تلقى‭ ‬الباشوات‭ ‬ورؤساء‭ ‬الدوائر‭ ‬والقياد‭ ‬مراسلات‭ ‬من‭ ‬الداخلية‭ ‬تدعوهم‭ ‬إلى‭ ‬الصرامة‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬إعداد‭ ‬الإصدار‭ ‬السنوي‭ ‬للأوامر‭ ‬بالمداخيل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الرسوم‭ ‬المستحقة‭ ‬لفائدة‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬تنزيلا‭ ‬لمقتضيات‭ ‬دورية‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬رقم‭ ‬2755‭.‬DFCT.2024،‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإعداد‭ ‬وتنفيذ‭ ‬ميزانيات‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬لـ‭ ‬2025‭.‬

وطالبت‭ ‬المراسلات‭ ‬المذكورة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬السلطة‭ ‬دعوة‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬التابعة‭ ‬لنفوذهم‭ ‬الترابي‭ ‬لإرسال‭ ‬أوامر‭ ‬المداخيل‭‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الموالية‭ ‬لتاريخ‭ ‬استحقاق‭ ‬الرسوم‭ ‬موضوع‭ ‬تلك‭ ‬الأوامر‭ ‬إلى‭ ‬المحاسب‭ ‬المكلف‭ ‬بالتحصيل،‭ ‬خاصة‭ ‬الرسوم‭ ‬الجبائية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالضريبة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الحضرية‭ ‬غير‭ ‬المبنية،‭ ‬والرسم‭ ‬على‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬المشروبات‭ ‬والرسم‭ ‬على‭ ‬الإقامة‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬السياحية،‭ ‬وكل‭ ‬أشكال‭ ‬الإيواء‭ ‬السياحي‭ ‬الأخرى‭ ‬لتفادي‭ ‬سقوط‭ ‬حق‭ ‬الجماعات‭ ‬في‭ ‬استخلاص‭ ‬رسوم‭ ‬مستحقة‭ ‬بسبب‭ ‬حلول‭ ‬آجال‭ ‬التقادم‭ ‬وبالتالي‭ ‬حرمانها‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬مهمة‭. ‬

وأخبرت‭ ‬المراسلات ،‭ ‬رجال‭ ‬السلطة‭ ‬بأن‭ ‬المصالح‭ ‬الولائية‭ ‬تتوصل‭ ‬بطلبات‭ ‬الإبراء‭ ‬أو‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الزيادات‭ ‬والغرامات‭ ‬والذعائر‭ ‬وباقي‭ ‬الجزاءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالرسوم‭ ‬المحلية‭ ‬المستحقة‭ ‬لفائدة‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مستخرج‭ ‬الجداول‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬القباضات‭ ‬المعنية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تشمل‭ ‬كل‭ ‬سنوات‭ ‬الاستحقاق،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬مسؤولي‭ ‬الوعاء‭ ‬الجبائي‭ ‬لا‭ ‬يقومون‭ ‬بالإصدار‭ ‬السنوي‭ ‬للأوامر‭ ‬بالمداخيل‭ ‬وإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬المحاسبين‭ ‬المكلفين‭ ‬بالتحصيل‭ ‬قصد‭ ‬تحصيلها‭.‬

وأعدت‭ ‬الداخلية‭ ‬قانونا‭ ‬تحت‭ ‬رقم‭ ‬14‭.‬25‭ ‬بتغيير‭ ‬وتتميم‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬47‭.‬06‭ ‬المتعلق‭ ‬بجبايات‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬الجهة‭ ‬القابضة،‭ ‬يمنح‭ ‬صلاحيات‭ ‬التحصيل‭ ‬للمديرية‭ ‬العامة‭ ‬للضرائب‭.‬

ويهدف‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬تحصيل‭ ‬الرسوم‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بتدبيرها‭ ‬المصالح‭ ‬التابعة‭ ‬للجماعات‭ ‬الترابية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحداث‭ ‬قباض‭ ‬جماعيين‭ ‬لمباشرة‭ ‬إجراءات‭ ‬تحصيل‭ ‬تلك‭ ‬الرسوم،‭ ‬مع‭ ‬سن‭ ‬أحكام‭ ‬خاصة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬المصالح‭ ‬التابعة‭ ‬لمديرية‭ ‬الضرائب‭ ‬من‭ ‬ملفات‭ ‬الملزمين‭ ‬بالرسوم‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة،‭ ‬بهدف‭ ‬التصفية‭ ‬والإصدار‭ ‬والتحصيل‭.‬

ورصدت‭ ‬تقارير‭ ‬لمصالح‭ ‬الإدارة‭ ‬الترابية‭ ‬تلاعبات‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬تقدير‭ ‬الرسوم‭ ‬الجبائية‭ ‬وطرق‭ ‬استخلاصها،‭ ‬إذ‭ ‬لوحظ‭ ‬استعمال‭ ‬وصولات‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إدراجها‭ ‬في‭ ‬السجلات،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الرقمنة‭ ‬الإدارية،‭ ‬كما‭ ‬استفاد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأعيان‭ ‬والنافذين‭ ‬والمنتخبين‭ ‬من‭ ‬إعفاءات‭ ‬ضريبية‭ ‬مشبوهة،‭ ‬بخصوص‭ ‬الأراضي‭ ‬العارية،‭ ‬أو‭ ‬تم‭ ‬تقديرها‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬ثمنها‭.‬

وبدورها‭ ‬ورطت‭ ‬تقارير‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬رؤساء‭ ‬في‭ ‬مستنقع‭ ‬تلاعبات‭ ‬في‭ ‬استخلاص‭ ‬جبايات‭ ‬محلية،‭ ‬وتبت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬شكايات‭ ‬تفضح‭‬ جرائم‭ ‬غدر‭ ‬ضريبي‭‬وتلاعبات‭ ‬في‭ ‬مداخيل‭ ‬الجماعات،‭ ‬وأحيلت‭ ‬عدة‭ ‬ملفات‭ ‬على‭ ‬قضاة‭ ‬التحقيق‭ ‬المكلفين‭ ‬بجرائم‭ ‬الأموال،‭ ‬انصبت‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬إعفاءات‭ ‬مشبوهة،‭ ‬منحت‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأراضي‭ ‬غير‭ ‬المبنية‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬مقاولون‭ ‬وليسوا‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الإدلاء‭ ‬بصفة‭ ‬فلاح،‭ ‬وكذا‭ ‬تضريب‭ ‬أراض‭ ‬معفية‭ ‬بحكم‭ ‬القانون،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬أصلا‭ ‬مناطق‭ ‬خضراء‭.