النهار24 .
تعيش ساكنة مجموعة من الأحياء الشعبية بمدينة سطات في الآونة الأخيرة حالة من الدعر و الخوف بسبب انتشار ظواهر إجرامية خطيرة تزداد حدتها ليلا ، في مقابل تحركات أمنية باهتة أثارت الكثير من الجدل و طرحت بخصوصها الساكنة علامات استفهام كبرى.
و تعتبر أحياء كل من ميمونة و سيدي عبد الكريم و البطوار أهم الأحياء المعنية بهذه الظواهر الإجرامية و المتمثلة أساسا في تجارة المخدرات و ترويج الأقراص المهلوسة ، علما أن فئة القاصرين تشكل النسبة الأكبر في الإدمان و الاستعمال ، بحيث يلجؤون إلى ارتكاب الجرائم و الجنح كلما تعذر عليه توفير أثمنة هذه الممنوعات ، إما عن طريق سرقة النشل أو السرقة تحث التهديد بالسلاح الأبيض أو اعتماد العنف و التعنيف و التهديد ضد الأصول.
و ينضاف إلى ذلك السكر العلني و العربدة بالأزقة و الشوارع و حمل الأسلحة البيضاء و إشهارها من أجل تخويف الآخرين تحث أسماء مستعارة و ألقاب يتعنى بها أصحابها و يسعون من خلالها إلى كسب شهرة الجرأة في الاعتداءات خاصة إذا اقترن الأمر بالسوابق العدلية.
علاوة على ذلك ، طفت على السطح مؤخرا ظاهرة امتطاء الدراجات النارية الصينية الصنع و تنظيم راليات السرعة بالأحياء من قبل ركابها الذين يتجاوزون الإثنين في كل دراجة أحيانا ، غير مبالين بالمخاطر التي تهدد حياة الساكنة و خاصة الأطفال ، علما أن أغلب هذه الدراجات لا تتوفر على الوثائق القانونية و جزء كبير منها مصدره السرقة أيضا.
إشهار السلاح الأبيض بات في بعض الأحياء موضة لقاصرين و شبان تعددت أسباب اقتحامهم لهذه المجالات المشينة ظنا منهم أنهم يصنعون من أنفسهم أبطالا، و لم يعد الأمر مقتصرا على الذكور فقط ، باعتبار أن الإناث المدمنات دخلن على خط هذه المغامرة تعبيرا منهن على قدرة الفتاة الطائشة مضاهاة الذكر في إنتاج المشاهد الإجرامية و استعمال الممنوعات خاصة بعد انهيار الركائز الأسرية.
تفاقم هذه الأفعال و الممارسات الخارجة عن القانون ، يعزى بحسب العديد من ساكنة عاصمة الشاوية إلى برودة التحركات الأمنية و قلة الدوريات بالأحياء المعنية و بطء التفاعل مع برقيات و اتصالات المواطنين و محدودية قدرة الوحدات الأمنية المتخصصة في السيطرة على الأوضاع و الوصول إلى منابع و مصادر هذه المسمومات و تطويق مروجيها الصغار و الكبار ، دون أن ننسى غياب دور بعض الدوائر الأمنية كما هو الحال بالنسبة للدائرة الأمنية الثانية بسطات المتواجدة بحي ميمونة و التي تروج أخبار تفيد بأن المخدرات و الأقراص المهلوسة تباع على مقربة منها.
في سياق متصل من المنتظر أن تصل في الأيام القليلة المقبلة رسالة إلى مكتب المدير العام للأمن الوطني ، عبد اللطيف الحموشي ، مرفوقة بعريضة موقعة من قبل فعاليات المجتمع المدني بهدف التنديد بهذه الظواهر الخبيثة و إحاطته علما بتردي الأوضاع الأمنية بمدينة سطات ، و هي التي كانت تنعم باستتباب الأمن و صنفت بالمدينة الآمنة من قبل العديد من المتتبعين و المختصين في عهد والي الأمن السابق و رئيس الأمن الإقليمي المحال على التقاعد مؤخرا.