النهار24.
ألقى الملك محمد السادس خطابا تاريخيا، بعد تصويت مجلس الأمن على قرار يعتمد مبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل، حول الصحراء المغربية تحت السيادة المغربية. هذا القرار والتحول التاريخي، الذي حظي بدعم 11 دولة عضوا بمجلس الأمن، يتزامن مع تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والذكرى السبعين لاستقلال المغرب.
هذا الانتصار الدبلوماسي وصفه الملك بأنه فتح جديد للصحراء للمغربية، بعد تقديم المغرب لمبادرة الحكم الذاتي في سنة 2007 إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن التفاوض لتخويل الصحراء المغربية حكما ذاتيا. ومنذ ذلك التاريخ، حظيت المبادرة بدعم دولي باعتبارها مقترحا واقعيا ذا مصداقية لحل النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية.
وحظيت المبادرة المغربية للحكم الذاتي بدعم دولي متنامي لأزيد من مائة دولة، بالإضافة إلى فتح أكثر من ثلاثين قنصلية عامة بالعيون والداخلة، وعدم اعتراف أكثر من 84 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالكيان الوهمي، فضلا عن النهضة التنموية الاقتصادية والاجتماعية، التي تشهدها المنطقة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، ما يكرس فعليا المقاربة التي تنهجها المملكة في معالجة هذه القضية.
وشهد ملف الصحراء المغربية، على مدى 26 سنة من حكم الملك محمد السادس، تحولات استراتيجية غير مسبوقة على المستويين الدبلوماسي والسياسي، بعدما تمكن المغرب من تثبيت مواقفه الراسخة إقليميا ودوليا بخصوص وحدته الترابية، وفرض مقاربته الواقعية القائمة على مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الإطار الجدي والوحيد القابل للتطبيق، من أجل تسوية هذا النزاع المفتعل الذي عمر لأزيد من خمسة عقود.
ومنذ الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية في دجنبر 2020، تعززت المواقف الدولية المؤيدة للوحدة الترابية للمملكة بشكل متسارع، وهو ما ترجمته سلسلة من المواقف والقرارات لدول وازنة عربيا وإفريقيا وأوروبيا وأمريكيا لاتينيا، أكدت جميعها دعمها الصريح للمقترح المغربي واعتبرته الحل الواقعي والوحيد الممكن للنزاع.
وشكل القرار الأمريكي الأخير، بالاعتراف بسيادة المغرب على كافة أقاليمه الصحراوية، ضربة موجعة لأعداء الوحدة الترابية. وجاء هذا القرار ثمرة مجهودات كبيرة قامت بها الدبلوماسية الملكية على كافة المستويات، حيث راكم المغرب العديد من الانتصارات المتتالية بالمحافل الدولية، خاصة على مستوى الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي. وتمكن من خلال حضوره القوي، بالمنظمات والهيئات الدولية، من محاصرة الدعاية الانفصالية، والدفاع عن مقترح الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب لإيجاد حل سياسي نهائي للنزاع المفتعل بالصحراء المغربية.


















