الـ 23 من شهر يوليوز من سنة 1999، يوم ليس كباقي الأيام بالنسبة للمغاربة، يومها غير التلفزيون المغربي الرسمي شبكة برامج بشكل غير عادي، و بث تلفزيون دار البريهي آيات من القرآن الكريم في حدود الساعة الثالثة زوالا، قبل أن يطل المذيع الشهير مصطفى العلوي على المغاربة بوجه حزين في نشرة الثامنة، ليعلن الخبر “المؤلم”، الملك الحسن الثاني في ذمة الله.

بعد الإعلان الحزين خرج المواطنون إلى شوارع المملكة لرثاء الملك الراحل، حيث عرفت شوارع العاصمة الرباط حركة غير عادية، مع إنزال أمني وعسكري غير مسبوق.
وبالرجوع إلى بعض كواليس ما قبل وفاة الحسن الثاني، يروى أن اللك الراحل ظل طيلة صبيحة يوم الجمعة تحت العناية المركزة، حيث تناول دواءه بشكل عادي، ولم يجد أطباؤه أدنى سبب لتنقيله لمستشفى ابن سينا، فقد كان يتحدث مع أبنائه وطاقمه الطبي دون أدنى صعوبة، وفي الزوال وبشكل مفاجئ سقط الحسن الثاني مغمى عليه، وفقد الوعي تماما، فتم تنقيله على وجه السرعة إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، ووضع بجناح الأمراض القلبية، حضر جل أبناء الحسن الثاني، وأصهاره باستثناء الأمير مولاي هشام، الذي استقل مباشرة بعد علمه بخبر نقل الحسن الثاني للمستشفى، أول طائرة متجهة نحو المغرب، لكنه وصل متأخرا عند الساعة الخامسة زوالا.

أعلن عن وفاة الحسن الثاني عند الساعة السادسة زوالا، بعد أن نقل لمستشفى ابن سينا في حالة غيبوبة، وبعد محاولات طبية فاشلة لإنقاذ حياته. ومع الزوال بث التلفزيون المغربي آيات من القرآن الكريم، استمرت من الثانية إلى الثالثة زوالا، أما الأمير سيدي محمد وولي العهد، فقد هاتف الوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي ليطلعه على الأمر، وفي الساعة العاشرة ليلا اجتمع جميع أفراد العائلة الملكية بالقصر الملكي بالرباط، بعد أن نعى ولي العهد وفاة والده إلى الشعب المغربي، وسط غياب النساء عن حفل تقديم البيعة احتراما للتقاليد المرعية داخل العائلة العلوية.