النهار24.
استهل جلالة الملك خطابه بالآية الكريمة “إنا فتحنا لك فتحا مبينا”، معلنًا عن طي صفحة نزاع الصحراء في 31 أكتوبر، ودخول المغرب عهدًا جديدًا كدولة موحدة من طنجة إلى الكويرة. وأكد جلالته أن قرار الأمم المتحدة التاريخي يمثل انتصارًا للدبلوماسية المغربية، معترفًا بموجبه المجتمع الدولي بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه.
*الزخم الدولي والحل الوحيد*
أشار الخطاب إلى أن الاعتراف لم يعد محصورًا بعدد قليل من الحلفاء، بل شمل دولًا دائمة العضوية في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب دعم أوروبي واسع. وقد حظي مشروع الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب، باعتباره “الحل الوحيد” والأكثر “مصداقية وواقعية” لهذا النزاع، بدعم رسمي من مجلس الأمن عبر قراره الأممي، مما يضع المغرب في موقع قوة كقطب دولي فاعل في منطقة الساحل والصحراء.
*نداء مصالحة ومستقبل مشترك*
في هذا المنعطف التاريخي، وجّه جلالة الملك نداءً أخويًا لإخواننا في مخيمات تندوف للعودة إلى الوطن، مؤكدًا بأن “لا فرق بين العائدين والمغاربة المقيمين”، في تجسيد عميق لمبدأ “لا غالب ولا مغلوب”. كما مدّ جلالته يده للرئيس الجزائري، داعيًا إلى حوار صريح لإحياء الاتحاد المغاربي، الذي لن تقوم له قائمة بدون انخراط البلدين الشقيقين مع باقي الدول.
*تركيز على التنمية والوحدة*
انتقل جلالته إلى الشؤون الداخلية، مذكرًا بمشاريع التنمية الشاملة في الأقاليم الجنوبية، ومشيدًا بتشبث سكانها بالوحدة الترابية. كما قدّم الشكر لمختلف مؤسسات الوطن من برلمان وأحزاب، وخص بالذكر القوات المسلحة الملكية التي قدّمت تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن وحدة الوطن على مدى خمسين عامًا.
بختام الخطاب، ترحم جلالة الملك على أرواح الشهداء، وفي مقدمتهم والده المنعم الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه. ليُرسي بهذا الخطاب أساسًا متينًا لمرحلة جديدة، يُبنى فيها المستقبل على أسس الوحدة والتضامن والتنمية.


















