الجمعة 12 ديسمبر 2024
spot_img
الرئيسيةسياسةبن كيران جنازة رجل اسمه العدالة والتنمية

بن كيران جنازة رجل اسمه العدالة والتنمية

النهار24 .

لعل تراجع شعارات حزب العدالة والتنمية، تساقطت تدريجيا، كما تتساقط اوراق الخريف، وينتهي بها المطاف عند مكنسة الكناس، التي من فرط سقوطها، مسح جبينه من عرق، ودعا الله متخشعا، ان تسقط في الان ذاته، لئلا يعود كل مرة الى رقعة كنسها مرات عديدة،

ما ان تسقط ورقة ابن كيران في محاربة الفساد، وشعارات حزبه، ايام بعد بلوغ سدة السلطة على رأس أول حكومة مغربية، بعد دستور المملكة السادس على عهد الملك محمد السادس، ولازلنا نتذكر جناحه في التجهيز، الذي اقسم بأغلض الايمان، ان لا يستمر ريع المأذونيات على عهده، وسرعان ما عاد، ليبتلع لسانه من جديد، ويخصص ولايته لمهاجمة الصحفيين، والرد على انتقاداتهم، بأبشع منها، وبما جاد به قاموس الوزير، في هذا الصدد، سقطت ورقة الريع ومحاربته، ولم تسقط وقاحة الوزير.

ولم يقف الكناس كثيرا عند قيلولته، حتى تراءت له، عشرات بل وأكوام كبيرة، من الأوراق، على رقعة ظن سذجا، أنه انهى العمل بها وفيها، سقطت ورقة اصلاح الصحة، وأمسك وزيره في الصحة، بالحلقة الاضعف، في سلسلة طويلة، اسمها القطاع الصحي، بالمغرب، ولم يجد حلا لهذه المعضلة، غير وضع طلاب الطب والاطباء المقيمين والخارجيين في فهوة اللهب، وابتعد كثيرا، وضاعت به السبل، وضاعت احلام المغاربة بالعلاج للجميع مهب الرياح، وطلبوا باسقاط الراميد، وعودة شهادة الضعف، واضحى وزير الصحة، لا يملك حلا للمغاربة، بينما المقدم والشيخ، والله تكيقضيو الغرض، وكيجيب الله الشفاء.

وورقة اصلاح التعليم، هي اخرى سقطت، وتأملها الكناس بنظرات، يشوبها الاسى والحزن، واغمض جفونه، وألقى بها داخل كيسه البلاستيكي، الذي منعته حكومة ابن كيران، التعليم، تقادفه وزيران على رأس حكومة برأسين، وكل منهما ابدع في تشويه هذا القطاع النبيل، الذي لولاها لما بلغت سنغافورة، مجدها كما يقول مؤسسها، وصار حلم المغاربة، بتعليم افضل، ومستقبل افضل، ينقلب على رأسه، وحتى امتحانات الباكالورية، التي كانت في ما مضى يقيم المغاربة لأبنائهم، ممن اجتهدوا لنيلها عن جدارة، الفشطة والزغاريد، اضحت اوراق امتحاناها، تتسرب عبر قنوات، لا نعلم الى اليوم حقيقتها، ويتوصل بها التلاميذ ساعات قبل الامتحان، وعلى عهد سي ابن كيران، اضحى التمليذ يرفع شعار عند الامتحان يعز الويفي ويهان الاستاذ.

وورقة احقاق العدالة والقانون، فهذه الورقة، ليست سوى القشة، التي قصمت ظهر القضاة، وعوض ان يهتم وزيرنا في العدل وما تبقى من الحريات، باحقاق العدل والسهر على اخراج قوانين، تصب في روح الدستور الساس للمملكة، عبر فصل تام ومطلق لسلط، يصر على متابعة تدوينات القضاة والقاضيات، وتغريداتهم، أوليس هذا ابشع انتهاك لحرية التعبير، التي نص عليها الدستور في فصله مئة وثمانية، وهل من المعقول ان يتفرغ الوزير لمتابعة القضاة وتكريس جهاز النيابة العامة، لتقويض جنوحهم نحو الحرية، بالعزل والتنقيل والتأديب، وهل المغاربة، في حاجة الى جسم قضائي، يعيش على جبهات صراع، يفجرها الوزير واعوانه في الديوان، ام ان المغاربة في حاجة الى قضاء، يقصي حوائجهم، ويفصل في نزاعاتهم بكل مصداقية وعدل؟

ورقة التشغيل ، هي الاخرى، سقطت، ولكن قبل ان يكنسها الكناس، التهمها قطيع السيد الوزير راعي =السارح=، الذي اغدق مما جادت به وزارته من مناصب على اقاربه واصدقائه، أوليس أفضلكم من أكل ووكل معه، أسوء معدل سجلته البطالة في تاريخ المغرب، جاء على عهد حكومة السيد ريس الحكومة الحالي، وتجاوز عدد العاطلين في المغرب مليون، ولازال البعض يتساءل، لماذا مقاهي البلاد مملوءة عن اخرها وفي كل الاوقات، ولعل الراعي الرسمي لحياة المعطلين وهم صنف كبير من المغاربة هي المقاهي، ومع ذلك يرفع رئيس الحكومة في هذا الشق سياسة التقشف، وذلك بتقليص عدد المناصب المالية، في قانون مالية ٢٠١٦، وهي رسالة غير سارة، ولا تحمل في طياتها اية بشرى، لجموع المعطلين، الذي يتكدسون في بيوت بسلا كسردين، هربا من نظرة آهاليهم وذويهم، ومخافة نظرة المجتمع من حولها.

هناك اوراق واوراق، وجميعها تساقطت، والاسوء منها، من ماتت على الشجرة، ولم تسقط، كتلك الملفات، التي يتحاشى السيد رئيس الحكومة، النظر اليها، كالأموال المهربة، ووسائل تهريبها، واشكالية التهرب الضريبي، وفرض الضريبة على الثورة، وصناديق عدة، تعرف اختلالات بنيوية، لا يبحث السيد رئيس الحكومة عن من افرغها، ولكن يبحث ويتفنن في ايجاد وسائل لتطعيم أرصدتها، وان اقتضى الحال، اضعاف القدرة الشرائية للمواطن، التي هي في الاصل ضعيفة، جلدة، من كثرة تجباد من رئيس الحكومة، أو البنوك العالمية، التي منحها السيد رئيس الحكومة، المغرب ومستقبل ابنائه على شيك من بياض.

سيتساءل احد، ويقول من هو هذا الكناس، الذي لا شغل له، غير كنس اوراق السيد الرئيس المتساقطة، ووضعها داخل اكياس من كثرتها، ولا أسوء، ان البلاستيك يحتاج سنوات ليتحلل، والسيد وزيرة زبل ادرى بهذا، ولهذا الكناس، ليس سوى التاريخ، الذي كنس في وقت سابق وعلى الدوام، اسلافك في حكومات سابقة، ممن اضحت احزابهم اليوم، شبه اسطبلات فارغة من كل شيء، اللهم شرائط التاريخ والذكرى، التي يعود اليها الزعيم المحنك، ليتحسر على واقع جميل، بلغه متأخرا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- إعلان -spot_img

الأكثر شهرة

احدث التعليقات