الأحد 04 أبريل 2024
spot_img
الرئيسيةأخبار جهويةالنهار24 تستضيف النجم السينمائي الصاعد ربيع اكليم في حوار صحفي صريح .

النهار24 تستضيف النجم السينمائي الصاعد ربيع اكليم في حوار صحفي صريح .

النهار24 :  السعدية لهنود

يستضيف موقع النهار24 النجم السينمائي المغربي الصاعد ربيع اكليم الذي يعد من الطاقات الإبداعية الشابة بالمملكة التي رسمت طريقها بعصامية، حيث أثار اهتمام الجمهور المغربي والعربي في أول ظهور له على الشاشة الفضية، و نالت باكورة أعماله الفنية فيلم : اللكمة” ، هده السنة، ثلاث جوائز بمهرجان الفيلم بطنجة ، وفاز بجائزة احسن فيلم عربي وربيع اكليم توج بجائزة احسن ممثل في الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان الاسكندرية السينمائي .

ربيع اكليم كاتب سيناريو فيلم ” اللكمة، ومجسد دور البطولة الرجالية فيه، موهبة فنية بطموح كبير، ورؤية سينمائية حديثة، صقلها بالتكوين والدراسة والممارسة ـ يطل علينا في أول حديث صحفي مطول لنلامس من خلاله كل الجوانب الشخصية والفنية ، فمن هو هذا النجم الصاعد، كيف وصل إلى النجومية من بداية مشواره الفني، طموحه ، رؤيته للصناعة السينمائية بالمغرب، مشاريعه المستقبلية .

ـ عرف الجمهور العربي عموما والمغربي خصوصا الممثل والسيناريست الشاب ربيع اكليم من خلال حصد فيلمه الأول “اللكمة”، هذه السنة وعلى التوالي، لثلاث جوائز دفعة واحدة بمهرجان طنجة الدولي للفيلم، وجائزتين بالمهرجان السينمائي للإسكندرية في نسخته السادسة والثلاثين، نريد أن نتعرف أكثر على النجم السينمائي المغربي الصاعد.
* ربيع اكليم: ربيع أكليم سيناريست وممثل مغربي مزداد سنة 1988 بمدينة الدار البيضاء، أب لطفلين وعاشق للسينما والرياضة والسفر.

ـ كيف جاءت فكرة ولوجك عالم الفن واختيارك للفن السابع بالضبط؟
* ربيع اكليم: القصة بدأت سنة 2009 عندما قررت الاستقالة من عملي في أحد مراكز الاتصال بالدار البيضاء، والسعي وراء شغفي الأول السينما، وبما أن الهواية يجب ان تكون مقرونة بالدراسة وتصقل بالتكوين للالمام بأبجديات العمل السينمائي المراد ممارسته ولضمان نجاح في ذلك، تابعت دراستي لمدة سنة بأحد معاهد الدار البيضاء، تخصص السمعي البصري، لكن لم يحالفني الحظ في الاستمرار، وبإصراري على النهل من معين المعرفة والتزود بحمولة الدراسة والتكوين، توجهت صوب مدينة مراكش وبالضبط إلى المدرسة العليا للفنون البصرية للمشاركة في تجارب الأداء، حيث تم قبولي للمشاركة في دورة تدريبية للتمثيل، لتليها دورات آخري في التمثيل ايضا وكتابة السيناريو، وكانت فرصة للتعرف على طلاب المدرسة وعلى أنواع مختلفة من الأفلام، من أبرزها الأفلام الكورية والإيرانية وغيرها.
تلقيت العديد من العروض للمشاركة في أفلام قصيرة بالمدرسة ولكن كان لزاما علي الرجوع إلى مدينة الدارالبيضاء بسبب ظروف خاصة، وبقيت على اتصال مع الشباب الذين كنت أشاركهم الشغف بالسينما ومن بينهم “أيوب لهنود” صديق فترة المراهقة، و”علاء كعبون” الذي تعرفت عليه لاحقا، وفي سنة 2012 أتيحت لي الفرصة الاشتغال مع هذين الشابين في السلسلة الشهيرة ” ساعة في الجحيم” وبالضبط في حلقة “الطوبيس”، حيث شاركت بكتابة أحداثها، ولعبت فيها أول أدواري التلفزيونية، وكانت هذه هي بداية انطلاق ربيع اكليم.
ـ من هو قدوتك في عالم الفن السابع؟
*ربيع أكليم: على المستوى العالمي “مارلون براند” الذي اعتبره من أهم الشخصيات التي أثرت في، لأنه لم يقم بإحداث ثورة في عالم التمثيل وحسب، بل وكذلك كان يجمع بين القوة والنعومة في آن واحد، وهذا شيء ناذر، أما في العالم العربي فاعتبر النجم الكبير والفنان المقتدر المرحوم الأستاذ “نور الشريف” ملهما ومعلما استفدت منه الكثير.
– الظروف التي أنجز فيها عملك السينمائي الأول، وأهم حادث رسخ في ذهنك خلال تصويره؟.
ربيع اكليم: ظروف الاشتغال في الفيلم كانت جيدة نوعا ما، سعدت بالاشتغال مع كل الممثلين بدون استثناء وخصوصا “طارق البخاري” الذي كان مذهلا، وكذلك كان الاشتغال مع “أمين مونة” ممتعا جدا و فيه مرونة، وهو مخرج منفتح يعطي للممثلين هامشا كبيرا للحرية والإبداع وهذا شيء جميل، وفي نفس الوقت فهو متمكن من أدواته اشتغاله التقنية والفنية.
الحدث الراسخ في ذهني أثناء تصوير الفيلم هو مشهد اختار فيه المخرج أن أحمل على رافعة الكاميرا على ارتفاع ثلاثة طوابق، كانت مجازفة كبيرة في غياب البديل، و كان مشهدا صعبا يتطلب مني الكثير من التركيز، وفي نفس الوقت كنت متخوفا من الوقوع، لكن الحمد لله وفقنا لانجاز المشهد بنجاح. وحدث آخر، في أحد الأيام كان طارق البخاري غير قادر على التواجد بمكان التصوير لظروف صحية، وكنا سنصور مشهدا هاما جدا يجمعني به، حيث يلعب دور مدرب”ربيع” بطل الفيلم، وأخبرني المنتجون انه يجب التصرف بسرعة وتدارك الحالة الطارئة وإعادة كتابة المشهد، وقمت بذلك وحذفت دور طارق البخاري من ذاك المشهد، وجاء أحسن بكثير من المشهد المحذوف، فالغياب الاضطراري لطارق منحني إلهاما وإبداعا في تلك اللحظة.
ـ كيف جاءت فكرة كتابة سيناريو فيلم “اللكمة”، ومن أين استوحيت القصة وأحداث الفيلم؟
*ربيع أكليم: الفكرة جاءت خلال تتبعي للألعاب الاولمبية “دورة لندن 2012″،حيث أتذكر فوز العداء “فيليكس سانشيز” بسباق 800 متر حواجز وبكاءه فوق منصة التتويج، كان المشهد مؤثرا دفعني للتساؤل عن ما هي القصة وراء دموع ذلك العداء في لحظة تتويجه؟ وجزمت أنه ضروري من تواجد قصة وراء تأثره، بدون البحث عن معرفة قصة هذا العداء سرحت بخيالي قليلا وتذكرت بعض الأحداث التي مررت بها للوصول لما أطمح إليه، فكان سيناريو فيلم ” اللكمة”.
هوعبارة عن مزيج ما عشته في الحياة وبين الخيال، واختياري للملاكمة كرياضة وتوظيفها كعنصر من عناصر الفرجة في الفيلم ما هو إلا مجاز للحياة عموما، فالفن النبيل يشبه الحياة بشكل ما، بتجاربها وتحدياتها، الحياة التي تفرض علينا القتال والصراع من أجل الوصول وتحقيق أحلامنا و الخروج من الانفقة الضيقة، رياضة الملاكمة تذكرنا بأنه يجب علينا النهوض مهما كانت اللكمات قوية لإكمال النزال إلى أخره وتجنب رمي المنديل على الحلبة الذي يعني الاستسلام للهزيمة ، بالنسبة لي فيلم “اللكمة” نزالي الأخير ولما الفوز، وهو أول لكماتي السينمائية إن صح التعبير.
ـ  كيف استقبلت إعلان نتائج لجنة التحكيم في مهرجان طنجة الدولي وباكورة أعمالك تتوج بثلاث جوائز دفعة واحدة ؟
* ربيع أكليم: بفرحة كبيرة وغبطة لا توصف، فهذه الجوائز بمثابة اعتراف بالمجهود الذي بدلناه أنا وكل الطاقم الفني والتقني الذين اشتغلوا بجدية لإنجاح هذا العمل، فالفوز بجائزة على العموم هو اعتراف يعطي للفنان شحنة إضافية وحافزا قويا للاستمرار، ويؤكد بشكل كبير على أن الفنان يسير في المسار الصحيح، وان عمله لامس مشاعر الجمهور واستحق التنويه والتقدير من الذين شاهدوه، و بالأخص من العارفين و الملمين بمجال الفن السابع، لكن الجائزة الأهم بالنسبة لي هي حب وتفاعل والتصفيقات الحارة لجمهور طنجة الذواق للفن الرفيع والتي كان لها طعما خاصا.
ـ ماذا يعني لك هذا التتويج وأنت في بداية مشوارك الفني؟
* ربيع أكليم: التتويج يعني لي الكثير وهو حافز للاستمرار والعطاء وإكسير يشحذ العزيمة، فضلا عن كونه مسؤولية كبيرة تتطلب العمل بجد اكبر لإتباث الذات وفرض الوجود للتأكيد عن الأحقية في هذا التشريف.
ـ  كيف ترى حاضر السينما المغربية في ظل تراجع عدد قاعات العروض وقلة الإقبال الجماهيري؟
* ربيع أكليم: لا أحب التشاؤم، بل أفضل أن أكون دوما متفائلا وايجابيا حتى في حياتي الخاصة، انا شخص أوثر إشعال شمعة عوض لعن الظلام، في نظري المتواضع مسألة العزوف الجماهيري عن الحج للقاعات السينمائية سبب رئيسي في إغلاقها، ومرد هذا إلى غياب توجه حقيقي لدى العاملين في القطاع السينمائي يضع إرضاء المشاهد كأولوية، ويحترم ذكاءه، فالمشاهد المغربي يفهم ويتفاعل ويتأثر بالأفلام الأمريكية و الهندية وغيرها، فأحيانا عندما اسمع بعض المنتجين المغاربة يقولون ” المغاربة ما غاديش يفهمو هادشي ” امر يزعجني شخصيا، ثم لا ننسى أن العقليات تغيرت، ومن لا يواكب التغيير ولا يساير الركب يبقى متجمدا في مكانه، والنموذج من مال شركات عالمية ك”نوكيا” و “ياهو” اللتين انهارتا وبيعتا بأقل من قيمتهما الحقيقية، لسبب بسيط انهم لم يؤمنوا بالتغيير ولم يتبنوا منطق المرونة في الانتقال من عهد سابق إلى آخر جديد.
ـ  أي أفق للسينما المغربية في ظل ظهور جيل جديد من السينمائيين الشباب؟
* ربيع أكليم: الإيجابية مهمة جدا لانجاز أي عمل، أرى أن مجموعة من الشباب لديهم الطاقة والشغف اللازمين لتغيير واقع السينما المغربية والخروج بها من نفق النمطية والابتذال إلى فضاء الإبداع والتألق، حيث يلوح قبس النور في نهاية النفق ، طبعي المتفائل يمنحني إحساس بان الأشياء ستتغير بالعمل الجاد والاجتهاد، فالتمني وحده لا يكفي.
ـ ماذا ينقص السينمائيين المغاربة بكل تخصصاتهم للرقي بالفيلم المغربي وجعله قادرا على المنافسة الدولية؟
* ربيع أكليم: أساس نجاح أي عمل سينمائي يبدأ بسيناريو جيد وحبكة مطرزة ورؤية فنية مبنية على دراسات جادة، عوض الأفكار غير الناضجة و المستهلكة، لا نطمح إلى انجاز فيلم لمجرد إنتاجه فقط، نطمح لعمل ذو أبعاد إنسانية، فالأفلام تخاطب المشاعر الإنسانية التي نتقاسمها جميعا، والقصة منذ فجر التاريخ ضرورية لتمرير العديد من الأفكار والقيم، فلا يجب أن نغفل دور القصة، وهذه الأخيرة تحفزنا لتنفيذ فيلم ناجح، فكل ما ينبع من القلب يلج مباشرة إلى قلوب الناس، يجب أن يعطى للسيناريو قيمة أكبر ولكتابه أهمية كبرى لأنهم هم من يملك الشفرة السحرية لفك معضلة السينما المغربية، نحتاج أيضا الى الجدية ” المعقول” في التعامل مع الفن، والتي تأتي بنتائج مبهرة، يجب أن ننتقل من مرحلة الهواية إلى الاحتراف والمهنية المدعمة بزاد العلم ومؤونة التكوين والبحث، وكذلك الإيمان بما ننجز لأن ذلك من مقومات وشروط النجاح. وهذاه هي اهم رسالة يحاول فيلم “اللكمة” تمريرها، الايمان بأنفسنا وبقدراتنا مفتاح الاستمرارية والوصول إلى المبتغى ، لكن الإيمان يجب ان يبنى على المعرفه فهو بحث، إلمام واجتهاد..
