النهار24 .
مع حلول العشر الأواخر من كل رمضان تبدأ جماعة العدل والإحسان في ممارسة التحرش ببيوت الله وتدنيسها بالسياسة تحت ذريعة إقامة سنة الاعتكاف. لا أحد يختلف على أن الاعتكاف سنة نبوية خالدة، ولهذا خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مساجد في أغلب المدن لممارسة هذه الشعيرة، لكن وفق ترتيب قانوني يمنع من استغلال المسجد لأغراض غير العبادة.
وكباقي السنوات تسعى الجماعة إلى خرق القوانين المنظمة للاعتكاف، التي تفرض التصريح بذلك لمصالح الوزارة الوصية، لكنها تريد أن تكون المساجد بدون “بوّاب” كما يقال، يدخلها من يشاء وفي أي وقت شاء، وكأنها فضاءات مفتوحة غير مؤطرة بالقانون.
وتحاول الجماعة اللعب على الوتر الحساس من خلال استظهار قوله تعالى “ومن منع بيوت الله أن يذكر فيها اسمه…”، ناسية الأحاديث التي تتوعد “المستأكلين بدين الله”. فلا أحد منع بيوت الله من أن يذكر فيها اسمه، والوزارة ترعى بيوت الله من كافة الجوانب وتحميها من الاستغلال من قبل الجماعات الدينية والتنظيمات السياسية، حتى تكون فعلا لله.
فلو كانت الجماعة تريد فعلا الاعتكاف السني لتركت أعضاءها يعتكفون في المساجد المفتوحة من قبل الوزارة، لكنها تريد الاستحواذ على بيوت الله دون غيرها، حتى تتمكن من تمرير مشروعها التخريبي، ولو تركت الوزارة الوصية كل جماعة على هواها لتحولت بيوت الله إلى أماكن للصراع.
الجماعة بعد أن فقدت شعبيتها وبريقها لم يعد أمامها سوى التحرش ببيوت الله، المخصصة للعبادة لا لممارسة السياسة، وتريد دخولها من باب تزوير الحقائق وتحريف كلام الله عن مواضيعه.