السبت 07 يوليو 2024
spot_img
الرئيسيةكُتّاب وآراءالحركة الشعبية بين الوحدة والتفكك، وطرف ثالث لم يتحدث بعد.

الحركة الشعبية بين الوحدة والتفكك، وطرف ثالث لم يتحدث بعد.

بقلم : محمد لعبيدي .

لا احد اضحى يشكك في بروز حركات التصحيح داخل الاحزاب المغربية، مع توالي الاحداث والوقائع، خصوصا تلك الخارجية والمحيط بالواقع سياسي اقل ما يمكن القول عنه، مرتبك ويعيش اسوء واحلك فتراته، مع بروز شعارات وفكر التغيير بشتى تجلياته، غير انه وفي حالات متكررة، لا يؤسس هذا المطلب، على مقومات قوية، يستمد شرعيتها، وينهل ادبياته منها، غياب هذه الارضية، افرز لنا احزاب بتيارات عدة، تتعدد بحسب تعدد نوايا ومكونات مؤسسها، غير ان الثابت فيها جميعا، يبقى النزعة الفطرية للانسان نحو السلطة والنفوذ والتملك. بنظرة عابرة، وكما اوردته صحيفة العربي الجديد في احد مقالاتها، يظهر حجم وتعدد تيارات الاصلاح، غير ان احزاب دون غيرها، شهدت بروز هذا النوع الجديد من النضال، الذي يسمى التيار، الاحزاب الوطنية، كانت المعني الاول الاخير بها، حزب الاستقلال تيار بلا هوادة، حزب الاتحاد الاشتراكي تيار الانفتاح والديمقراطية، الحركة الشعبية الحركة التصحيحية، التصحيح الجذري، وتيار اخر يسمى الحركة بيتنا، التصحيح من داخل المؤسسات الحزبية، الاسئلة التي تتبادر الى ذهن المتتبع من الوهلة، لماذا هذه الاحزاب دون غيرها، تعرف فورة اصلاح وتغيير ؟، الاجابة على هذا التساؤل، ترتبط اساسا، بطبيعة تدبير الشؤون الحزبية من داخل باعراف كلاسيكية تقليدية، حيث المكانة المتميزة لزعيم، الذي تجتمع فيه صفات، تفرقت عند غيره، ابرزها الكاريزما السياسية لتدبير شؤون الحزب داخليا، بما يضمن وحدته ولحمته، الى غاية بروز نخبة جديدة، بصفات اكثر قوة من القيادة السابقة. بالنسبة للحركة الشعبية، الحزب الذي شهد منعطفات حاسمة في تاريخه، عصفت يوما بزعيمه المؤسس النثير للجدل المحجوبي احرضان، في. منتصف ثمانينيات القرن الماضي، انتهت بظهور كيانين حزبين، ينهلان من ذات المرجعية القروية الامازيغية، ناهيك عن عمليات الانشقاق والنزوح، التي قادها بعض السياسيين، ممن ذاق بهم رحاب الحركة الشعبية، وقد حطموا الرقم القياسي، في اكبر عملية تفتيت وتفكيك، هذا الكيان السياسي، الذي استغرب كلما اطلعت على تاريخه، الحافل بالدسائس والصراعات، صموده الى يومنا هذا، وخروجه القوي من كل مخاضاته العسيرة. سنة ٢٠٠٦، كانت سنة حاسمة في تاريخ مكونات الحركة الشعبية، اذ قادت المراة الحديدية مهندسة عملية الاندماج الثلاثي لمكونات هذا الحزب ذي امتدادات امازيغية، واعلنت القيادة الجديدة، عن بدء مشوار جديد في تاريخ الحركة، ونهاية مسار الصراعات والدسائس، وتنفس مناضلو ومناضلات المكون الحركي صعداء، باكبر عملية لم الشمل الخيمة الحركية، كما يصفها البعض، غير ان الفرحة الاندماج، سرعان ما تلاشت مع بروز جهات، تخندقت في الصف الموازي لعملية الاندماج وصناعها، رافعين شعارات بوعزيزية في وجه قيادة الحركة الشعبية، مطالبين اياها بالرحيل ومتهمين اياها، بتحوير المنحى الرئيسي للحزب لصالح قوى بارزة اخرى، يعرف عنها، قربها ونفوذها داخل قيادة الحزب. لكن لا يكتمل الحديث دون الرجوع الى حيثيات وظروف تشكل هذه التيارات، الخارجية والداخلية، اذ لم يكن نفس الشيء كما هو شان لدى حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، اي بعد انعقاد مؤتمريهما الوطنيان، خرجا براسين، وكان ذلك طبيعيا، للحظة تاسيسها وبروزها، مما جعل الخلاف والاختلاف، يبدو جليا وواضحا، غير ان ما حدث بحزب الحركة الشعبية، يطرح علامات استفهام كبيرة، حول الظروف الحقيقية لتاسيس تلك التيارات، اي انها لم تظهر الا بعد مرور اكثر من سنة على انتخاب امحند العنصر امينا عاما، ولم يكن حينها من شيء يدل على وجود اختلافات وخلافات داخل دواليب الحزب، اذ بدا الجميع موحدين متوحدين في صف واحد، وعليه كيف يعقل ان يصوت المرء على شخص بشكل ديمقراطي وشفاف، وفي نهاية واي بعد مرور سنة على ذلك، ينقلب على عقبيه، وينذذ بممارسات ذات القيادة، هذا الجزء وحده في هذه الرواية، يجعلها رواية معلقة بدون نهاية، ويطرح بعمق دواعي انشاء تلك التيارات، الدواعي الخيفة، التي نجهل جميعا حقيقتها، وحتى اولئك الذين يؤثتون نقاشات صالونات الرباط، يجهلون حقيقتها، مما يدل على حالة اللاوعي واللاشعور الفكري، التي يعيشها البعض، ضحايا اندفاعية شعارات معاصرة من جيل الربيع الديمقراطي، بشكل هستري وانتحاري، غير ان محركي الصراع ومموليه الرئيسيون يلزمون لحدود اليوم التواري عن الانظار، لغاية في نفس يعقوب هو ادرى بها. الحركة الشعبية، نعم تعرف العديد من اوجه الاختلالات والتجاوزات، غير انه يبدو غريبا جدا، ان يحضر المرء مجلسا وطنيا لهذا الحزب، وتجمع التدخلات على فكرة واحدة مفادها العام زين، اذ لم يسبق الا مما نذر، ان سمعت احدا داخل هذا الحزب، يدخل طولا وعرضا في الشؤون التدبيرية للحزب، ويوضح مكامن الخلل، رغم ان مؤسسة من حجم برلمان الحزب، انتخبت لاجل تقديم حصيلة التدبير، امام اعضائه واستقبال استفساراتهم وانتقاداتهم، لكن يبدو ان لاشيء من هذا حدث في السابق، وفي نهاية، يطلعنا علينا البعض، بشعارات ذات حمولة كبيرة، باتهامات غليظة، ولم اسمع لهم شخصيا يوما، حديثا حول اداء او حصيلة الحزب، فهنا يكمن الخلل، خلل انشاء تيار تصحيحي، وخطه السياسي الايديولوجي، هذا الخلل، الذي سيعمق الاختلالات في المستقبل، مما يدل على ان التغريد خارج السرب، لم يكن يوما فكرة صائبة وصحيحة. لسنا هنا لنجلد البعض لحساب البعض الاخر، كما يشاع في الغالب، ولكننا هنا لنجلد الذات، جلد الذات، يحمل في ثناياه، حجم الاسى، الذي يصيبنا ونحن نتابع اقتتال الاخوة فيما بينهم، لغاية لا ندركها، ويعلمها هم بذات، روح الحب، الذي نكنه لجميع مكوناته، مهما اختلفت وجهات النظر بيننا، وعليه، انها لحظة تاريخية، نستحضر على هامشها، قولة مارثن كينغ لوثر محرر سود امريكا، يا اما ان نعيش جميعا كالاخوة،او نهلك جميعا كحمقى، وطريق تحرير القضية الامازيغ والدفاع عنها، يقتضي، تغليب المصلحة الشمولية والعامة، وضحظ الصراعات الشخصية، المظللة لمسار الحزب الحقيقي .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات