السبت 04 أبريل 2024
spot_img
الرئيسيةسياسةالملك محمد السادس ملك الإصلاح والنهضة والتجديد

الملك محمد السادس ملك الإصلاح والنهضة والتجديد

النهار24 .

حقق المغرب في مختلف العصور بقيادة ملوك الدول التي تعاقبت على الحكم فيه منجزات اجتماعية واقتصادية وسياسية في طليعتها وحدة الأمة واجتماعها حول ثوابتها الدينية والوطنية، والتفافها حول العرش المغربي الذي دافع عن حرية المغرب واستقلاله ووحدة أراضيه ووحدة دينه.
وفي عهد الدولة العلوية المجيدة عمل ملوكها ووراءهم الشعب المغربي الذي بايعهم على الولاء والطاعة والإخلاص على حماية المغرب والدفاع عن حدوده ودرء أخطار محاولة استعماره ومسح هويته وطمس معالم حضارته التي تستمد مقوماتها من الدين واللغة والتراث وذاكرته الوطنية والثقافية الهائلة التي تختزن قدرا كبيرا من التجارب والمعلومات والتصورات.
وفي هذا النطاق خاض المغفور له محمد الخامس معارك تحرير المغرب واستقلاله وبذل النفس والنفيس لإعلاء كلمة الله ووضع حد للوجود الاستعماري بالبلاد، وجاء بعده ابنه ووارث سره أمير المؤمنين الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه الذي كان وزيره وأمين سره في فترة الكفاح الوطني من أجل الاستقلال، فبنى المغرب على أساس الشورى وحقوق الإنسان وتحقيق العدل الاجتماعي، والانفتاح على العالم والتضامن مع الشعوب العربية والإسلامية وتحقيق التقدم الاقتصادي وبناء السدود واسترجاع المناطق المغتصبة وفي مقدمتها الصحراء التي استرجعها بعد ما نظم إليها مسيرة سليمة خضراء عظيمة وهي منجزات كبيرة أهلت المغرب لدخول مرحلة الإصلاحات الكبرى التي ينجزها ابنه أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله الذي يؤمن بأهمية الإصلاح وكون مناط أمن المغرب وتقدمه وتطوره على المستوى الداخلي فحسب بل كذلك على المستوى الخارجي بسبب العولمة وآثارها، والانفتاح على المحيط الاجتماعي والاقتصادي والعلاقات المغربية الإسلامية والمغربية العربية والمغربية الإفريقية، والمغربية المغاربية وهي كلها آفاق واسعة كبيرة تتطلب كثيرا من الصبر والدرس والتخطيط والاستخبار والعلم والتعليم والتوجيه والمتابعة كما تتطلب إقرار ما يجب إقراره داخليا والتفرغ لما يجب إقراره داخليا والتفرغ لما يجب التفرغ له خارجيا فإكراهات الداخل تستدعي الحسم في أمرها بمقتضى المشرع والدستور والعرف الوطني والوحدة الوطنية والبعد عن المعارك المفتعلة والمشاكل المستوردة والمصالح الجزئية وإكراهات الخارج تقتضي التفكير والإعداد والتخطيط والتتبع دون إعاقة داخلية من تلك الإكراهات المشار إليها.
وأمير المؤمنين المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله مؤهل للنجاح الباهر في قيادة هذا الإصلاح بوراثته السلالية العلوية الكريمة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ووراثته التاريخية لأمجاد الآياء والأسلاف ملوك هذه الدولة الذين كان لهم شأن كبير في حماية الثغور والدب عن الهوية والأصالة وجمع الكلمة ومقاومة الفتن وإخماد الثورات ومحاربة الشعوذة والعناية بالتعليم وبتعليمه وتأديبه على يد والده الذي عكف على تربية إسلامية مبنية على مقومات الفطرة ومقتضى التجديد والانفتاح على العصر وبالتجارب الني اكتسبها وليا للعهد وهو يشاهد والده يدير شؤون الحكم وفق المستجدات ويبني الوطن طبقا للاحتياجات ويصدر الظهائر ويوجه الأمة بخطبه ومراسلاته ومحاوراته وكتبه ويستقبل الوفود ويجمع الحشود والجيوش ويتابع كلال الليل بكلال النهار لإسعاد الأمة وفاء بمقتضيات الأمانة والمسؤولية المذكورة في النصوص الشرعية كقوله تعالى: إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عيه توكلت وإليه أنيب” وكقوله صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” الحديث وبوحدة الأمة واجتماع كلمتها عليه بمقتضى عقد البيعة الكاملة الشاملة التي تمت له مباشرة بعد وفاة والده – رحمه الله- وبحب الأمة له هذا الحب الذي يتجلى في أكثر من مظهر تجاوبا وحماسا وطاعة وإصغاء واستعدادا لخوض كل المعارك وراء جلالته.
