النهار24.
في كل مرة تُمنى فيها كرة القدم المغربية بإخفاق، ولو في مباراة نهائية أو مشاركة مشرفة، تتجه سهام النقد إلى شخص واحد: فوزي لقجع. هذا الاسم الذي بات مرتبطًا بنهضة رياضية شاملة، يُحمَّل اليوم مسؤولية كل تعثُّر، وكأن ذاكرة المغاربة صارت قصيرة لا تحتفظ سوى بالعناوين السلبية.
فهل من العدل أن يُختزل مشروع كامل، تحوَّل إلى نموذج قارِّي ودولي، في نتيجة مباراة واحدة؟ وهل ننسى بهذه السهولة ما تحقق في عهد الرجل؟
لنُذَكِّر فقط ببعض منجزات كرة القدم المغربية في عهد فوزي لقجع، لا من باب التمجيد، بل من باب الإنصاف:
نصف نهائي كأس العالم قطر 2022: إنجاز أسطوري لم يسبق لأي منتخب عربي أو إفريقي تحقيقه.
ميدالية برونزية أولمبية: إنجاز جديد سجله المنتخب الأولمبي في دورة باريس 2024.
سيطرة على الفئات السنية والفوتسال: ألقاب قارية متتالية، تأهل دائم، وظهور تنافسي ثابت في كل المنافسات.
تأهيل منتخباتنا لمختلف التظاهرات القارية والدولية بسهولة واستمرارية، بعد أن كانت التصفيات بمثابة جدار إسمنتي يصعب اختراقه. نهايتين متتاليتان للكرة النسوية ومشاركة في كاس العالم للكبيرات ولفتيات اقل من 17سنة ذكورا واناشا اضافة الى الشبان
ثورة في البنية التحتية: ملاعب بمواصفات عالمية، مراكز تكوين حديثة، تنظيم محكم للدوريات والبطولات.
تمثيل دولي وازن: عضويته في الفيفا، ونيابته لرئيس الكاف، ليسا مجرد مناصب شرفية، بل اعتراف بوزن المغرب وبكفاءة لقجع شخصيًا.
في ظل هذه الإنجازات، يصبح من المؤلم رؤية شخص بهذا العطاء يُشيطن عند أول إخفاق. نعم، لا أحد فوق النقد، ولكن هل النقد البناء يبرر التنكر للإنجازات؟ أليست هذه الازدواجية في الحكم هي ما يقتل الطموح في كثير من بلداننا؟
نحن اليوم لا ندافع عن شخص، بل عن فكرة. فكرة الاستمرارية، والاحتراف، والإيمان بالمشروع طويل الأمد. فوزي لقجع قد يخطئ، وقد يُحاسب، ولكن من الظلم أن يُختزل كل ما تحقق في لحظة غضب أو خيبة أمل عابرة.
التاريخ لا يكتب بالعواطف، بل بالوقائع. والواقع يقول إن الكرة المغربية في أفضل حالاتها منذ عقود، وأن فوزي لقجع يستحق لا فقط النقد المسؤول، بل أيضًا شيئًا من العرفان، وربما بعض الفخر.


















