النهار24 .
أكد داود كريل الأستاذ بجامعة إيكس أون بروفانس بفرنسا، أن الدروس الحسنية، التي يترأسها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس كلما حل شهر رمضان المبارك، تعد منصة توقر العلم وتعلي من شأن العلماء.
وقال الأستاذ كريل، الذي سبق أن ألقى درسا بين يدي أمير المؤمنين، في موضوع “الإسلام دين الأمانة” ، تعرض فيه لمدلولات الأمانة التي تضمنها الذكر الحكيم والسنة النبوية، في حوار لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الدروس الحسنية، التي تجمع العلماء بجليل شأنهم ووفير علمهم من شتى أقطار العالم الإسلامي، تعد منبرا لا مثيل له بالعالم لتدارس قضايا الامة.
وبعدما سجل أن مؤسسة إمارة المؤمنين تشكل خصوصية تاريخية بالمغرب الأقصى، أبدى الأستاذ الجامعي إعجابه بفرادة الأعراف والجذور العريقة لإمارة المؤمنين بالمغرب ، مؤكدا أنه “نادرا ما نجد بلدا في العالم الإسلامي بهذه الأعراف و الجذور العريقة”.
وفي الشق المتعلق بحضور المرأة في المشهد الديني، قال الأستاذ كريل إن المجال الديني مفتوح للجميع ، رجالا ونساء، لأن “النساء شقائق الرجال”، كما جاء في الحديث الشريف. وبعد أن أكد الفروق في أدوار الرجل والمرأة في المجتمع، دعا إلى عدم التمييز بينهما، خصوصا وأن النساء أضحين حاضرات أكثر في المجال الديني على غرار مجالات أخرى محذرا من “المنحى المتصاعد والممعن في قمع النساء، عبر قراءات حاطة من حظوتهن ومكانتهن”، في كثير من البلدان، بصرف النظر عن المسؤوليات الموكولة إليهن.
وبخصوص النقاش الراهن حول مكانة الدين عموما في المجتمعات ، استحضر الأستاذ الفرنسي كتابين يقدمان منظورين لدور الدين في العصر الحديث، كتاب للمؤلف الفرنسي أندري مالرو بعنوان “القرن الواحد والعشرون سيكون قرنا دينيا أولا يكون”, وآخر للكاتب الفرنسي إريك جوفرا “الإسلام سيكون روحيا أولا يكون”, مؤكدا من جهته استحالة تصور دين بلا روح لأنه “إذا فقدت الروح يفقد الدين، ولا يعدو أن يكون محض شكليات”.
وعن إيجاد أرضية وفاق بين المسلمين جميعهم، سجل الأستاذ كريل الحاجة إلى “الإصلاح والمصالحة والتصالح بين المسلمين”، دإعيا، بالأساس، إلى أن ينبري المسلمون إلى إصلاح أنفسهم، مقتدين بتعاليم الإسلام نفسه حيث يكون المسلم مسالما مع جميع إخوته، ومع الناس.
ولتحقيق مقتضى الخيرية المنصوص عليه في الذكر الحكيم (كنتم خير أمة أخرجت للناس)، حث الأستاذ كريل على الإقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي لم يكتف بالدعوة إلى حب الخير للغير بل جعله من شروط الإيمان.
وحرص الأستاذ بجامعة إيكس أون بروفانس الفرنسية على أن يذكر بأن رمضان صيام وقيام، يتخلى فيه الفرد عن كل ما قد يحول بينه وبين ربه، مضيفا أن المناخ موات خلال الشهر الكريم حتى يناجي العبد خالقه، مستعينا بالقرآن الكريم، الذي أنزله الله في هذا الشهر المبارك.