النهار24.
كشفت كلمات التهديد والوعيد الواردة في رد “بوليساريو” على مضامين مسودة أمريكية تطوي ملف الصحراء تحت السيادة المغربية، خيبة أمل كبيرة في الجارة الشرقية ، إذ علقت الجبهة بلغة ستكون لها تبعات وخيمة على الجزائر الداعمة لميلشيات الانفصال في المنطقة، بأن «الحرب حقيقة قائمة لا يمكن إخمادها بجرة قلم مهما كان من يحمل ذلك القلم».
وتسلمت الدول المعنية في مجلس الأمن الدولي، مسودة قرار حول الصحراء، تضمن اعتماد مشروع الحكم الذاتي، باعتباره الأساس الأوحد، من أجل حل سلمي لنزاع موروث عن الحرب الباردة عمر زهاء نصف قرن من الزمن.
وأعربت مسودة القرار، الذي سيصوت عليه المجلس في 30 أكتوبر الجاري، عن الدعم الكامل للأمين العام ومبعوثه الشخصي في تيسير المفاوضات على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي، الجاد والموثوق والواقعي، بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع.
ولم تمدد الوثيقة المذكورة ولاية “مينورسو” إلا بـ 3 أشهر فقط، في إشارة إلى أن طي الملف سيكون مع بداية السنة المقبلة، وأن المنتظم الدولي لن يسمح باستمرار وضع يهدد السلم في المنطقة أكثر من 50 عاما.
وجدد مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، قبيل توزيع الوثيقة، تأكيد الدعم الذي عبرت عنه واشنطن، لمناسبات عدة، لسيادة المغرب على صحرائه ولمخطط الحكم الذاتي «أساسا وحيدا من أجل حل عادل ودائم» لهذا النزاع الإقليمي.
وأبرز “بولس” في حوار خص به قناة “الشرق” الإخبارية، الدعم الواضح والذي لا لبس فيه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعترف بسيادة المملكة على صحرائها، مذكرا بأن واشنطن تعتزم قريبا فتح قنصلية أمريكية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، معتبرا أن «الوقت قد حان لإيجاد حل نهائي ودائم» لهذا النزاع الإقليمي الذي يستمر منذ 50 سنة، مشيرا، في هذا الصدد، إلى المضمون «التاريخي» لخطاب جلالة الملك لمناسبة ذكرى عيد العرش، والذي عبر فيه جلالته عن «الالتزام الراسخ» للمملكة بسياسة اليد الممدودة للجزائر.
وذكر “بولس” بأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيناقش، نهاية الشهر الجاري، قضية الصحراء المغربية، مبرزا أن الولايات المتحدة تعمل مع «عدد كبير من الشركاء الأوربيين» بهدف التوصل إلى حل نهائي وقائم على التوافق لهذا الملف على مستوى الأمم المتحدة. وخلص المستشار الأمريكي بالقول: «نحن متفائلون جدا، أكثر من أي وقت مضى» في أفق التوصل إلى حل دائم.
ومن جهته، أكد عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، بحر الأسبوع الماضي بنيويورك، أنه في غمرة استعدادات المغرب لتخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي مكنت من استكمال الوحدة الترابية للمملكة، أضحت الصحراء المغربية واحة للسلام والاندماج الإفريقي والتنمية المشتركة.
وفي مداخلة أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أبرز هلال أن الصحراء المغربية تجسد اليوم أرضا للوحدة والسلام والتقدم الشامل، مذكرا بأنه ومنذ 1975، وبشكل منفصل عن تطور العملية السياسية، انخرط المغرب في تطبيق الحق المشروع في التنمية لفائدة سكان أقاليمه الصحراوية.
