مواجهات عنيفة بين الجيش الجزائري وعناصر البوليساريو في تندوف

الإدارة5 فبراير 2025
مواجهات عنيفة بين الجيش الجزائري وعناصر البوليساريو في تندوف

النهار24. 

اندلعت مواجهات عنيفة بين وحدات من الجيش الجزائري وعناصر تابعة لجبهة البوليساريو على مشارف مخيمات تندوف، في مشهد غير مسبوق يعكس حالة التوتر المتصاعد داخل المعسكر الذي طالما كان ينظر إليه كامتداد للسياسة الجزائرية الشاذة في المنطقة، حيث تأتي الأحداث الدامية، التي أكدتها مصادر حقوقية وإعلامية، لتؤكد ما حذر منه عدد من الخبراء لسنوات، وهو أن البوليساريو لم تعد ورقة رابحة في يد النظام الجزائري، بل تحولت إلى عبء ثقيل يهدد استقرار الجزائر نفسها.

ووصف زين العابدين الوالي، رئيس المنتدى الأفريقي للبحوث والدراسات في مجال حقوق الإنسان، المواجهات بأنها نتيجة طبيعية لسياسة تغذية الفوضى، مؤكدا أن “من يرعى الفوضى يحصد التمرد”، كما أضاف أن الجزائر التي كانت ترى في البوليساريو أداة للضغط الإقليمي، وجدت نفسها اليوم أمام كيان منفلت، أشبه بدولة داخل الدولة، يهدد سيادتها ويخلق بؤرة توتر دائمة في الجنوب.

وفي السياق نفسه، قال الإعلامي الجزائري وليد كبير، رئيس الجمعية المغاربية للسلام والتعاون والتنمية، إن الاشتباكات الأخيرة كانت متوقعة منذ سنوات، مضيفا: “لطالما حذرنا من أن البوليساريو ليست سوى قنبلة موقوتة داخل التراب الجزائري، واليوم نرى الانفجار أمام أعيننا”، حيث أكد أن الدولة الجزائرية باتت تعاني من ثقل هذا الكيان الذي يعيش على أراضيها، ويدخل معها في صدامات مباشرة، وهو ما يطرح أسئلة خطيرة حول مستقبل العلاقة بين الطرفين.

وتشير التقارير الواردة من تندوف إلى أن المواجهات بدأت على خلفية خلافات حول توزيع المساعدات والامتيازات داخل المخيمات، لكن سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مسلحة استدعت تدخل الجيش الجزائري، في تطورات تبرز هشاشة الوضع الأمني في المنطقة، وتكشف حجم التوتر القائم بين الجيش وعناصر الجبهة، التي يبدو أنها لم تعد تلتزم بالخطوط الحمراء التي رسمتها الجزائر سابقا.

ويؤكد المتابعون للشأن الجزائري أن هذه المواجهات ليست سوى البداية، فحالة الغليان داخل مخيمات تندوف، مقرونة بحالة السخط الشعبي الجزائري تجاه دعم البوليساريو، وتنذر بانفجار وشيك قد تكون له تداعيات خطيرة على استقرار الجزائر نفسها، ما يضعها في مواجهة مأزق حقيقي يحتم عليها إما الاستمرار في احتضان كيان بدأ يتمرد على سلطتها، وإما البحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه دون الدخول في مواجهة شاملة قد تكون عواقبها أكبر مما يتحمله النظام العسكري القائم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة