النهار24.
نجح الوفد المغربي، المكوَّن من شبيبتي حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال، في إرباك الجزائر وجبهة البوليساريو بعدما تمكّن، وبإجماع أكثر من 47 دولة عربية وإفريقية من إسقاط طلب عضوية الجبهة الانفصالية داخل المجلس العام لمجلس الشباب العربي والإفريقي المنعقد بالعاصمة الأوغندية كامبالا.
وفي تصريح صحفي ، أوضحت سميحة لعصب، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، أن ما جرى خلال مؤتمر مجلس الشباب العربي والإفريقي المنعقد بمدينة كامبالا عاصمة أوغندا، كان محطة كاشفة لما وصفته بـ”الممارسات المستفزة والمناورات المكشوفة” التي حاول الوفد الجزائري، المكوّن في نصفه من عناصر جبهة البوليساريو، القيام بها تحت غطاء رسمي من دولة الجزائر.
ونبّهت لعصب، إلى أن المجلس العام لمجلس الشباب العربي والإفريقي لم يوجّه أي دعوة رسمية لا لجبهة البوليساريو كمنظمة شبابية ولا لما تسميه “جمهورية الوهم” ومع ذلك، تقول المتحدثة تسلّل عدد من عناصر الجبهة إلى أشغال المؤتمر داخل الوفد الجزائري الذي حاول تمريرهم كجزء من تمثيليته الرسمية.
وأضافت القيادية الشابة، أن هذا الوفد “كان يحمل نيّة مُسبقة في خلق الفوضى والتشويش على مجريات المجلس منذ بدايته، بل حتى قبل افتتاحه الرسمي”.
وكشفت لعصب أن أفراد الجبهة الانفصالية أخفوا علم الكيان الوهمي داخل حقائبهم الشخصية وكانوا حسب قولها، “يرفعونه من حين لآخر داخل القاعة بهدف استفزاز الوفد المغربي وإثارة الفوضى وسط المشاركين”، وهي الخطوة التي اعتبرتها “دليلا إضافيا على طبيعة سلوكهم غير المسؤول وعلى نيتهم المبيتة لتوظيف الفضاء الشبابي القاري لأغراض سياسية ضيقة”.
وأشارت المتحدثة إلى أن هذه التصرفات “لم تمر دون ردّ من الوفد المغربي الذي واجه هذه المحاولات بشكل مباشر وصريح، من خلال موقف واضح اتخذته الشبيبة الاتحادية والشبيبة الاستقلالية، باعتبارهما عضوين رسميين داخل المجلس العام لمجلس الشباب العربي والإفريقي”، مشددة على أن الوفد المغربي “رفض أي محاولة لتحريف النقاش أو إدخال عناصر غير قانونية إلى المؤتمر، مؤكدا في الآن ذاته أن المجلس يضم فقط دولا ذات سيادة معترف بها دوليا”.
وأضافت القيادية الشابة أن الوفد المغربي “لم يقف عند حدود التصدي لتلك المناورة فحسب، بل خاض نقاشات مستفيضة مع مختلف الوفود العربية والإفريقية المشاركة، لتوضيح حقيقة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وتبيان أن ما يسمى بـ”جبهة البوليساريو” ما هي إلا ذراع تابعة للجزائر تستعملها كأداة لزعزعة استقرار المنطقة.
وأردفت قائلة: “لقد تمكنا، خلال أيام المؤتمر، من شرح خلفيات النزاع وموقف المغرب المبني على الشرعية الدولية، ومبادرة الحكم الذاتي التي يساندها المجتمع الدولي، وهو ما جعل أغلب الوفود الحاضرة تتفاعل إيجابيا مع الموقف المغربي وتتفهم أبعاده القانونية والسياسية”.
كما أوضحت عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية أن وفد الجزائر حاول تمرير طلب رسمي بانضمام الجبهة الانفصالية إلى مجلس الشباب العربي والإفريقي عبر ما يسمى “جبهة المستقبل الجزائرية”، مضيفة أن “هذه الجبهة نفسها لا تتمتع بعضوية داخل المجلس، بل حضرت المؤتمر بصفة مشارك فقط، وهو ما جعل محاولة تمرير الطلب تفتقر منذ البداية إلى أي سند قانوني أو أخلاقي”.
وبحسب لعصب، فقد واجهت هذه المحاولة رفضا قاطعا من جميع الوفود المشاركة، حيث أعلن رئيس الاتحاد رسميا خلال جلسة المجلس العام رفض الطلب وعدم منح عضوية لجبهة الانفصال أو السماح بانضمامها إلى هذا المنتظم الدولي، مؤكدة أن هذا القرار “قوبل بتفاعل واسع وتصفيق قوي وهتافات مؤيدة من طرف شباب أكثر من 47 دولة عربية وإفريقية، في مشهد وصفته بأنه “لحظة انتصار للوحدة والسيادة ورفض للتقسيم”.
وأبرزت المتحدثة أن الوفد المغربي ظل طيلة أيام المؤتمر في حالة تعبئة مستمرة، من خلال مداخلات متكررة ولقاءات ثنائية وجماعية مع مختلف ممثلي الدول، بهدف “تصحيح المغالطات التي روّجها الوفد الجزائري والانفصاليون، وتوضيح حقيقة الموقف المغربي القائم على احترام وحدة الدول وسلامة أراضيها”.
وأكدت لعصب أن الوفود العربية والإفريقية الحاضرة اقتنعت تماما بعدالة الموقف المغربي، واعتبرت أن “محاولة إدخال كيان انفصالي إلى المجلس تتناقض مع قيم المنظمة التي تدعو إلى السلام ووحدة الشعوب والدول، وترفض منطق الانقسام والتفرقة”، مشيرة إلى أن “القرار النهائي صدر بالإجماع التام لصالح الموقف المغربي، دون أي تحفظ من أي دولة عضو”.
وشدّدت سميحة لعصب على أن ما جرى في كامبالا “ليس مجرد رفض شكلي لطلب عضوية البوليساريو، بل انتصار جديد للدبلوماسية المغربية، خصوصا الدبلوماسية الشبابية الموازية، التي أثبتت مرة أخرى قدرتها على مواجهة المناورات الجزائرية داخل القارة الإفريقية بالحجة، والإقناع، والانفتاح على قيم الوحدة والتضامن العربي والإفريقي”


















