السبت 07 يوليو 2024
spot_img
الرئيسيةكُتّاب وآراءاليـوم العالمي للمــدرس: أية نكهة…؟

اليـوم العالمي للمــدرس: أية نكهة…؟

بقلم : سعيدة الوازي .

عرف الدخول المدرسي 2016-2015 حالة من الفوضى الغير معتادة، حيث طبعه عدم الاستقرار الاجتماعي و النفسي لنساء و رجال التعليم، و ذلك جراء ما خلفته الحركات الانتقالية الثلاث في نهاية الموسم الدراسي السابق، و التي كانت كارثية بكل المقاييس، كما عرفت السنة الدراسية الحالية صدور مذكرة “مفاجئة”، تتعلق بحركة انتقالية جديدة تحت رقم:15 – 352 تحمل اسم: ” تدبير الفائض و الخصاص” و التي لم يكن لها أثر بالمقرر الوزاري الصادر عن وزير التربية الوطنية و التكوين المهني رقم 15 – 0030 بتاريخ 03 يوليو 2015 بشأن تنظيم السنة الدراسية 2015-2016، و الذي لم يخلوا من المفاجأة بدوره، حيث عرفت لائحة العطل المدرسية ظهور “أقطاب” ستستفيد من العطل البينية بالتناوب. كل هذه الإجراءات أدت إلى انتشار حالة من السخط و عدم الاستقرار بين صفوف الأطر التربوية للقطاع. بعدما خلفته الحركات الانتقالية لهيئة التدريس نهاية الموسم الدراسي 2014-2015، خصوصا الحركة الانتقالية الوطنية، حيث عرفت مشاركة 50885 مشاركا(ة)، لم تتم الاستجابة سوى لطلبات 6684 فقط، أي بنسبة 13,14%، حسب البلاغ الصادر عن وزارة التربية الوطنية بخصوص نتائج الحركة المذكورة. مما يعني حرمان 86% من المشاركين بها من الاستفادة. كما لم يستفد عدد كبير من المشاركين في الحركتين الجهوية و المحلية، رغم تعبيرهم عن قبول أي منصب شاغر بالجماعات و النيابات المطلوبة. فوجئ الجميع بصدور مذكرة ” تدبير الفائض و الخصاص” بكل نيابة، ووفق معايير محددة، و ذلك لسد الخصاص المهول الذي تعيشه المنظومة التربوية بداية الموسم الدراسي الحالي، حيث عمدت النيابات إلى مراسلة الإدارات التربوية، لضم الأقسام التي لا تصل إلى “النصاب العددي” و تفييض أستاذات و أساتذة ليشاركوا بالحركة و يتم تعيينهم من أجل المصلحة داخل الجماعة كمرحلة أولى، لينتقل الفائضون إلى المرحلة الثانية و هي التعيين من أجل المصلحة خارج الجماعة الأصلية، وصولا إلى المرحلة الأخيرة و هي تكليفات بالتدريس خارج الجماعة لموسم دراسي واحد. مما خلف استياء و سخطا عارمين و حالة من التوتر و عدم الاستقرار النفسي و الاجتماعي، خصوصا لمن فوجئوا بوضعيتهم كأساتذة فائضين. و من بين ما خلفته المذكرة15- 352 تفاقم ظاهرتي الاكتظاظ و الأقسام المشتركة. كل هذا يتزامن مع صدور تقرير المجلس الأعلى للتربية و التكوين، و الذي أكد على أن وضعية المنظومة التربوية وصلت لمرحلة خطيرة، و تستدعي التدخل الفوري لإنقاذها، و أيضا مع صدور التقرير المركزي لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني على إثر الخلاصات التي تم تجميعها بعد سلسلة اللقاءات التشاورية و تسطير تدابير ذات أولوية في أفق إصدار الرؤية المستقبلية 2030. تبقى المدرسة العمومية مهدا لتكوين و تربية و تعليم أبناء مختلف الطبقات الاجتماعية المغربية، و هي اللبنة الأساس لبناء المواطن الصالح الذي يحتاجه المغرب لتحقيق التنمية البشرية و الاقتصادية و الاجتماعية. يجب على الجميع، وزارة و مؤسسات و فعاليات المجتمع المدني و السياسي و آباء و أولياء الأمور أن يعملوا على إنقاذها مما وصلت إليه، المدرسة العمومية تعنينا جميعا و لا تخص جهة دون الأخرى. علينا التدخل كل من موقعه لتقديم ما يمكن تقديمه لكي تستعيد مكانتها، و لتقوم بدورها التربوي و التكويني و التعليمي المطلوب.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات