النهار24.
تحتفل المملكة المغربية، بقيادة أمير المؤمنين، بذكرى المولد النبوي الشريف في أجواء من الخشوع والإجلال، تعبيرًا عن عميق المحبة والتقدير لشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هذه الذكرى ليست مجرد مناسبة دينية عابرة، بل هي فرصة لتجديد العهد مع القيم النبيلة التي حملها الإسلام، من تسامح ورحمة وعدل.
وبالتالي، فالملكية في المغرب منذ عهد الملك الحسن الثاني، وصولاً إلى الملك محمد السادس، تلعب دورًا محوريًا في ضمان استقرار البلاد.
فقد كان الحسن الثاني يدرك أن مسيرة البناء والتنمية ستواجه دائمًا تحديات كبيرة، وهذا ما أثبته الواقع.
فبفضل شرعيتها التاريخية ودورها كعامل استقرار، نجت المملكة المغربية من الاضطرابات التي عصفت بدول أخرى التي فقدت أنظمتها الملكية.
تأثيرات داخلية وخارجية، توقعات الراحل الحسن الثاني:
تتعرض المؤسسة الملكية لانتقادات من بعض الأوساط الإعلامية الأجنبية، والتي غالبًا ما يُنظر إليها في المغرب على أنها تعكس حسرة على فقدان هذه الدول لرموزها الملكية.
هذه الانتقادات، بدلاً من أن تكون نقدًا بناءً، غالبًا ما تتخذ طابعًا هجوميًا، لا يستند إلى قصور فعلي في حل مشاكل الشعب، بل إلى إزعاج هذه الدول من استمرارية الملكية المغربية ونجاحها في تحقيق التقدم.
فالملكية المغربية لم تكن يومًا أداة لاستغلال الشعوب، بل كانت دائمًا جزءًا من الهوية الوطنية التي قاومت المطامع الاستعمارية.
رؤية مستقبلية وعلاقة متجددة، طموح عرش وشعب
يستمر العرش العلوي في تشكيل عقدة للمستعمر السابق، وفي الوقت نفسه، يحقق طموحات الشعب المغربي الذي يمتلك وعيًا فكريًا وثقافيًا متطورًا.
فالعلاقة بين الملك والشعب ليست مجرد علاقة سياسية، بل هي علاقة مبنية على التقدير المتبادل، حيث يرى الشعب في ملكه القائد الذي يحقق التنمية والتقدم والازدهار، فهذا التقدم لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل يشمل الجوانب الاجتماعية والثقافية، مما يعزز مكانة المغرب كدولة رائدة فوق ركح المنتظم الدولي.
الدولة الاجتماعية: رهان الحاضر والمستقبل
في سعيها لتحقيق التنمية الشاملة، أطلق المغرب ورشًا استراتيجيًا ضخمًا يهدف إلى بناء “الدولة الاجتماعية”. يركز هذا الورش على توسيع شبكة الحماية الاجتماعية لتشمل كافة فئات المجتمع، من خلال تعميم التأمين الإجباري عن المرض (AMO) ليشمل العمال المستقلين والمهنيين، وتقديم الدعم الاجتماعي المباشر للأسر المحتاجة. كما تواصل الحكومة جهودها الحثيثة لإصلاح قطاعي التعليم والصحة، لضمان جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
الإنجازات الرياضية والاقتصادية، جرعات ملكية واضحة:
على الصعيد الرياضي، لم يكن الأداء التاريخي للمنتخب المغربي في كأس العالم 2022 مجرد إنجاز رياضي، بل كان تعبيرًا عن إرادة وعزيمة شعب بأكمله، ومؤشرًا على قدرة المغرب على تحقيق إنجازات عالمية.
أما في المجال الاقتصادي، يواصل المغرب تعزيز مكانته كوجهة استثمارية مفضلة، بفضل استقراره السياسي وبنيته التحتية المتطورة، مثل ميناء طنجة المتوسط الذي يعتبر بوابة تجارية عالمية. كما يشهد قطاعا السيارات والطيران نموًا لافتًا، مما يعزز من التنوع الاقتصادي للمملكة.
البحث العلمي والابتكار، عقول التقدم:
إدراكًا لأهمية البحث العلمي والابتكار كمحرك أساسي للتنمية، خصص المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، استثمارات متزايدة لدعم هذا القطاع، حيث يهدف هذا التوجه إلى ربط الجامعات ومراكز البحث باحتياجات السوق وتشجيع ريادة الأعمال والشركات الناشئة، مما يعزز من القدرات التنافسية للمملكة في عصر المعرفة.
وخلاصة القول، يواصل المغرب، تحت قيادة شرعية ملكية متجددة، مسيرته نحو تحقيق تقدم شامل يشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والرياضية والعلمية، مستفيدًا من وعي شعبي متزايد وطموح كبير لتحقيق مستقبل أفضل لأبناء وطنه.


















