النهار24 .
ذكرنا تصريح لعمامرة الأخير وهو يطالب بلدنا بالإنسحاب من الگرگرات باعتبارها منطقة منزوعة السلاح ، بحكاية ذلك الرجل الذي اشترى كيلوغرامين من فاكهة الخوخ، و لما وصل إلى بيته، قضم الأولى فوجدها فاسدة و بداخلها دودة، و قضم الثانية فوجد أن حالها أسوء من الأولى و الثالثة كذلك…، فوجد الحل في إطفاء الأَضواء و الاستعانة بالظلام لأكل ما تبقى في الصحن من فاكهة دون أن تقع عينه على الديدان..
الرجل – لعمامرة طبعاً – لم يعد يستطيع أن يفتح عينيه أمام انتصارات المغرب.. كهزائم مُرّة الإبتلاع منذ إعادة تدويره بعد عملية إماطة الأذى في طريق التجارة الدولية بمعبر الگرگرات صبيحة 13 نونبر 2020 بعملية جراحية صغيرة ودقيقة وسريعة جدا، لإبعاء المؤمنين بخيوط سراب من وهم، لايزال يعمر في قلوب ضعيفة، لقرابة نصف قرن..
العملية التي أحدثت تحولا استراتيجيا، يمكن وسمه بمرحلة “ما بعد الكركرات ”
نفس العملية أيضاً أحدثت تحوّلاً في نفسية النظام العسكرى الجزائري الذي جاء على لسان رئيسها بأن ( ملف الصحراء قد دفن).. وهي الجملة الصحيحة في كل ماقاله هذا الرئيس إلى الآن..
ورغم صدقيتها.. فهي عربون فشل مشروعهم الوهمي بشكل مطلق ونهائي بدليل ما جاء في التقرير الأممي للأمين العام للأمم المتحدة
بدءا من المتابعة الأممية لأطوار الانتخابات التي جرت أحداثها في مدن الصحراء المغربية لغربية، و التأكيد على أنه تقرير مصير و اختيار للساكنة بأقاليمنا الصحراوية بشكل نهائي للديمقراطية المغربية و الاستمرار في تتمينها وتعزيز ريادتها…
وآخرها ماجاء في مداخلة اليوم للسيدة هوف، التي تمثل منظمة (Security and Instructional Services)، في مداخلتها أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى القيام بعمل «حاسم وسريع» لاعتماد مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب من أجل تمكين السكان المحتجزين في مخيمات تندوف من العودة إلى الوطن الأم. وأعربت المتحدثة عن أسفها بسبب «الوضع المأساوي» الذي يعاني منه السكان المحتجزون في مخيمات تندوف منذ أكثر من 45 عاما، مشيرة إلى أن هؤلاء الأشخاص «يتم استغلالهم ومعاملتهم بشكل سيء لتحقيق مكاسب سياسية وإجرامية».
كما حذرت هوف من التنظيمات العسكرية التي أقامت قواعد للتدريب في مخيمات تندوف، الواقعة بالقرب من منطقة الساحل والصحراء، مضيفة أن هذه التنظيمات تتربص بشباب هذه المخيمات بهدف تجنيدهم لأهداف ذات صلة بالإرهاب والاتجار بالمخدرات والبشر
هي تفاصيل أولية لمرحلة ما بعد الگرگرات كآخر سطر من تاريخ هذه المعركة الوطنية..
وهو السطر الذى لا يريد أن يراه لعمامرة سوبرمان العصابة الجزائرية… وبصيغة المنهزم يطالبنا بالإنسحاب شبيه من يطالب صعود الشتاء إلى السماء.. وخاصّة والمغرب اليوم كما في خطاب جلالته إلى نواب الأمّة في وضعية جد مريح اقتصاديا وبمؤشر دال وبليغ ذات الصلة بالاحتياط الوطني من العملة الصعبة يغطي أكثر من سبعة أشهر من الواردات..
فهل يقبل أن يطلب بلد على حافة الإنهيار الانسحاب
من بلد خرج منتصراً في الأزمة الوبائية العالمية.. وما الگرگرات إلاّ جزء منها