النهار24.
في خطوة غير مسبوقة في الإدارة الترابية المغربية، تم تعيين السيدة حنان الرياحي في منصب “عامل مكلف بالشؤون الداخلية الجهوية” بولاية مراكش آسفي، وذلك ضمن لائحة التعيينات التي صادق عليها جلالة الملك محمد السادس خلال المجلس الوزاري الذي انعقد يوم الإثنين 12 ماي 2025.
ويعتبر هذا التعيين سابقة في تاريخ الإدارة المغربية، حيث يتم لأول مرة إسناد صفة “عامل” للمسؤول عن قسم الشؤون الداخلية. هذا المنصب الذي كان يُعرف سابقًا بـ”مدير الشؤون الداخلية” داخل الولايات والعمالات، كان يُشغل من دون أن يحمل شاغله صفة “عامل”، وهو ما يمثل تحوّلاً ملحوظًا في هيكلة الإدارة الترابية.
تتولى حنان الرياحي الآن الإشراف على قسم الشؤون الداخلية بولاية مراكش آسفي، وهو منصب بالغ الأهمية في تدبير الشأن المحلي. ومن بين المهام التي ستتولى الرياحي مسؤوليتها: متابعة الحركة الانتقالية للقياد وأعوان السلطة، إدارة ملفات الموظفين على المستوى الترابي، والتنسيق بين مختلف المصالح الجهوية ذات الصلة بالشأن المحلي. كما يُتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المعنية، بما يساهم في تحسين فعالية الخدمات الإدارية المقدمة للمواطنين.
يأتي تعيين الرياحي في هذا المنصب الرفيع في سياق تعزيز هيكلة الإدارة الترابية المغربية، والتي تهدف إلى تطوير الأداء الإداري على المستوى الجهوي. يعكس هذا التعيين التزام الدولة بتطوير أداء المصالح الداخلية وتحسين التنسيق بين الهياكل الجهوية، مما يسهم في تحسين جودة الخدمات المرتبطة بتدبير الشأن المحلي
تمثل هذه الخطوة أيضًا تحولًا مهمًا في مسار تمثيلية النساء في المناصب القيادية في المغرب. فقد أصبحت حنان الرياحي أول امرأة تتولى مسؤولية قطاع حساس يشرف على أعوان السلطة والشيوخ والقياد، مما يعكس التوجهات الحديثة نحو تعزيز دور النساء في المناصب القيادية داخل الإدارة الترابية. يعتبر هذا القطاع من أهم الأقسام التي تساهم في تسيير العمل الميداني للسلطات المحلية، وله تأثير مباشر على العمل الحكومي الميداني.
تتمتع حنان الرياحي بتاريخ طويل من الكفاءة في سلك الإدارة الترابية، حيث شغلت العديد من المناصب الإدارية الهامة. بدأت مسيرتها المهنية كقائدة للمقاطعة الحضرية الثانية بمدينة العيون، ثم تولت في عام 2023 منصب رئيسة للدائرة الحضرية الأولى بالعيون في إطار حركة انتقالية. في نفس العام، تم نقلها إلى ولاية طنجة لتولي رئاسة دائرة حضرية هناك، مما أتاح لها فرصة اكتساب خبرات متنوعة في إدارة الشؤون الحضرية


















