النهار24 .
يطلق عليه كثيرون “الوزير الهادئ “. يتحدث معاونوه المقربون عن “الوزير” الذي لا يضاهي مستوى حزمه سوى إنسانيته وكرمه. وأشاد الذين عرفوه عن قرب بتواضعه وحيويته وبراغماتيته وفعاليته.
محمد صديقي بالتأكيد لديه سمعة جيدة. كان الرجل، فأل خير أيضا على واحدة من أكثر الوزارات استراتيجية في المملكة، قطاع الفلاحة.
امتاز بذكائه ومهارته في التعامل داخل المؤسسة التشريعية، وهذا الأمر هو إحدى نقاط القوة للوزير صديقي .
يوضح مصدر مقرب من فريق عمل صديقي أن “كفاءة فرقه، التي تمكن تعزيزها وجعلها أكثر وفاء، سمحت له من ربح الوقت في المؤسسة التشريعية”.
واصبح من الوزراء النادرين الذين بإمكانهم، في يوم واحد، حضور اجتماعين في لجنتين البرلمان، وكذا جلسة عامة للتصويت على قانون تقدم به ويعمل حتى يتم إرسال النص المعني في ذلك المساء إلى المجلس الآخر. لا يمكنك أن تتخيل مقدار الطاقة الذي يستلزمه كل هذا العمل”.
ترتبط هذه الكفاءة بعقلية التجربة والتفاني . لا سيما وأن الرجل لا يبخل في وسائل تنفيذ المشاريع التي يقوم بها.
تزامنت فترة ولاية صديقي الوزارية من بينها الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة بشأن الفلاحة والصيد البحري. وفي هذه المرة، تمكن المفاوض من إدراج الأقاليم الجنوبية للمملكة في هذه الاتفاقيات. معركة كبرى انتصر فيها المغرب.
كما تزامنت بداية ولايته مع إستمرار مخطط مرتبط بالعالم القروي. وهو برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، والذي يأتي في إطار تطبيق التعليمات الملكية بشأن للمناطق المعزولة. هنا مرة أخرى، كان السلوك نموذجيا.
تعمل هذه الرؤية حاليا على تغيير وجه العالم القروي. مدارس ومراكز صحية وطرق قروية وربط بمياه الشرب والكهرباء…لقد غير بالفعل أكثر من 7000 مشروع وجه العالم القروي.
يجب الاعتراف بأن نتائج مخطط المغرب الأخضر كانت أكثر من مقنعة: زيادة الاستثمار، وزيادة الإنتاج وسلاسل القيمة في مختلف القطاعات، وتحسين الظروف المعيشية للفلاحين، وكان الوزير صديقي احد مهندسي ومنفدي هذا البرنامج عندنا كان يشغل منصب الكاتب العام لوزارة الفلاحة .
إن نجاح الرؤية الفلاحية أصبح جليا لدرجة أنها الوحيدة التي دخلت في المرحلة الثانية ، حيث تم إطلاق “الجيل الأخضر 2020-2030″. هذه الاستراتيجية، المستوحاة والمعدة وفقا للتعليمات الملكية، من أجل تنفيذ الخطط الإستراتيجية القطاعية من الجيل الجديد، تأتي لتعزز مجموعة من إنجازات ومكاسب مخطط المغرب الأخضر ، والذي عرف إطلاق مشاريع مهيكلة . سواء تعلق الأمر بالمخطط الوطني للماء، أو برنامج دعم وتمويل المقاولات، أو خريطة الطريق لتطوير التكوين المهني. وسيمكن الجيل الأخضر من تحقيق التكامل التآزر مع قطاعات أخرى”.
وتهدف هذه الرؤية الجديدة إلى بروز طبقة وسطى فلاحية جديدة. ستصبح 350 إلى 400 ألف أسرة إضافية في عداد هذه الطبقة الوسطى، من خلال حوافز واسعة وموجهة، من أجل تحسين دخل تلك الأسر.