النهار24 .
يشكل المستشفى الميداني الطبي الجراحي للقوات المسلحة الملكية الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تعليماته السامية بإقامته في غزة بالأراضي الفلسطينية، بادرة تضامنية فريدة تعكس الالتزام الراسخ للمملكة المغربية، ملكا وشعبا، إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتؤكد مرة أخرى الدعم الفعلي واللامشروط الذي ما فتئ المغاربة يقدمونه لأشقائهم الفلسطينيين في معاناتهم اليومية مع الاحتلال.
وتأتي هذه الالتفاتة المولوية السامية، التي تتزامن مع شهر رمضان الأبرك، لتخفيف معاناة الفلسطينيين العزل بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي خلف خلال الآونة الأخيرة المئات من الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح، بما يجسد الدعم الملموس والميداني الذي يحرص جلالة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، على تقديمه للشعب الفلسطيني المكلوم كلما اشتد عليه عدوان الاحتلال الجائر.
وهكذا، فإن هذا المستشفى الميداني الذي تنسجم إقامته مع الالتزامات التاريخية والمتجددة باستمرار لجلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية، سيوفر للجرحى والمصابين الذين سقطوا خلال الأحداث الأخيرة التي شهدها القطاع، علاجات وخدمات استشفائية في تخصصات مختلفة يشرف عليها طاقم طبي يتألف من 13 طبيبا، و21 إطارا شبه طبي، وطاقما للدعم قوامه 63 شخص، والذي ستهم تدخلاته تخصصات الطب العام، وطب الأسنان، وطب المستعجلات، وأمراض القلب والشرايين، وطب العيون، وأمراض الأنف والحنجرة، والنساء والتوليد، وأمراض العظام والمفاصل، وطب الأطفال والفحص بالأشعة.
والأكيد أن هذه المبادرة الإنسانية النبيلة التي ليست الأولى التي تتخذها المملكة في إطار دعمها المتعدد الأبعاد للشعب الفلسطيني، ستمكن من تخفيف وطأة الأسى الذي يخيم على أهالي قطاع غزة جراء الحصار والعدوان المستمر، كما ستمنح دعما نوعيا لفائدة الأطقم والمؤسسات الطبية والإنسانية التي تنشط على مستوى القطاع، علما أن هذه الأخيرة تعاني من خصاص كبير في الموارد البشرية والمستلزمات الطبية الكفيلة بعلاج وتخفيف آلام الجرحى والمصابين. وإلى جانب الدعم الطبي الذي سيوفره المستشفى الميداني الطبي الجراحي، حرصت المملكة على إرسال مساعدة إنسانية تقدمها كل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن والوكالة المغربية للتعاون الدولي والقوات المسلحة الملكية، والتي تتألف من 113 طنا من المساعدات الغذائية و5000 من الأغطية، بما يجسد الحس التضامني المتجذر في تقاليد وعادات المغاربة، لاسيما وأن الأمر يتعلق بأشقاء لهم تجمعهم بهم علاقات قرابة راسخة.
وتنضاف هذه الالتفاتة الملكية الكريمة إلى سلسلة من المبادرات المماثلة التي أمر صاحب الجلالة بإقامتها في عدد من الدول الشقيقة والصديقة، والتي جعلت المملكة تحظى بإشادة كبيرة من قبل الساكنة المستفيدة وقادة تلك الدول، بما يبرهن على أن المغرب لطالما كان منخرطا في نهج مقاربة التضامن الفعلي والفوري واللامشروط مع كافة دول وشعوب المعمور.
ومما لا شك فيه، أن المملكة المغربية التي تعتبر القضية الفلسطينية بمثابة قضية جوهرية ذات مكانة مركزية، حريصة أيما حرص على دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه المستميت ضد جبروت الاحتلال، بما في ذلك دعم ساكنة القدس الشريف في صمودهم الباسل ضد جميع محاولات تهويد المسجد الأقصى وطمس معالمه الإسلامية والمسيحية.
ولعل المتابعة المولوية المستمرة لمختلف تطورات القضية الفلسطينية والحرص الملكي الدائم على إحاطة المنتظم الدولي بخطورة الأوضاع في الأراضي المحتلة، ليعد خير دليل على المكانة المحورية التي تحظى به القضية الأولى للعرب والمسلمين لدى جلالة الملك بصفته رئيسا للجنة القدس وأحد الزعماء العرب السباقين دوما إلى اتخاذ المبادرات الفعلية نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.