ـ  ماهي المشاريع الفنية المستقبلية للنجم السينمائي الصاعد ربيع اكليم بعد تحقيق هذه النجاحات في بداية مشوارك؟
*ربيع أكليم : انهيت منذ أشهر كتابة فيلمي الثاني الطويل، وانأ حاليا منكب على كتابة فيلم طويل ثالث، وسيكون بمعايير عالمية، وهناك أعمال آخري لا أستطيع الإفصاح عنها حاليا، وسأوافيكم حصريا بكل المستجدات.
ـ  لمن تهدي نجاح خطواتك الأولى في عالم السينما وتتويج باكورة أعمالك في مهرجان من حجم مهرجان طنجة الدول والإسكندرية السينمائي؟
* ربيع أكليم: اهدي نجاحي لأمي الغالية “الله يطول فعمرها” التي كانت سندي منذ البداية وعلمتني الكثير من الأشياء، وسهرت على تربيتي انا وإخوتي رغم قساوة العيش، وأهديه كذلك لروح والدي المتوفي ” رحمة الله عليه” والذي كان أول من أدخلني قاعة السينما، وكان سيكون فخورا وسعيدا بهذا التتويج لأنه كان مولعا بالفن، وهو أيضا فنان شارك في عدة أعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية، ثم إلى روح المنتج يونس أيت الله الذي سهر على انجاز هذا الفيلم رفقة أخيه نور الحق، لكن للأسف لم يكتب له عيش هذه الفرحة معنا بعد ان خطفته منا المنية رحمه الله ،كما اهديه إلى جميع من ساهم في إنجاح هذا العمل من ممثلين والمخرج والتقنين وكل عشاق الشاشة الفضية.
ـ شعورك بالتتويج في مهرجان الاسكندرية بلقب احسن ممثل عربي ؟ وتتويج فيلم اللكمة بجائزة احسن اخراج؟
* ربيع أكليم: جد سعيد بتتويجي خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي لأنه تثمين لما يقارب عشر سنوات من التعلم والتحصيل و البحث والكفاح للوصول إلى هذا المستوى، واحساس جد رائع لان الاعتراف جاء من قلب الاسكندرية، فهو يحمل لي شخصيا الكثير من الدلالات، والأهم انني جد فخورلأن فيلم”اللكمة ” نافس أفلاما من سينما دولية رائدة ليس فقط على المستوى الوطني بمهرجان طنجة بل أيضا على مستوى دول البحر الأبيض المتوسط ، وهذا شرف لي واعتزاز كبير، لكنه في نفس الآن يثقل كاهلي بالمزيد من المسؤوليات كي أستمر في العطاء، وأمل أن أكون عند حسن ظن الجمهور الذي يتابعني ويؤمن بقدراتي.
للاسف في المغرب لم تكن المسيرة هينة ولا سهلة الطريق لم تكن معبدة ولا مفروشة بالورود، فقد اعتمدت بشكل كبير على قدراتي ومعارفي وعملي الجاد، لم ألج الفن عن طريق الوساطة بل بعصامية ومثابرة وكفاح، بصبر وطول أناة صنعت نفسي وهذا اكبر تحد، كانت المسألة شاقة حيث في بلادنا يصعب الوصول بمفردك لكني أتبث أن ذلك ممكن، وأنا فخور لأني وصلت عن جدارة واستحقاق مادامت باكورة أعمالي قارعت أفلاما آخري لدول لها باع طويل في السينما، والاعتراف جاء من الاسكندرية بكل ما تعنيه دولة مصر الشقيقة من ريادة في مجال الفن السابع. واشكر القائمين على المهرجان ولجنة التحكيم الذين اعطوا من وقتهم وتابعوا الفيلم ونال رضاهم،شكرا الإسكندرية… شكرا مصر..على هذا الاعتراف.
كما أشكر المخرج الشاب أمين مونة على الثقة التي وضعها في شخصي المتواضع، في أول فيلم من إخراجه وقام باختياري للعب دور بطولته، والشطر موصول أيضا لنور الحق على ثقته في السيناريو ومجازفته لصنع فيلم عن الملاكمة، لان التجربة صعبة في المغرب، حيث يستعصي القبول بأفكار حديثة ورؤيا فنية جديدة، مع ندرة الإيمان بقدرات الشباب على الخلق والابداع.
ـ كلمة لجمهور وعشاق الشاشة الفضية وقراء موقع سكوبريس الالكتروني.
* ربيع أكليم: أتمنى ان يكون فيلم “اللكمة” عند حسن ظن الجمهور وينال إعجابه، وأبعث رسالة حب صادقة لكافة عشاق الشاشة الفضية، وأعدهم بأعمال جديدة ترقى لمستوى تطلعاتهم وتحترم ذكاءهم..

شكرا ربيع أكليم على عفويتك وإجاباتك الصادقة، طاقم موقع سكوبريس يتمنى لك مسيرة فنية زاخرة بالنجاحات.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات