النهار24.
تعتبر شركة فوسبوكراع أحد المؤسسات الوطنية الإستراتيجية التي تسعى لتعزيز التنمية المستدامة وتشجيع التعليم والمبادرات الإجتماعية وتحسين الإقتصاد المحلي ودعم خصوصيات الثقافة الحسانية.
وفي وقت تُروج فيه جبهة البوليساريو لمزاعم حول عدم استفادة ساكنة الصحراء من الثروات الطبيعية الموجودة بالمنطقة، فإن عائدات شركة “فوسبوكراع” المتواجدة في مدينة العيون، المملوكة للمكتب الشريف للفوسفاط، تُستثمر مائة بالمائة في تنمية الأقاليم الجنوبية الثلاثة.
وعلى بعد حوالي 20 كيلومتراً خارج مدينة العيون، وبالضبط بالجماعة الحضرية المرسى، تُوجد منصة صناعية ضخمة لفوسبوكراع تمتد على مساحة 36 هكتارا، لتحويل الفوسفاط المستخرج من منجم بوكراع الذي يبعد عن العيون بحوالي 100 كيلومتر، ويتم جلبه عبر حزام ناقل للفوسفاط طوله 100 كلم، وهو الأطول في العالم.
وتبلغ قيمة المشاريع المرتبطة بفوسبوكراع، التي كان الملك محمد السادس قد دشنها، ما مجموعه 20 مليار درهم، تستثمر كاملة في الأقاليم الجنوبية، منها برنامج صناعي ضخم بقيمة تقارب 17 مليار درهم، موزعة على استخراج ومعالجة الفوسفاط ومنصة لإنتاج الأسمدة وبناء ميناء جديد للتصدير والاستيراد.
وتقوم فوسبوكراع بتطوير منجم بوكراع الذي لا تتجاوز احتياطاته 2 بالمائة من الاحتياطي الوطني، ويتوفر بوكراع على قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى 3 ملايين طن. لكن بُعد هذا المنجم عن مدينة العيون بحوالي 100 كلم، إضافة إلى الصعوبات الجغرافية المرتبطة بخصوصيات المنطقة، يجعل كلفة الاستخراج به تفوق 2.5 بالمائة كلفة الاستخراج بباقي مناجم المجموعة عبر التراب الوطني.
وتسهر شركة فوسبوكراع العيون ، على إنجاز مشاريع اقتصادية وصناعية واجتماعية ضخمة كان الملك محمد السادس نصره الله قد أعطى انطلاقتها في 2015 وتدخل إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
وخلافاً لما تروجه جبهة البوليساريو بخصوص عدم استفادة ساكنة الصحراء المحلية من ثورات المنطقة، فإن شركة فوسبوكراع العيون تعد المشغل الأكبر بالمنطقة بحوالي 2200 عامل، 75 بالمائة منهم من أبناء المنطقة، علما أنه في سنة 1977 كانت نسبة الساكنة الصحراوية المشتغلة بالشركة تمثل 4 بالمائة فقط، بالإضافة إلى وجود عمال من الأقاليم الجنوبية يشتغلون في مراكز “OCP” بخريبكة وآسفي والجديدة.
حيث مكنت مشاريع اجتماعية وصناعية لمجموعة “OCP” أنجزت بالمنطقة من خلق 5080 منصب شغل مباشر وغير مباشر لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية.
وفي سنة 2014، تم إنشاء مؤسسة فوسبوكراع بهدف المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجهات الثلاث الجنوبية بالمغرب، من خلال تعزيز مهارات وقدرات الساكنة المحلية وتنفيذ مشاريع هيكلية.
وتقود مؤسسة فوسبوكراع مشروعًا تنمويًا مهمًّا، هو تكنوبول فم الواد، حيث يتمّ تشييد حاضرة المعرفة على مساحة 600 هكتار على بعد 18 كلم من مدينة العيون، باستثمارات قدرها 2 مليار درهم. ويراعي هذا القطب التكنولوجي، سواء من حيث تصميمه أو مهامه، الخصائص الإقليمية للمنطقة وبلدان جنوب الصحراء، وسيوفر 1200 وظيفة دائمة.
وتعمل مؤسسة فوسبوكراع أيضا على تعزيز النسيج الصناعي المحلي من خلال دعم مئات المقاولات المحلية في أكثر من 20 نشاطا، ناهيك عن دعم التعاونيات المحلية ومشاريع الشباب، وتحسين دخل وظروف عيش المزارعين الصغار والرعاة.
وتشهد مدن الصحراء المغربية ، في السنوات الأخيرة، نهضة تنموية غير مسبوقة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي عرفت انطلاقته توقيع العديد من الاتفاقيات الإطار أمام الملك محمد السادس بتكلفة إجمالية أولية بلغت 77 مليار درهم، وقد تم رفع هذه الميزانية إلى ما يناهز 85 مليار درهم حالياً.
وتضمن هذا البرنامج الكبير عدداً من المشاريع المهيكلة التي تهدف، على وجه الخصوص، إلى تعزيز البنية التحتية والشبكات وتحفيز الاستثمار الخاص، ودعم مشاريع التنمية البشرية والاجتماعية، وتثمين الثروات الطبيعية، وتشجيع الثقافة على مستوى الجهات الثلاث (العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، وكلميم واد نون).