النهار24 .
إن الذين يعرفون جيدا من هي جبهة البوليساريو، ومن هم أزلامها. عرفوا قبحهم ونذالتهم وخستهم، ووضاعة أخلاقهم، منذ أزمنتهم الأولى على الأرض الجزائرية.
ومثلهم في ذلك، تعرف مينتو بدورها أن جبيهة البوليساريو مجردة من أي أخلاق، ولا تمتلك مشروعية، وأن ليالي تندوف أخفت حكايات كثيرة من ألم الرجال والنساء والفتيات اللائي انتهكت أعراضهن، وشيوخ الصحراء الذين نُتف شعر لِحيهم بحفر الرشيد، وأطفال أجهضن من بطون أمهات ثكلتهم القيادة، ووأدت فيهم أنفة “البيظانية” الأبية.
لذلك فبالنسبة لهم منت حيدار لا تستحق أدنى احترام منهم ومن أي صحراوي، لأنها ببساطة تُلمع وجه المجرم، وتريد للضحية أن يسكن صمته الأبدي.
لكن الجرم أكبر من ذلك كله، فأمينتو تخدم الإستخبارات الجزائرية، قبل أن تكترث لخدمة جبيهة البوليساريو ، لأنها تدرك في قرارة نفسها أن غالي ولبطيل والبشير وآخرون، لا يريدون لها أن تتقوى، لتسرق عنهم الأضواء، وقد تسرق منهم أشياء أخرى في غفلة منهم.
تتقوى منت حيدار بالإستخبارات الجزائرية، لأن هاته الأخيرة هي التي اشترت لها كذبة “جائزة” من بعض اليساريين السويديين الذين يعرضون سلعتهم في سوق دول اليسار المتآكل. والإستخبارات الجزائرية هي التي تؤمن لها أسفارها، دون أن تمر على الرابوني، وهي التي تسهر على تقديمها في دوائر أحزاب الخُضْر والمتياسرين الحالمين، ولا بأس في دعم مدفوع الثمن من هذا البرلماني أو ذاك.
ويبقى جمهور الأزلام منبهرا “مسكين” بابتسامة المرأة “المجرمة”، فهي مجرمة لأنها تغدي وتغطي الإجرام الذي ترتكبه جبيهة البوليساريو ، وهي مجرمة لأنها تأتمر بأمر استخبارات أقل ما يقال عنها أنها جعلت الصحراويين ضحايا الأمس وضحايا اليوم لنزواتها السياسية.
وفي البيظان تشبيه دارج عنوانه “رظاعة ولد الفكرونة”، حيث يزعمون أن السلحفاة إذا أرادت أن ترضع صغيرها تنظر إليه فيرتوي، ويضرب لحصول النفع عن بعد، أو دون بذل أي جهد ، وهذه هي علاقة أمينتو بالإستخبارات الجزائرية، التي هي السلحفاة عندنا، وترضع صغيرتها عن بعد.
أما مسرحية أمينتو كمرشحة لجائزة نوبل، فسيصدقها من لا يزال ينظر لغالي كملاك، أو للبطيل كحمل وديع. فالرجلين لا يختلفان عن “الفكرونة ومنتها”.
أسمعوا يا جيل الأقصاف، ستكتشفون يوما ما أن الحافظ كان يقول لكم الحقيقة، لكنكم ستكتشفون كلامهم متأخرا، والنتيجة ماثلة بين عينيهم : سينتهي الأمر بأمينتو سائحة متجولة بين عواصم أوروبا بعد أن تطوى صفحة النزاع قريبا، وسينتهي بكم لاجئين في أماكن أخرى غير الجزائر، التي ستطوي هي الأخرى صفحة العسكر .