بيان بلا روح.. جبهة البوليساريو تحاول العودة من الهامش عبر مقترح فارغ

الإدارة21 أكتوبر 2025
بيان بلا روح.. جبهة البوليساريو تحاول العودة من الهامش عبر مقترح فارغ

النهار24

في خطوة تعيد إنتاج خطاب تجاوزه الزمن، خرجت جبهة البوليساريو ببيان جديد أطلقت عليه وصف “المقترح الموسع”، محاولة تقديمه كإطار “بديل” للنقاش حول قضية الصحراء المغربية، غير أن مضمون البيان، كما قرأه عدد من المراقبين، لم يحمل أي جديد يذكر، بل فقط أعاد تدوير الشعارات القديمة ذاتها التي فقدت منذ سنوات كل صلة بالواقعين السياسي والميداني.

البيان، الصادر عن إبراهيم غالي الموصوف بـ”رئيس الجمهورية الصحراوية”، جاء في لحظة دقيقة تسبق موعد مناقشة مجلس الأمن لتجديد ولاية بعثة “المينورسو”، وهو ما يؤكد أن الخطوة ليست سوى مناورة دعائية بإخراج جزائري واضح، الغاية منها تلميع صورة الجبهة أمام الرأي العام الدولي بعد أن وجدت نفسها خارج أي معادلة تفاوضية حقيقية.

غير أن المضمون البيان إن أمكن تسميته ذلك، يكشف أكثر مما يخفي، على اعتبار أن الحديث عن “مقترح موسع من أجل حل سياسي مقبول من الطرفين يضمن تقرير المصير”، ليس سوى إعادة صياغة بائسة ويائسة لمطلب الاستفتاء الذي طواه الزمن السياسي منذ قرارات مجلس الأمن الأخيرة، والسبب أن المجتمع الدولي بات يجمع على أن الحل الواقعي والوحيد هو مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة المغربية سنة 2007، والتي تم وصفها من قبل واشنطن وباريس ومدريد بأنها “جدية وذات مصداقية”.

وبالتالي، فالبيان لم يأت بأي طرح جديد سوى التذكير بمقترحات تعود لأكثر من عقد ونصف من الزمن، في وقت تتسارع فيه المتغيرات على الأرض من تنمية شاملة في الأقاليم الجنوبية، إلى مشاريع كبرى في الداخلة والعيون، ومؤسسات تمثيلية منتخبة تشتغل ضمن الإطار السيادي المغربي الكامل، وهو ما جعل الجبهة وكأنها تخاطب الماضي بينما المغرب يصنع المستقبل.

ويؤكد مراقبون أن هذا البيان ليس سوى أداة جديدة في يد المخابرات الجزائرية، التي تحاول من خلال واجهتها الانفصالية تفادي واقع سياسي لم يعد في صالحها، على اعتبار أن المقاربة الدولية اليوم تتجه نحو تثبيت الاستقرار بشمال إفريقيا عبر الواقعية السياسية، لا عبر الشعارات الإيديولوجية البالية. ومن هنا، فإن الحديث عن “تقرير المصير” و”الاستفتاء” لم يعد يقنع أحدا، لا بنيويورك ولا في بأديس أبابا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة