حرصا من المديرية الجهوية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب على مواكبة مجموعة الإنجازات من أجل توفير الماء الصالح للشرب لساكنة الأقاليم الجنوبية ، فقد أعدت برنامجا للتدخل على مراحل شمل إنجاز مجموعة من المشاريع تروم بالأساس تحلية مياه البحر وإزالة المعادن من الماء وتطوير البنيات التحتية المرتبطة بهذا المجال لمواجهة الطلب على الماء وسد الخصاص المتزايد الناجم عن التزايد الديموغرافي والتنمية الصناعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
ومن أهم المنجزات التي ساهمت في التحولات التي عرفتها هذه الأقاليم في بنياتها التحتية المائية والخدمات المقدمة لفائدة سكان على مستوى قطاع الماء، إنجاز محطتين لتحلية مياه البحر بكل من العيون وبوجدور، وبناء محطة لتزويد مدينة السمارة بالماء انطلاقا من حقل الالتقاط بسيدي الخطاري الواقع على بعد95 كلم عن مدينة السمارة .
وتواصل هذا المجهود، الذي خصصت له  استثمارات مهمة ، حسب معطيات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بمنجزات أخرى همت وحدة لإزالة المعادن من الماء الأجاج بمدينة طرفاية  وتوسيع محطة التحلية بالعيون وإنجاز محطة للمعالجة بمدينة الداخلة  ومحطة ثانية للتحلية ببوجدور .
وتأتي كل هذه المشاريع لتنضاف إلى منجزات مائية أخرى شملت تقوية منشآت الإنتاج بمحطة سيدي الخطاري، التي تؤمن تزويد مدينة السمارة بالماء الصالح للشرب، وتزويد مركز الطاح بالماء انطلاقا من محطة المعالجة بمدينة طرفاية وتزويد مدينة  المرسى بالماء انطلاقا من محطة التحلية التي تؤمن تزويد مدينة العيون  بالماء الصالح للشرب.
وبفضل هذه المنجزات التي ستتعزز بمشاريع أخرى توجد في طور الإنجاز وتهم على الخصوص تقوية الإنتاج وتزويد مجموعة من المراكز الصغرى وقرى الصيادين بالماء الصالح للشرب، أصبحت مدن الأقاليم الجنوبية وبعض المراكز التابعة لها تتوفر على منشآت قادرة على تلبية حاجيات السكان المتزايدة من الماء الصالح للشرب والتي جعلت من المديرية الجهوية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب من بين القطاعات التي ساهمت في إحداث نقلة نوعية على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية بهذه الأقاليم.
وإذا كانت تقنيات التحلية قد مكنت إلى حد ما من حل مشكل التزود بالماء الصالح للشرب بالنسبة للمدن الساحلية كما هو الحال بالنسبة للعيون وبوجدور  والمرسى فإن الفرشة الباطنية تبقى أساسية لتزويد سكان مدن السمارة والداخلة وطرفاية وأوسرد وبعض المراكز القروية بهذه المادة الحيوية، الأمر الذي يتطلب تدخل كل الفاعلين ومستعملي الماء لتبني استراتيجية وإعداد مخطط لحماية هذه الفرشة ذات الموارد غير المتجددة من الاستنزاف ومن التلوث.
وعلى الرغم من المجهودات والإنجازات التي تحققت في مجال الماء على مدى 34 سنة بالأقاليم الجنوبية، والتي ستتواصل من أجل النهوض بهذا القطاع، فإن الطلب المتزايد باستمرار على الماء، لدرجة سيتضاعف معه استغلال المياه الجوفية العميقة المتواجدة بالحوض المائي للصحراء الذي تنعدم به الموارد المائية السطحية الدائمة بسبب قلة التساقطات المطرية التي لا تتجاوز40 ملم في السنة وارتفاع معدل التبخر، يفرض حسن استغلال هذه الموارد والتعامل معها بنفس القدر الذي يتعامل به مع كل مادة ثمينة والعمل على تدبيرها بشكل عقلاني ومستدام.