النهار24.
أكد أحمد البواري، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن جهود الحكومة في القطاع الفلاحي بجهة درعة تافيلالت قد أنتجت “مسار إنجازات” يعد نموذجا “يحتفى به على الصعيد الوطني والدولي”
وفي كلمته ضمن المحطة العاشرة من الجولة التواصلية للحزب بالرشيدية، أشار البواري إلى أن المشاريع المنفذة في إطار مخطط “المغرب الأخضر” واستراتيجية “الجيل الأخضر” كان لها “أثر جد إيجابي وملموس” على استقرار وحياة ساكنة الجهة.
وشدد الوزير على أن هذا المسار الإصلاحي يستند إلى الانسجام التام مع التوجيهات الملكية السامية، ويمثل “ورشاً كبيراً في إعادة بناء منظومة عريقة” لمواجهة التغيرات المناخية والهشاشة التي تعاني منها الواحات.
سلط الوزير الضوء على الدور المحوري للواحات التقليدية التي تمثل موروثاً ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً حيوياً، كاشفاً عن إنجازات ملموسة في تأهيلها. ففي سابقة نوعية، تم إنجاز حوالي 565 كيلومتراً من السواقي التقليدية، مما مكن من تأهيل 65 ألف هكتار من الواحات على مدى السنوات الأخيرة.
ولمواجهة التحدي المائي، تم إنجاز أكثر من 70 سداً تحويلياً جديداً على مستوى الجهة لدعم تعبئة المياه وتغذية المياه الجوفية. كما يجري العمل على مشاريع ربط مائي استراتيجي بين أنظمة أحواض زيز وغريس وغير، ومن ضمنها مشروع الربط الحيوي بين السد التحويلي بقطع الصفا على واد غريس، الذي سيسمح بتحويل 20 مليون متر مكعب من المياه في القريب العاجل.
وأعلن البواري عن تقدم كبير في الدراسات المتعلقة بمشاريع مائية ذات أبعاد استراتيجية، منها دراسة مهمة لتأهيل قناة الحميدة لدعم الموارد المائية الموجهة للسقي، ودراسة أخرى لربط ثلاثة سدود في درعة لتعزيز الأمن المائي.
كما يجري حالياً دراسة إمكانية تحويل جزء من مياه سد خنك كرو، الذي يُعد الأكبر في الجهة بسعة مليار متر مكعب، إلى سد قدوسة، ومن ثم إلى سد آخر لتكوين مخزون مائي مهم وحيوي للواحات. وفي سياق الحفاظ على الموروث الفلاحي، تم إحصاء وتحصين ما يقارب 767 كيلومتراً من الخطارات ، مع إطلاق برنامج جديد لتأهيل 100 خطارة إضافية، اعترافاً بقيمة هذه الهندسة الفلاحية المحلية التي ألهمت المدارات السقوية الحديثة.
وأكد الوزير أن الاستثمار في الموارد المائية والبنية التحتية أسفر عن نتائج مباشرة على الإنتاجية، حيث تم غرس حوالي 4 ملايين فسيلة نخيل جديدة ضمن استراتيجية الجيل الأخضر، منها 2.6 مليون فسيلة في الواحات التقليدية.
وبحسب البواري، فقد أدت هذه الجهود إلى ارتفاع إنتاج جهة درعة تافيلالت من التمور ليبلغ 132 ألف طن، مساهمة بذلك بما يقارب 80% من الإنتاج الوطني الإجمالي الذي يناهز 260 ألف طن. وخلص البواري إلى أن أوراش السدود والسواقي وغرس ملايين النخيل أعادت النبض للمجال ورفعت من إنتاجيته، مؤكداً الالتزام الثابت للحكومة بمواصلة هذا الطريق، واعتبار أن “الواحات رصيد وطني خص يبقى حي”، ومشدداً على أن الإنجازات في الفلاحة تضع بصمتها بقوة في هذه الجهة.


