إن هذا الإصلاح التي يقوده جلالته له صورتان :
– صورة التوجيه
– وصورة التنفيذ
وهما صورتان بارزتان في هذا الإصلاح ذلك أن الإصلاح الذي تبنى على أساسه النهضة يتطلب تصورا شاملا للقضايا والمشاكل والمعوقات ومعرفة بالإمكانات ونقدا ذاتيا للسلوكات ومعرفة بأسباب الفشل والنجاح ثم دعوة إلى الأخذ بأمثل السبل الكفيلة بتحقيق مشاريع الإصلاح المقترحة، بمعنى توجيه الدعوة لتنفيذ الإصلاح على مقتضى ما صاحبه من تصور ثم مباشرة الإصلاح العملي طبقا لذلك.
وهو المنهج الذي سار عليه أمير المؤمنين الملك محمد السادس منذ اعتلاء العرش حيث عالج منذ ذلك التاريخ ملفات كثيرة بأسلوب قوي صريح محكم حكيم صارم فصيح، وهو ما أطلقت عليه الصحافة اسم الإشارات القوية التي تعني القوة والجرأة والعمق والوضوح.
وهذا المقال لا يعني أبدا بيان هذا المنهج ولا يمكنه تتبع كامل مظاهره وحقائقه ولكن لا بد من ذكر بعض معالمه الكاشفة عن بعض مضامينه لإفادة القارئ وتوضيح معالم الموضوع وهي معالم تشمل نظام الدولة والوحدة الترابية والتطور والحداثة في إطار المحافظة على الهوية والأصالة والعناية بالتعليم والتضامن الاجتماعي ومحو الأمية والعناية بالمسجد وتفعيل دور المجالس العلمية والعولمة وقضية فلسطين وحقوق الإنسان وغيرها من القضايا المهمة على الساحة الوطنية والدولية.
لقد أكد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في أول خطاب للعرش (16 ربيع الثاني 1420 هـ موافق 30 يوليوز 1999م) وهو يتحدث عن نظام الدولة “أن المغرب متشبث أعظم ما يكون التشبث بنظام الملكية الدستورية والتعددية الحزبية والليبرالية الاقتصادية وسياسة الجهوية واللامركزية وإقامة دولة الحق والقانون وصيانة حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية وصون الأمن وترسيخ الاستقرار للجميع،وهي مبادئ تدل على أن المغرب دولة تحافظ على الأصالة وتنفتح على العصر ومرتكزاته القانونية وتأخذ بأحدث النظم الفكرية والاقتصادية في المجال السياسي والاجتماعي والحقوقي وكل ذلك يضمنه الدستور الذي ينص على أن المغرب دولة ملكية دستورية يسود فيها الملك ويحكم بمقتضى الدين والدستور والعرف.
وأكدد في نفس الخطاب أن المغرب ملتزم باستكمال وحدته الترابية بتعاون مع الأمم المتحدة من أجل وضع حد لكل المؤامرات التي تستهدف هذه الوحدة.
وبين فيه أن المغرب يسير في طريق التطور والحداثة محافظا على خصوصيته وهويته دون انكماش على الذات في كنف أصالة متجددة وفي ظل معاصرة ملتزمة بقيمنا المقدسة.”
والتفت جلالته فيه إلى قضية إصلاح نظام التربية والتعليم والميثاق الوطني لهذا الإصلاح فأكد عنايته بهذا الملف لما له من أهمية قصوى وأثر كبير في تكوين الأجيال وإعدادها لخوض غمار الحياة والمساهمة في بناء الوطن بكفاءة واقتدار وبروح التفاني والإخلاص والتطلع إلى القرن الواحد والعشرين بممكنات العصر العلمية ومستجداته التقنية وما تفتحه من آفاق عريضة للاندماج في العالمية.” وهو إصلاح ضروري للنهوض بالوطن وتشغيل الشباب والانفتاح على التقنيات ومواكبة العولمة كما يقول جلالته.
وأوضح في نفس الخطاب عنايته بمشكل محاربة الفقر واهتمامه بالتخفيف من حدته واهتمامه بتفعيل دور مؤسسة “محمد الخامس” للتضامن من أجل مزيد من العناية بشؤون الفقراء والمحتاجين والمعوقين.
