الصحراء المغربية..الولايات المتحدة تدخل بثقلها لإنهاء النزاع المفتعل والجزائر أمام خيار صعب

الإدارة24 أغسطس 2025
US Secretary of State Marco Rubio (R) and Moroccan Foreign Minister Nasser Bourita (L) meet at the State Department in Washington, DC, on April 8, 2025. (Photo by Jim WATSON / AFP)
US Secretary of State Marco Rubio (R) and Moroccan Foreign Minister Nasser Bourita (L) meet at the State Department in Washington, DC, on April 8, 2025. (Photo by Jim WATSON / AFP)

النهار24. 

تسابق الولايات المتحدة الأمريكية الزمن لوضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مستندة إلى مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل وحيد وواقعي. فمنذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، دخلت الإدارة الأمريكية في دينامية جديدة أكدت عبرها دعمها الصريح للمبادرة المغربية، حيث شدد وزير الخارجية ماركو روبيو أكثر من مرة على أن الحكم الذاتي يمثل أساس الحل الدائم لنزاع عمر لأزيد من أربعة عقود.

صحيفة أفريكا إنتيلجنس كشفت أن واشنطن فتحت قنوات سرية مع الجزائر، الهدف منها تجاوز حالة الجمود وإقناعها بالانخراط الجاد في مسار التسوية الذي تقوده الأمم المتحدة. فزيارة مسعد بولس، المستشار البارز في إدارة ترامب، إلى الجزائر حملت رسائل واضحة: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو المخرج الوحيد الممكن.

هذا الحراك الأمريكي يأتي في سياق بالغ الحساسية، مع اقتراب اجتماع مجلس الأمن الدولي في أكتوبر المقبل، والذي يرتقب أن يمدد ولاية بعثة “المينورسو”. غير أن المعطيات الجديدة تضفي زخما على النقاش الأممي، وقد تمهد لقرارات أكثر وضوحا تدعم الطرح المغربي وتدفع الجزائر إلى مراجعة موقفها.

الرهان الأمريكي يتجاوز مجرد نزاع إقليمي؛ إذ تسعى واشنطن إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة المغاربية ومواجهة محاولات قوى أخرى ملء الفراغ، بما في ذلك روسيا والصين. كما أن عودة ترامب إلى السلطة أعادت ترتيب أولويات السياسة الأمريكية، واضعة المغرب في موقع الشريك الإستراتيجي الموثوق.

الجزائر التي لطالما تمسكت بخيار “تقرير المصير”، تجد نفسها اليوم تحت ضغط دولي متزايد، خاصة مع انكشاف دورها كطرف رئيسي في إطالة أمد النزاع عبر دعمها لجبهة البوليساريو سياسيا وعسكريا. ومع ذلك، فإن الرؤية الأمريكية الجديدة تجعلها أمام خيار صعب: إما الانخراط في حل واقعي يضمن الاستقرار، أو مواجهة عزلة دبلوماسية متنامية.

الأنظار الآن متجهة نحو نيويورك، حيث سيكشف اجتماع مجلس الأمن المقبل ما إذا كانت الوساطة الأمريكية ستترجم إلى قرارات أممية أكثر حزما، تضع أسس النهاية لهذا النزاع وتثبت الحكم الذاتي المغربي كقاعدة لا رجعة فيها للحل

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة