النهار24.
بعدما روج اليمين المتطرف والإعلام التابع له طيلة أسابيع لما اسماه مخاطر عودة ترامب للبيت الابيض على مستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، نظرا لكون اعتراف ترامب بمغربية الصحراء مازال ساخنا في ذاكرة هذا اليمين، بل وصل الأمر حد القول إن هناك مخططا جاهزا من إدارة ترامب لتسليم المدينتين المحتلتين للمغرب، وكلنا ندرك ان الهدف الخفي من هذه المزايدات هو رفع ميزانية الجيش الإسباني واستخدام المغرب وترامب كفزاعة للحصول على امتيازات وممارسة ضغوطات على الحكومة الاشتراكية الاسبانية.
اليوم تحتفل الصحف المحلية بسبتة بتعيين السفير دوكي بوتشان الثالث سفيرا للولايات المتحدة بالرباط، وعلة الاحتفال هي ان بوتشان الثالث كان يشغل مابين عامي2017-2021 منصب سفير واشنطن بمدريد، وهي الفترة التي زار خلالها مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين والتقط صورة مع رئيس الحكومة المحلية بسبتة، وبذلك يحاول اليمين ان يقول إن السفير الجديد بالمغرب يدعم ” اسبانية المدينتين” وسيكون إلى جانب اسبانيا الني يعد صديقا لها ويعرفها أكثر من المغرب بحكم أنه درس بها بجامعتي اشبيلية وفلنسية، مثلما يتحدث لغتها بطلاقة كبيرة.
لكن ينسى هذا اليمين انه يركض مثل ثيران لاكوريدا مطاردا خرقة حمراء، وقد نسي ان السفير الامريكي بوتشان الثالث عاش لحظة اعتراف الرئيس ترامب بمغريية الصحراء وهو في السفارة الأمريكية بمدريد، ومورست عليه ضغوطات كبيرة من الطبقة السياسية الإسبانية لتراجع أمريكا عن مواقفها، وكان ملف الصحراء احدى الملفات الحارقة التي طرحت فجأة فوق طاولته، وهو على دراية بتفاصيل هذا الملف، بل عاش جزءا من الأزمة الدبلوماسية المغربية- الإسبانية بسبب استقبال اسبانيا لرئيس البوليساريو بن بطوش للعلاج، كما أنه متابع جيد للنهاية السعيدة للأزمة والتي توجت بدعم مدريد لخطة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية.
سيبدأ السفير الأمريكي الجديد بالمغرب مهمة جديدة سيتسلح فيها بخبرته في اسبانيا، لكن هذه المهمة تعني أولا تطوير العلاقات بين الرباط وواشنطن في محتلف المناحي، في لحظة مفصلية تتزايد فيها المخاطر والتحديات بالشرق الأوسط وافريقيا، وسيكون من البلادة السياسية حصر مهمته في ملف سبتة ومليلية مثلما تفعل اطراف يمينية بإسبانيا.