موسكو تدق آخر مسمار في نعش أطروحة الجزائر و”بوليساريو”

الإدارة27 أكتوبر 2025
موسكو تدق آخر مسمار في نعش أطروحة الجزائر و”بوليساريو”

النهار24. 

تشهد موسكو تحولا لافتا في موقفها من نزاع الصحراء المغربية، في تطور دبلوماسي غير مسبوق، بعد عقود من الصمت والحياد الموصوف بالبارد. زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى العاصمة الروسية ولقاؤه المطول مع نظيره سيرغي لافروف، لم يكونا مجرد محطة بروتوكولية، بل شكلا لحظة مفصلية أعادت رسم معالم الموقف الروسي من هذا الملف الإقليمي المعقد. فللمرة الأولى، تدرج موسكو مبادرة الحكم الذاتي المغربية ضمن الحلول “الواقعية والعملية” المنسجمة مع قرارات الأمم المتحدة، في إشارة واضحة إلى انتقالها من الحياد الغامض إلى البراغماتية الواضحة.
هذا التحول الروسي لا يمكن قراءته استجابة ظرفية أو مجاملة دبلوماسية، بل جزء من إعادة تموضع إستراتيجي أوسع في شمال إفريقيا، حيث تلتقي حسابات النفوذ الجيوسياسي بالمصالح الاقتصادية والتجارية. فبينما كانت الجزائر تراهن على تحالفها التاريخي مع موسكو ورقة ضغط في مواجهة الرباط، أظهرت التصريحات الروسية الأخيرة أن لغة الحياد لم تعد مجدية في زمن التحولات الكبرى، وأن منطق التنمية والاستقرار الذي يقوده المغرب أصبح الرهان الأضمن. بذلك، تكون روسيا قد غادرت مربع المواقف الرمادية، لتنضم عمليا إلى صف القوى الكبرى التي تعتبر الحكم الذاتي المغربي الإطار الواقعي والنهائي لحل النزاع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة