النهار24.
انطلقت، صباح اليوم الأربعاء التاسع والعشرون من أكتوبر بمدينة أرفود، فعاليات الدورة الرابعة عشرة للملتقى الدولي للتمر بالمغرب، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، تحت شعار “التدبير المستدام للموارد المائية: أساس تنمية نخيل التمر والواحات” ، في حدث يؤكد من جديد مكانة هذا الموعد كأحد أهم التظاهرات الفلاحية الوطنية ذات البعد الدولي.
ويأتي تنظيم هذه الدورة، التي تشرف عليها جمعية المعرض الدولي للتمر بالمغرب بتنسيق مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبدعم من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان،في سياق وطني وإقليمي يتزايد فيه الوعي بضرورة الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استعمالها، باعتبارها ركيزة أساسية لاستدامة الواحات وتطوير زراعة نخيل التمر.
وقال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إن “هذا المعرض يحظى باهتمام الملك محمد السادس الذي أوصى الحكومة من خلال خطابه الأخير أمام البرلمان من أجل دعم مناطق الواحات، وإيلاء الأهمية لهذه المناطق التي تلعب دورا حيويا سواء في الجانب الاقتصادي أو الثقافي”.
وأوضح السيد البواري في تصريح للصحافة، أن “الوزارة ستقوم في إطار استراتيجية الجيل الأخضر بمواكبة مناطق الواحات، وذلك لتلبية حاجيات المنتجين والنساء والشباب الذين يشتغلون في هذا القطاع”.
وأضاف المسؤول الحكومي أنه “من المتوقع إنتاج 160 ألف طن أي بزيادة 55٪ مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما يدل على أن الواحات استرجعت قوتها وعافيتها، والرهان على أمطار الخير هذه السنة، للحصول على إنتاج أوفر من التمور السنة المقبلة”.
ويشارك في هذه النسخة أزيد من 230 عارضاً يمثلون مختلف جهات المملكة وعدداً من الدول الأجنبية، فيما يتوقع أن تستقطب هذه الدورة أكثر من 90 ألف زائر طيلة أيام المعرض الممتدة من 29 أكتوبر إلى 2 نونبر 2025، على مساحة إجمالية تبلغ 40 ألف متر مربع، موزعة على أقطاب موضوعاتية متنوعة تشمل: قطب الجهات، وقطب المؤسسات والرعاة، و”رحبة التمر”، وقطب المنتجات المجالية، وقطب اللوازم والخدمات الفلاحية.
ويشكل الملتقى مناسبة سنوية للقاء بين الفاعلين في سلسلة نخيل التمر، وفرصة لتبادل التجارب والخبرات بين المهنيين والباحثين والمستثمرين، حيث يتضمن البرنامج منتدى للاستثمار، وورشات موضوعاتية وعروض تطبيقية، ولقاءات أعمال (B2B)، ويوماً علمياً، فضلاً عن فقرات ثقافية ومسابقات مخصصة للمنتجات التمرية. كما تم تخصيص فضاء تربوي للأطفال لتعريفهم بعالم الواحات ونخيل التمر بطريقة تفاعلية وترفيهية.
ويحمل شعار هذه الدورة بعداً بيئياً وتنموياً عميقاً، يجسد الوعي الجماعي المتزايد بالتحديات المرتبطة بندرة المياه والتصحر والتغيرات المناخية التي تهدد استدامة المنظومات الواحية المغربية، باعتبارها حصوناً طبيعية للتنوع البيولوجي والثقافي، ومصدر عيش لأكثر من مليوني نسمة يعتمدون على الفلاحة الواحية في دخلهم واستقرارهم.
وفي هذا الإطار، يبرز الملتقى كمنصة لتعبئة مختلف الفاعلين العموميين والخواص حول الحلول المبتكرة لتدبير المياه بشكل متكامل ومستدام، خدمةً لتنمية قطاع نخيل التمر وتعزيز صمود الواحات أمام التغيرات المناخية.
وقد تميز حفل الافتتاح الرسمي بحضور السيد أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى جانب السيد السعيد زنيبر، والي جهة درعة–تافيلالت، عامل إقليم الرشيدية، والسيد هرو أبرو، رئيس مجلس الجهة، فضلاً عن عدد من المنتخبين والمسؤولين الترابيين والمهنيين وممثلي التعاونيات والهيئات الدولية.
ويتميز المعرض ببرنامج علمي غني ومتنوع. تنظم وكالة للتنمية الفلاحية ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب بشكل مشترك، منتدى الاستثمار تحت موضوع “الاستثمار المسؤول من أجل تنمية النخيل والواحات. ” كما ستجمع ندوة علمية، ينظمها المعهد الوطني للبحث الزراعي والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (FAO) والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA)، الباحثين والفاعلين المؤسساتيين والمهنيين حول استكشاف حلول مبتكرة للتكيف واستدامة الأنظمة الواحية. كما سيتم عقد لقاءات ثنائية لتيسير التواصل وإقامة شراكات بين الفاعلين في القطاع.
