النهار24 .
هددت «بوليساريو» بضرب الطائرات المدنية المحلقة في أجواء الصحراء، إذ لم تتردد المنظمة الانفصالية «كاراسو»، التي تنشط في فرنسا، في مراسلة إدارة شركة الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس» بتعريض مسافريها للخطر عند الاقتراب من مطار الداخلة، وذلك أياما قليلة على إعلان الشركة عن رحلات جوية من مطار باريس أورلي، إلى المدينة المذكورة.
وزعمت الرسالة التهديدية الموجهة إلى أليكساندر دوجونياك، مدير «إير فرانس»، أن الخط الجديد يتناقض مع قرار المحكمة الأوربية والقاضي بـ «منع أي استثمار في الصحراء»، معتبرة أن من حق «بوليساريو» اتخاذ كل التدابير لمنع فتح خطوط الملاحة الدولية في الصحراء، الذي تعتبره انتهاكا للقانون الدولي، بذريعة أن المنطقة مازالت لم تسو وضعيتها القانونية.
وتعتبر الجبهة أن من حقها الرد على ما اعتبرته استفزازات مغربية تجلت في حركات عسكرية غير عادية في مناطق صحراوية وتعزيز قدرات القوات المسلحة الملكية وتجديد عتادها، مشددة على أن خيار الحرب أصبح يطرح بشكل غير مسبوق.
وسجلت منظمة «كاراسو» الانفصالية التي تنشط في فرنسا، أن المستجدات الدولية أصبحت تطرح السؤال عن «مصداقية» الأمم المتحدة ليس فقط في حماية القانون الدولي، بل وأيضا في جدوى وجودها في ظل عالم تسيطر عليه مصالح دولية وتتحكم في صياغة أجندة «انتقائية» في توظيف المشروعية وفق «ازدواجية معايير»، سواء في تطبيق احترام حقوق الإنسان والمشروعية الدولية.
وكشفت وثائق سرية تتداولها أوساط انفصالية في أوربا، أن بوليساريو شرعت في تنزيل مقترح جزائري يهدف إلى تسجيل اختراق لوضعية الجمود في ملف الصحراء بتغيير معطيات الأمر الواقع القائم منذ 1991. وتتضمن الوثائق المذكورة عدة نقاط تتعلق بالوضع في الأقاليم الجنوبية للمغرب وبمخيمات المحتجزين في تندوف، وما يسمى «الأراضي المحررة»، أي المناطق العازلة المقابلة للجدار الأمني.
وتدعو أكثر الوثائق الانفصالية خطورة من بين أمور أخرى، إلى إقامة قطب تنموي جنوب الكويرة قبالة مدينة انواذيبو الموريتانية وتجهيز بنيات تحتية قادرة على استقبال ثلاث مدن «صحراوية».
وسارعت بوليساريو في الرد على مخرجات أول لقاء جمعها بهورست كولر المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء بلغة السلاح، إذ دعا إبراهيم غالي زعيم الجبهة بحر الأسبوع الماضي، إلى التجند ورص الصفوف والوحدة والإجماع والتصدي لما أسماها «مؤامرات ودسائس»، مشددا على ضرورة البدء في عملية تطوير «الجيش» تنفيذا لمقررات وأولويات المؤتمر الرابع عشر للجبهة.
ويهدف مخطط جزائري تكلفت موريتانيا بتنفيذه، إلى نقل سكان المخيمات إلى المنطقة الدولية العازلة والمنزوعة السلاح، وذلك لإدامة التوتر على الحدود الجنوبية للمملكة، من خلال خوض حرب استنزافية تقودها الجبهة الانفصالية بالوكالة، وافتعال نزوح جماعي بسبب الحرب، خاصة من قبل الصحراويين من ذوي الأصول المغربية والمنتمين إلى الأقاليم الصحراوية الجنوبية، وترك أصحاب الأصول الجزائرية في تندوف لإعمار المنطقة.