي على تطوير قطاعات يمكن أن تساهم في توفير فرص العمل، مثل الفلاحة والصناعة التقليدية والسياحة، وهي القطاعات التي يمكن أن تشكل محركًا اقتصاديًا مهمًا للإقليم.
وأضاف أنه يجب أن يُنظر إلى سيدي سليمان ليس فقط كمدينة، بل كمنطقة اقتصادية قادرة على لعب دور محوري في تطوير الفلاحة والصناعات الصغرى والمتوسطة، وهو ما يتطلب تفعيل سياسات تدعم هذه القطاعات وتفتح المجال أمام الابتكار والإبداع في المشاريع المحلية.
ضرورة الاستثمار في البنية التحتية والخدمات :
من الأمور التي حظيت أيضًا باهتمام عامل الإقليم هي أهمية تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في المدينة. وقد بيّن الروبيو أن تحسين شبكات الطرق والمواصلات، وتوفير الطاقة والمياه، وتطوير المنشآت الصحية والتعليمية، من شأنه أن يخلق بيئة ملائمة للاستثمار ويحفز النمو الاقتصادي في المنطقة.
وقد دعى أعضاء المجلس الجماعي إلى وضع خطط واضحة ومحددة لتحسين هذه القطاعات، مع التأكيد على ضرورة وضع أطر زمنية محددة لتنفيذ المشاريع وتقييم الإنجازات بشكل دوري.
مسؤولية الجميع في النهوض بالمدينة :
اختتم إدريس الروبيو كلمته بتأكيده على أن النهوض بمدينة سيدي سليمان ليس مهمة فردية، بل مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر الجهود والتعاون بين جميع الأطراف. لقد كان دعوته لأعضاء المجلس الجماعي واضحة: “إننا بحاجة إلى العزم والإرادة الصادقة، ولا يمكننا الانتظار لوقت طويل كي نرى التغيير. لابد من التحرك الآن، وبشكل فعّال، لضمان مستقبل أفضل لأبناء الإقليم.”
إن رسالة عامل الإقليم الجديدة تتسم بالوضوح والطموح، وهي دعوة للمسؤولين المحليين للانخراط بشكل أكبر في العملية التنموية من خلال تفعيل مشاريع مبتكرة، والانفتاح على كافة أشكال الدعم المالي والاقتصادي، والعمل بشكل جماعي لتحقيق تطلعات سكان سيدي سليمان إلى واقع اقتصادي أفضل ومستقبل مزدهر.


















