النهار24 : محمد التوري .
من خلال حصيلة مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بولاية اكادير يتأكد و بالملموس الدورالمركزي و المؤثر الذي تلعبه المبادرة بجهة سوس ماسة في بناء و تطوير نموذج التنمية الشاملة المصبوغة بالطابع المغربي المحض و هي الورش الذي جعل من العنصر البشري المحرك والركيزة الأساسية في الإستراتيجية التنموية الاجتماعية، الاقتصادية و الثقافية مما مكن من إرساء مجمـــوعة من القيم الايجابية كالواقعية ’التشاركية ، القرب و الحكامة الجيدة إلى جانب خلق جو من الانخراط الجمعوي و الجماعي والمؤسساتي لكل الشرائح المجتمعية المعبأة في إطار هذا الورش الكبير، بموازاة إحداث أجهزة للحكامة مركزيا وجهويا ،الأمر الذي يدل على مدى أهميتها ودقة نهجها ونجاعة آلياتها في المساهمة في محاربة الفقر والإقصاء والهشاشة سواء بالوسط القروي أو بالأحياء الحضرية الناقصة التجهيز .
وشهدت مدينة أكادير إنجاز مجموعة من المشاريع التنموية التي تهدف إلى دعم الأنشطة المدرة للدخل و تحسين الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية والتنشيط السوسيو ثقافي والرياضي وتعزيز القدرات المحلية والحكامة الجيدة،وفي هذا الإطار فان حصيلة إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأكادير جد ايجابية وهامة، حيث تمكنت من معالجة مجموعة من التحديات الاجتماعية وفقا لهندسة اجتماعية مبنية على التشخيص المعمق للحاجيات الأساسية للفئات المستهدفة وكذا المكاسب التي حققها هذا الورش الملكي الطموح والواعد على مستوى ترسيخ قيم مجتمعية مبنية على التضامن والتكافل الاجتماعيين، من خلال العمل على مقاومة التفاوتات المجالية والطبقية والحد من تفاقم المعضلة الاجتماعية أما الوتيرة الاقتراحية و الانجازية لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فهي في ارتفاع ملحوظ يترجمها الكم و الكيف المتزايدين لعدد المستفيدين جمعيات كانوا أو أفراد و نوع القطاعات و الفئات التي أصبحت تستهدفها المبادرة بشكل عام .
فقد تمحورت معظم المشاريع والأنشطة المنجزة أو التي في طور الانجاز برسم السنة الفارطة حول دعم التعليم و الصحة في الوسط القروي وشبه الحضري كمشاريع النقل المدرسي و دعم البنيات التحتية للمدارس و دور الطالبة و توزيع الدراجات الهوائية و اللوازم المدرسية و غيرها ٬ ودعم المشاريع المرتبطة بالفلاحة كتربية الأغنام و الماعز و الأرانب و تثمين المنتوجات الفلاحية المحلية وفك العزلة عن ساكنة المناطق القروية (بناء المسالك والطرق القروية ) بدرجة ثانية وتقوية البنيات التحتية للقرب المتعلقة بتأطير الشباب والرياضة بدرجة ثالثة ومحاربة الهشاشة القصوى وتحسين الولوج للمياه الشروب في المناطق القروية بدرجة رابعة من إجمالي المشاريع والأنشطة المبرمجة بالإقليم .
ومن جهة أخرى فان الأنشطة المدرة للدخل بأكادير تحضى بنصيب الأسد من العدد الإجمالي للمشاريع٬ بغلاف مالي يقارب أكثر من ربع المخصصات المالية للمبادرة ويتوزع عدد المستفيدين حسب الجنس
هذا في الوقت الذي يكشف فيه تحليل مجالات تدخل الأنشطة المدرة للدخل للسنة الماضية على المستوى الوطني أن القطاع الفلاحي٬ يحتل الصدارة متبوعا بالقطاع التجاري والمهني فقطاع الصناعة و الحرف التقليديين .