النهار24 : بابا خيا .
ان المتتبع لسبل تخليق الحياة العامة و آليات تدبير الشأن العام المحلي ببوجدور وكذا آفاق نجاعة السياسة العامة سيصطدم بواقع اليم يعكس معاناة ومأساة ساكنة عانت طيلة عقود من زمن الذي فقدت معه الآمال والتطلعات لتجسيد مبادئ المساواة والكرامة وحقوق الإنسان و تكافئ الفرص ومراعاة المصلحة العامة و تفعيل قيم ومرتكزات الديمقراطية ……….
فبعد توريث المناصب السياسية و تأثيث مشهد درامي لطرق صياغة وصناعة القرار الذي لا يتجاوز مسؤولين و شخصيات رثو في الفلكلور البوجدوري المصاب بداء النهب و الاستنزاف المألوف كعادته والمتعارف عليه بأوساط حبيبتنا الممزقة التي تتقطع أحشاء وفلذات كل غيور عليها و على جمالها المسلوب من لدن عصابة لا ترحم و لا ترأف لم تشبع غريزتها الكراسي و المناصب و الميزانيات و الهبات و المشاريع والاستثمارات الورقية….بل على غرار تكالب هكذا وضع يوحي ويعود بنا إلى نظريات طوماس هوبز المتمثل بعضها في كون الإنسان يخضع لمنطق الغاب والغلبة للأقوى ولا مكان للبسطاء الضعفاء………، مما يثير الجدل هو المقارنة بين الموارد و الثروات البحرية والبرية و الأرقام القياسية الخيالية التي تصرف على المدينة مع جسدها المعاق بالبيروقراطية و الريع والفساد المنتشل وتفشي البطالة والإقصاء و المحسوبية وانعدام المرافق العمومية والبنية التحتية ………
مرت سنوات عجاف ولازالت بوجدور تفتقد لأسس وابعاد الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بحيث أزكمت الأنوف الفضائح ودوالب تسيير الشأن المحلي فلا المبادرة ولا الطاقة ولا تدشينات الموسمية صورية ولا الأشخاص الطبيعية و المعنوية من جماعات ترابية ومسؤولين استطاعت أن تقدم نموذج تنموي حقيقي فعال يشفي غليل ويخفف من جراح سقيمتنا الغالية …….
مهزلة تلوة الاخرى لنتفاجى بواقعة اليوم المتمثلة في هدم براريك ساكنة مطنقة اوزيوالت باعتباره المتنفس الوحيد لمواطنين المدينة الساحلية العذراء التي تفتقد لكورنيش يليق بارقامها ……
فالأهالي المستقرون بشاطئ اوزيوالت ذنبهم الوحيد أنهم زدادو وعاشو تحت القصف طيلة سنوات الحرب انذاك و لا يكسبون القوت عن طريق امتصاص الميزانيات بل بعرق الجبين المتمثل في اصطياد الأسماك وبيعها لتوفير طعام أو دواء وتلبيه حاجياتها لا أكثر التي قصرت السلطات في توفيرها……….
هذا المستجد الخطير الذي يدفعنا لطرح لتساؤل :
هل فعلا بعد سرد القليل من حقائق بوجدور الحبيبة استطعنا معرفة من وراء هدم براريك اوزيوالت؟