وفي خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب (8 جمادى الأولى 1420هـ موافق 20 غشت 1999م) بين جلالته وهو يتحدث عن نظام الدولة أن المغاربة متمسكون ب “بيعة الإمامة الشرعية التي تطوق عنقنا وعنقك موصولة بما سبقها من امتداد أزيد من اثني عشر قرنا موثقة السند بكتاب الله وسنة رسوله الكريم ومشدودة العرى إلى الدستور المغربي الذي ينص على أن الملك هو أمير المؤمنين والممثل الأسمى للأمة ورمز وحدتها وضامن حمى الدين والبلاد وحوزة المملكة وعلى أنه الساهر على احترام الدستور وعلى أن له صيانة الحقوق وحريات المواطنين وعلى أن شخص الملك مقدس لا تنتهك حرمته” وهي عبارات دالة على أهمية البيعة في حياة الأمة وعلى طابعها الديني المنبثق من الكتاب والسنة وكون الملك أميرا للمؤمنين وكونه يجمل مسؤوليات جسيمة في الدفاع عن الدين والوطن والحقوق والحريات وكون الملك لذلك شخصا مقدسا له على الأمة حق الطاعة والاحترام والإكبار والإخلاص والوفاء، لقوله تعالى : “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم” وقوله عليه الصلاة والسلام “على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره إلا أن يومر بمعصية” وحديث جابر رضي الله عنه قال : “بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثره علينا وعلى أن لا نتنازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم”.
ويعالج جلالته في هذا الشأن معضلة البطالة التي ترهق الشباب العاطل مؤكدا أن التقدم العلمي ومواكبة التطور لا يمكن إدراكهما وأفواج من الشباب المتعلم والمؤهل عاطلة عن العمل وكذلك الأمر بالنسبة لشؤون المرأة التي تتطلب العناية والاهتمام وشؤون المعوقين جسديا المحتاجين للدعم والمساندة.
واهتم جلالته بشأن المسجد ودوره التاريخي والحضاري فأمر بفتحه في وجه دروس محو الأمية الأبجدية والدينية والوطنية لتتخلص الأمة من عار الجهل ويتمكن من التعرف
القراءة والكتابة من الأميين من الانفتاح على العلم وركوب قطار التنمية والتخلص من الشعور بالدونية والحرمان (خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب غشت 2001م).
وفي نطاق العلم والعلماء ورعاية الشأن الديني اهتم جلالته بالمجلس العلمي الأعلى وبالمجالس العلمية الإقليمية حيث نصب جلالته رؤسائها بمدينة تطوان خلال رمضان المنصرم وحدد لها توجها جديدا لتؤدي رسالتها الدينية والوطنية بتأطير المواطنين والمواطنات بتحصين عقيدتهم وحماية فكرهم وإنارة عقولهم وذلك بمقتضى توسيع نطاق الوعظ والإرشاد والدروس التوجيهية والمساهمة في عملية محو الأمية وتنظيم دورات تكوينية للقيمين الدينيين تحت إشراف وتنسيق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مع الاهتمام بالمرأة وأن تكون المجالس العلمية القدوة والمثال، وأن تعكس روح الإسلام القائمة على الوسطية والاعتدال والتسامح مما يتطلب الحوار والإقناع والعناية بقضايا السلوك والمعاملات وهي توجيهات مولوية سامية تركز على أهمية هذا القطاع المرتبط بالعقيدة والفكر والسلوك والذي يضمن للأمة أمنها الروحي ويحميها من شرور الخرافة والشعوذة والانحراف وتربيتها أحسن تربية إذا توفر المنهج المطلوب منهج الحوار والإقناع والتبليغ والعناية بقضايا السلوك والمعاملات كما نص على ذلك جلالته.
ومن مظاهر هذا الإصلاح عناية جلالته بزيارة مختلف أقاليم المملكة ومن بينها أقاليم الشمال التي شد إليها عددا من الرحلات والزيارات التي حركت الهمم والعزائم لتحقيق نهضة اقتصادية وعمرانية شاملة تعود بالخير على أبنائها وعلى المغاربة جميعا.
ويطول القول في إبراز جهود ملكنا الشاب المصلح الهمام على مدى سنتين من اعتلاء جلالته عرش أسلافه الكرام فهي مجالات واسعة وأعمال كثيرة عمت الوطن قاطبة ووجدت عند المواطنين تجاوبا واحتفاء وإكبارا وجعلت من الملك أمير المؤمنين حفظه الله وأدام عزه ونصره ملك الإصلاح والنهضة والتجديد والأفق المشرق السعيد والغد المرتقب الواعد المجيد.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات