النهار24 .
حينما تم تعيين فريد شوراق و اليا على جهة مراكش آسفي عاملا على عمالة مراكش استبشر السكان خيرا ، نظرا للجمود و الحلقة المفرغة التي بدأت تدور فيها المنطقة . لنتذكر كيف دخلت مراكش قاعة الانتظار في عهد الوالي السابق ، الذي اعتكف في مكتبه، المنصب يفوق قدرات الرجل ، مما جعله يقتنع بأن وضعيته بمراكش وضعية مؤقتة ، وكون قناعة لدى المواطنين بأنه ينتظر الاعفاء.
في ظل هذه الاوضاع ، كان واضحا ان تعيين و اليا من العيار الثقيل يدخل في صميم التوجه الملكي، المتمثل في تدعيم سياسة اللاتمركز بشكل يجعل الاطر العليا للدولة في خدمة الجهة و الجهوية و التنمية الجهوية، لقد أبان هذا التوجه الملكي عن رغبته في استفادة جهة عزيزة جدا على جلالته هي جهة مراكش آسفي من قدرات وامكانيات اطار كفء ونزيه قادر ليس فقط عن استيعاب الاستراتيجية التنموية الجديدة ،و لكن ايضا متميز بالقدرة على تحويلها الى واقع ملموس ، تستفيد منه مختلف شرائح المجتمع ، ويدفع الجهة نحو التنمية الشاملة ، التنمية البشرية .
إن الوالي فريد شوراق من رجال الادارة القادرين على تحمل نتائج المهام التي تم تكليفه بها. ورغم المدة القصيرة التي قضاها على رأس ولاية جهة مراكش آسفي ، فقد لمسنا في الرجل تفانيه في العمل بهده الجهة و بكل اخلاص و بانتظار الرضا المولوي عن اداء الواجب بمسؤولية تفرضها روح الوطنية وصدق المواطنة .
لما عين فريد شوراق واليا على جهة مراكش آسفي ، كان واعيا كل الوعي ان المسؤولية تقيلة ، المهام جسيمة و الآنتظارات كبيرة… كان عليه ملء الفراغ ، وأن يعيد الإعتبار إلى مؤسسة الوالي ، وان يخرج اطر و موظفي الولاية من العطالة … و كان عليه ان يصحح المسار، انجاز المشاريع و الاوراش التي توقفت و تقويم اختلالات المشاريع التي انجزت و تصحيح ما تراكم من اخطاء و فوضى و عشوائية … و هذا كله في مواجهة اكراهات المرحلة ، و هي اكراهات مالية أساسا ، لأن الاعتمادات الضخمة التي رصدت لتأهيل مراكش حضريا قد استنزفت قبل بلوغ الهدف، إذن ففريد شوراق لم يتحمل المسؤولية أيام الرخاء . و هنا تبرز مؤهلات الرجل ، ويبرز الابداع .
مباشرة بعد تعيينه و اليا على جهة مراكش آسفي عاملا على عمالة مراكش ، إطمئنت ساكنة مراكش على المدينة و على مستقبلها ، و قد اظهرت تحركات الوالي شوراق احد بوادر نجح الرجل في مهامه ، وهو مايؤكد ان التعيين الملكي لفريد شوراق تأسس على كفاءات الرجل .. ثقافة ادارية و قانونية، معرفة اكاديمية و تجربة غنية ، رجل الميدان و بامتياز.. ينصت جيدا لتوجيهات صاحب الجلالة و يعمل على تنفيذها و تجسيدها في الواقع .
